دبلوماسي عربي: سورية بدأت بتطبيق المبادرة وتدخل الناتو يفتقر للإجماع

كتبت صحيفة الديار وبقلم دوللي بشعلاني وحسب مصدر ديبلوماسي عربي أن سوريا: لن تجعل التدخّلات تعيق جهودها والتزامها تنفيذ بنود المبادرة العربية بكاملها، وقد اتخذت قراراً بسحب الآليات العسكرية كافة من شوارع المدن والمناطق السورية تنفيذاَ لبند وقف إطلاق النار وبدأت بتطبيقه على الأرض، وسيتبيّن للجامعة العربية فيما بعد هذه الخطوة، من هي الجهة المسؤولة عن العبث بالأمن في البلاد.
ويتابع المصدر: الكلّ يعلم، أنّ ثمّة قوى متطرّفة تحمل السلاح لا علاقة لها بالمعارضة الحقيقية، غير أنّ بعض الدول العربية كانت تغضّ الطرف عن هذا الأمر، إلاّ أنّه الآن ولدى السماح للجنة المراقبين العرب (التي سيعيّنها الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي خلال الأسبوع المقبل، أي بعد عيد الأضحى) إلى جانب وسائل الإعلام العربية والأجنبية الدخول إلى سوريا، سوف يتبيّن للعالم كلّه وجود هذه المجموعات الإرهابية، وسيميّز المراقبون والإعلاميون عندها بين المتظاهرين السلميين، وتلك المجموعات التي لم تكفّ حتى الساعة عن توتير الوضع الأمني بإيعازٍ خارجي، كما سيلحظون جدية القيادة السورية على تطوير البنية الداخلية لتقوية سوريا.
ويوضح المصدر سبب منع القيادة في سوريا وسائل الإعلام العربية والأجنبية منذ بدء التظاهرات الاحتجاجية في سوريا من نقل ما يحصل على الأرض، يوضح أنّه وسط ما يحصل تمّ منع الصحافيين لعدم ضمان أمنهم الشخصي، أمّا اليوم فيأتون على مسؤوليتهم، وقد تختار وسائل الإعلام من بينهم أولئك الذين اعتادوا العمل في مناطق ساخنة، تسودها الحروب، واعتادوا بالتالي على أخذ احتياطاتهم للحفاظ على حياتهم.
ويرى أنّ الدول العربية التي وضعت المبادرة العربية لحلّ الأزمة في سوريا ولم تذكر فيها أي ضمانات للنظام الحالي، لن تلوم السلطة بعد اليوم إذا ما حاولت ردع هذه المجموعات الإرهابية في حال اعتدت على ثكنة للجيش أو على المدنيين الأبرياء أثناء تنقّلهم في وسائل النقل من منازلهم إلى أعمالهم، خصوصاً وأنّه من حقّ كلّ دولة استخدام الوسائل المشروعة لحفظ الأمن فيها.
أما عن عدم موافقة المجلس الوطني التحاور مع السلطة، لا سيما وأنّ وقف إطلاق النار وأعمال العنف يجب أن تقود، بحسب المبادرة العربية، إلى مؤتمر حوار وطني يُعقد في مقرّ الجامعة العربية في القاهرة بعد نحو أسبوعين وفق بعض الترجيحات، فيؤكّد المصدر أنّ أمام المجلس حلاً من اثنين: أن يلتحق بالآلية العربية الموضوعة للحلّ أو أن ينعزل عنها. ومن الأفضل له أن يغيّر موقفه الرافض للحوار لأن لا خيار آخر له، بعد أن وافقت السلطة على التحاور مع المعارضين من أجل تحقيق الإصلاح السياسي في البلاد.
وفيما يتعلق بعدم رضى الولايات المتحدة الأميركية والدول الحليفة لها على «تعريب» الأزمة في سوريا، يقول المصدر: «رغم تحذيرات وزارة الخارجية الأميركية الأخيرة، والمواقف الفرنسية، فإنّ الدول الأجنبية لم ترفض المبادرة العربية، بل أبدت ترحيبها بكلّ خطة من شأنها وقف العنف وممارسات القمع في سوريا. والكلّ بات يعلم أنّ أولوية الولايات المتحدة الأميركية هي حماية أمن إسرائيل دون أمن سائر دول منطقة الشرق الأوسط».
أما عن احتمال عدم توصّل القيادة السورية إلى تنفيذ بنود المبادرة، فهل سيتمّ اللجوء إلى «تدويل» الأزمة السورية وتدخّل حلف شمالي الأطلسي «الناتو»، كما حصل في ليبيا، يجيب المصدر نفسه: «سوريا ليست ليبيا، كما أنّ تدخّل «الناتو» في سوريا يفتقر حتى الساعة إلى إجماع الدول الأعضاء في مجلس الأمن لا سيما وأنّ كلّا من روسيا والصين إلى جانب دول أخرى، هي إلى جانب الدعم العربي المطلوب، ولهذا فإنّ رفض التدخّل العسكري في سوريا هو السائد حالياً، وقد ازداد التشديد على هـذا الأمر بـعد موافقة سوريـا على المبـادرة العربية.