دبلوماسي أوروبي: القيادة السورية شكلت عائقاً أمام المد الأمريكي

 

قال دبلوماسي أوروبي إن المنطقة تشهد سباقاً محموماً بين الحلول الدبلوماسية والانفجار الكبير، في ظلّ جولة جديدة من الضغوط الأمنية والسياسية والاقتصادية التي يمارسها الغرب على دول الممانعة، فالقرار الأوروبي بفرض عقوبات جديدة على سورية وإدراج اسم الرئيس بشار الأسد على لائحة الشخصيات الممنوعة من زيارة دول الاتحاد الأوروبي ليست سوى خطوة أميركية بإخراج أممي، كما أنّ السعي إلى تمرير اتفاق يمني هو مشروع أميركي بإخراج عربي وإسلامي، فضلاً عن أنّ ما تشهده ليبيا من معارك لا يخرج عن إطار التفاصيل السابقة، ناهيك عن أنّ أزمة لبنان الحكومية هي خارجية المنشأ وداخلية الإخراج.

 

وأضاف الدبلوماسي الأوروبي أمام عدد من أصدقائه المحليين وفقاً لموقع "النشرة" اللبناني أنّ السباق المحموم بين الانفجار والمساعي الدبلوماسية ما زال في بداياته، خصوصاً أنّ حسابات الحقل الأميركية لم تتطابق، أقله حتى الساعة، مع حسابات البيدر الشرق أوسطي، فسورية وكما أثبتت الوقائع ليست بتونس، ولا تشبه مصر أو ليبيا بشيء، ونظامها لا يمتّ بصلة إلى أيّ من الأنظمة العربية المعروفة، وبالتالي فإنّ تركيبتها الأمنية والعسكرية تختلف بالكامل عن تركيبة سائر الدول العربية والإسلامية. وبالتالي فان هذا النظام أثبت مناعة كبيرة وشكّل عائقا أمام المد الأميركي الذي يحاول ركوب موجات ما يطلق عليه الغرب تسمية "الربيع العربي".

 

يضيف الدبلوماسي مرجحاً أن تنجح الدبلوماسية الناشطة في تفكيك حقل الألغام المزروع في الشرق العربي، خصوصا أن الحسابات العسكرية لا تتطابق مع تلك السياسية فنجاح سورية وإيران بالاحتفاظ بأوراق رابحة في العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين واليمن تأخذه واشنطن بالاعتبار، فالوضع العراقي المهتز يبدو انه نتيجة لقيام جبهة الممانعة إذا جاز التعبير بتحريك أدواتها أو مناصريها، ناهيك عن رابط ما بين الحراك السوري الداخلي وعودة موجة التفجيرات إلى بغداد وضواحيها في وقت يسعى فيه الأميركيون إلى استكمال عملية انسحابهم العسكري للإبقاء على السيطرة السياسية والنفطية والاقتصادية.

 

كذلك الأمر فإنّ فشل محاولات الاتصال بطالبان وسائر الأطياف المعارضة للوجود الأميركي في أفغانستان يعود إلى أمر عمليات بحسب الوصف، ناهيك عن أنّ استمرار الصراع في اليمن وفشل كل محاولات الاستيعاب الميدانية يندرج في الإطار عينه، وبالتالي فإنّ الأمور في المنطقة ما زالت محكومة بالحراك الدبلوماسي وان كانت الأمور تشهد من وقت إلى آخر موجات مد وجزر توحي بان الأوضاع على وشك الانفجار.

 

وفي السياق عينه يدرج الدبلوماسي وفقاً للنشرة خطابي الرئيس الأميركي باراك أوباما الأخيرين، فالأول وكما بات معلوماً هو سياسي يهدف إلى رسم خريطة طريق جديدة للتحولات الحاصلة في المنطقة من جهة، وإلى الإمعان في الضغط والتهويل على المثلث اللبناني - السوري - الإيراني من جهة ثانية، أما الثاني فانه انتخابي بامتياز، ويأتي عشية زيارة مرتقبة للرئيس أوباما إلى إسرائيل حيث من المقرر أن يعلن من هناك نهائية الدولة اليهودية من دون زيادة أو نقصان، وبالتالي فانه أصبح معلوماً أو متوقعاً أن يرتكز الحراك خلال المدة الفاصلة على التأسيس لمستقبل عملية السلام المحكومة بالفشل المسبق في حال استمرت المواقف على ما هي عليه راهناً.

 

غير أن لب الحراك يبقى وبحسب الدبلوماسي على الجبهة السورية دون سواها، وذلك على اعتبار أن إسقاط النظام السوري يعني بشكل أو بآخر إسقاط حزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين، كما يؤثر على المجريات الإيرانية، ما يعني أن زعزعة الاستقرار السوري تصيب أكثر من عصفورين بحجر واحد، وهذا ما يبدو أن النظام السوري تنبه له باكراً وتمكن من امتصاص الصدمة والانطلاق إلى لملمة ذيولها.