دار نشر أردنية تتهم دار الجمل بالقرصنة

تتوالي المشاكل على رأس صاحب دار الجمل للنشر والتوزيع، مع اتهامات جديدة من مدير عام دار فضاءات الأردنية الشاعر جهاد أبو حشيش الذي صرح للصحافة الأردنية أنه فوجئ بنشر كتاب (اميرة بابلية) الصادر عن الدار.
فبعد اسابيع قليلة من منع دار الجمل من المشاركة في معرض دمشق للكتاب بسبب شكاوى من دور نشر متعددة ضدها، هاجم ابو حشيش «دار الجمل» لقيامها بنشر كتاب (أميرة بابلية) "الذي سبق أن نشرناه في «دار فضاءات للنشر والتوزيع» في عمّان العام الماضي، بنسختيه الانجليزية والعربية (التي ترجمتها السيدة أمل بورتر)، وهو مسجل في المكتبة الوطنية في الأردن تحت الرقم المتسلسل (848/3/2009) و isbn 978-9957-30-073-9 بتاريخ 11/3/2009 ، وفقاً لعقد موقع بين الدار والمترجمة.
وأشار إلى أن المؤلفة أمل بورتر أكدت في رسالة موثقة أنها لم توقع أي عقد مع «دار الجمل» لنشر الترجمة العربية، الأمر الذي يثبت أن «دار الجمل» قامت بقرصنة مخالفة لكل قوانين النشر وأخلاقياته بإعادة نشر كتاب «أميرة بابلية» من دون موافقة المترجمة و»دار فضاءات للنشر والتوزيع» التي تمتلك وحدها حق نشره حسب العقد المبرم بين الطرفين (الطرف الأول: دار فضاءات، الطرف الثاني: أمل بورتر).
واستند أبو حشيش إلى ما نشرت جريدة النهار اللبنانية في ملحقها الثقافي الصادر الأحد 10 تشرين الأول 2010 (العدد 24188، السنة 78) في مقالةً بعنوان (أميرة بابلية) للكاتب محمود الزيباوي، التي يقول في بدايتها «تحت عنوان «أميرة بابلية»، تعيد «دار الجمل» اكتشاف كاتبة من القرن التاسع عشر طواها النسيان تُدعى ماري تيريز أسمر.
ألّفت الكاتبة سيرة ذاتية مطوّلة نُشرت في جزأين، ويبدو أن نشاطها الأدبي اقتصر على هذا الكتاب الصادر في لندن عام 1844 بعد أكثر من قرن ونصف قرن.
يصدر هذا الكتاب بالعربية في ترجمة «انتقائية» مختصرة حررتها الفنانة التشكيلية والمؤرخة أمل بورتر».
ومما زاد الأمر غرابةً حسب مدير عام فضاءات ما ورد في بداية مقال الكاتب محمود الزيباوي من غمط لحق المترجمة حين ذكر أن «دار الجمل» تعيد اكتشاف (!) كاتبة من القرن التاسع عشر طواها النسيان تُدعى ماري تيريز أسمر، وكأنها هي التي قضت سنوات عديدةً في البحث وإنجاز الترجمة وليس المؤلفة أمل بورتر صاحبة الفضل في اكتشاف النسخة الأصلية (الانجليزية) وترجمتها إلى العربية لتكون في متناول القارئ العربي والأوروبي.
لقد نُشر خبر صدور النسختين العربية والانجليزية من كتاب «أميرة بابلية» في عشرات المواقع والجرائد العربية والعالمية، كما كُتبت عن الترجمة العربية عدة مقالات في أكثر من جريدة وموقع الكتروني.
ويرفق أبو حشيش اقتباس أجزاء من تلك المقالات التي تشير إلى اسم ناشر الكتاب «دار فضاءات»: كتبت الروائية والكاتبة لطفية الدليمي مقالةً بعنوان «أميرتنا البابلية التي اكتشفتها أمل بورتر» تقول فيها: «وثيقة نادرة من الوثائق المهمة عن وضع المرأة والواقع الثقافي و المجتمع الحضري والريفي والبدوي تحت الهيمنة العثمانية القاسية قدمتها لنا امرأة رحالة عملت في مجال التنوير في وقت كان المجتمع مستغرقا في سبات القرون المظلمة، امرأة تسافر من بغداد وحيدة في قافلة لتجوب العالم وتكتب مذكراتها وتجاربها في مجتمعات غريبة.
في إصدار أنيق من «دار فضاءات» الأردنية، أتاحت لنا الباحثة والكاتبة من أم عراقية وأب بريطاني أمل بورتر- أن نتعرف عبر ترجمتها للكتاب الى امرأة مثقفة ولدت قرب خرائب نينوى سنة 1804 (*)، وتجولت في بلدان كثيرة، ودونت خلاصات تجاربها في كتاب يحمل عنواناً مثيراً وملهما هو: «مذكرات أميرة بابلية».. كتاب ممتع وسفر أنثروبولوجي يقدم لنا معلومات ثمينةً عن المجتمع متعدد الأعراق والثقافات في العراق تحت الحكم العثماني». (جريدة المدى العراقية: 15/2/2010).
وكتبت الروائية الأردنية سميحة خريس مقالةً بعنوان «ماري تيريز اسمر» تقول فيها: «كان الاسم مجهولاً عندي تماماً، لو رأيته على الغلاف لن أحفل كثيراً بمذكرات امرأة تدّعي أنها أميرة بابلية، لولا أن الكتاب جاءني من صديقة تعلم أني أقوم ببحث واسع عن صور الحياة في المنطقة العربية قبل أربعة قرون، ولما لم تكن ماري تلك قد كتبت مذكراتها في الحقبة نفسها، فإني تصورت أن قراءتي للمذكرات ستكون نوعاً من المعرفة المحايدة.
لكن ذلك الكتاب الذي ينتمي إلى فئة السيرة الذاتية، نص فاتن بكل معنى الكلمة، إذ إن كاتبته ماري تيريز، والباحثة التي عثرت عليه وأصدرته للقارئ العربي أمل بورتر، تفتحان للقارئ العربي سراديب مذهلة لزمان ولّى، وتقدمان صورة غريبة عن حياة غير متوقعة عاشتها الكاتبة في الواقع...» (الملحق الثقافي لجريدة الرأي الأردنية 26/ 6/ 2010).
وكتبت بلقيس حميد حسن في موقع الحوار المتمدن- العدد: 2864 -21/ 12/ 2009 مقالةً بعنوان «شكرا أمل بورتر، فالزمن أكد نبوة الأميرة البابلية» تقول فيها:
«قبل شهرين أهدتني الباحثة والمبدعة العراقية من أب انكليزي «أمل بورتر»، كتاباً أعدته وترجمته عن الانكليزية حيث طبع هذا العام عن دار فضاءات للنشر والطباعة– الأردن، والكتاب سيرة حياة ومذكرات رحلة امرأة عراقية تدعى «ماري تيريز اسمر»، ولدت في 1804 في تلكيف وهي من أعمال مدينة الموصل في العراق..
ماري تيريز اسمر.. لابد أن نحفظ هذا الاسم جيداً، حيث أغفله وتجاهله تاريخنا وثقافتنا أكثر من قرنين من الزمن، ويالها من خدمة جليلة تلك التي قدمتها لنا المبدعة أمل بورتر، بفك سجن تلك المرأة وكتابها الذي قبع بلغة أخرى في مكتبات الغرب، بعيداً عنا، تطلقه أمل بورتر أمامنا حراً ينطق لغتنا لتمنحنا متعة لا محدودة، تحكي حياة امرأة حملت رسالة إنسانية كنا بأشد الحاجة لها ولمفاهيمها التي ركزت عليها تلك المرأة الفذة المؤمنة بالحق والباذلة من أجله، والعاملة في سبيله بلا كلل رغم المصاعب والأخطار، متمثلة دور الأنبياء والرسل وعظماء التاريخ...».
بعد هذا كله، وبعد الجهد الذي بذلته المترجمة أمل بورتر و»دار فضاءات»، من خلال تعاون حقيقي بينهما، ورغم الكثير من الندوات التي عقدت في أوروبا وفي العالم العربي حول كتاب «أميرة بابلية»، «تغتصب» «دار الجمل» حقاً وجهداً ليس لها بإعادة نشر الكتاب ضمن منشوراتها، وتنسب لنفسها فضل اكتشافه، «غامطةً حق مكتشفته ومترجمته الحقيقية الباحثة والكاتبة أمل بورتر».
إننا في الوقت الذي «ندين ونفضح هذه القرصنة واللصوصية» في عالم النشر، التي «تسيء إلى الثقافة العربية حتماً»، ندعو الاتحاد العام للناشرين العرب إلى اتخاذ الإجراء اللازم بحق «دار الجمل»، وسنرفع بدورنا دعوةً قضائيةً ضد هذه الدار، استناداً إلى القوانين الخاصة بحقوق النشر الطباعية.