دبلوماسي عربي يقلّل من فرضية التدخّل العسكري الغربي في سوريا

 

رغم تصاعد حملة الضغوطات على سوريا من قبل أبرز عواصم القرار في العالم وذهاب البعض إلى حد التهديد بالتدخل العسكري المباشر، إلا أن دبلوماسياً عربياً يقلل من إمكانية تطبيق هذه الفرضية تبعاً لعدم إمكانية تراجع الموقفين الروسي والصيني لصالح الولايات المتحدة وحلفائها، ونظراً إلى استحالة أن يمنح مجلس الأمن الدولي ترخيصاً للقيام بأي عمل عسكري ضد سوريا تحت أي اعتبار وهذا أمر غير وارد ومحسوم وتعلمه الولايات المتحدة جيداً، مضيفاً بأن ما يجري من محاولات لتأجيج الأزمة السورية لا يعدو كونه لعباً استخباراتياً، تشارك فيه دول عربية وغربية باتت معلومة وجثث مواطنيها موجودة لدى السلطات السورية وسوف تنشر المعلومات عنهم في وثيقة رسمية تعمم على أعضاء مجلس الأمن متى يحين الوقت المناسب.

ويقول الدبلوماسي أن المبادرة الأميركية لا تحمل جديداً والمشاورات غير الرسمية لمناقشتها تسير ببطء وحذر شديدين ولا تشارك فيها إلا الدول الخمس الأعضاء في المجلس ومن غير المتوقع أن تصل إلى أية نتيجة لأن الموقف الروسي واضح والصيني أوضح والغرب أدرك بأنه لا يمكن أن يحصل على أي شيء بخصوص الملف السوري دون موافقتهما.

ومن هذا المنطلق يؤكد الدبلوماسي أن هذه المرحلة تحديداً هي مرحلة عمل دبلوماسي وحراك سياسي يبتعد كل البعد عن أي عمل عسكري، ولكن لاحقاً يمكن أن يتوقع من الغرب والعرب التصرف بتهور لأنهم خسروا جدياً معركتهم مع سوريا على الأرض وهذه حرب مفتوحة على كافة الخيارات.

أما عن الخيارات التي ما زال يملكها الرئيس السوري بشار الاسد في مواجهة الداخل والخارج: يجزم الدبلوماسي العربي أنه في سوريا تحديداً هناك دبلوماسية سورية اسمها الإبقاء على شعرة معاوية مع الجميع وهذه لا يتقنها إلا السوريون، ومن هنا فإن التسوية ستكون سياسية بقيادة الرئيس الأسد الذي ما زال يملك اوراقاً لم يستعملها، وعليه يضيف بأن الوضع في سوريا غير ميؤوس منه لا دبلوماسياً ولا عسكرياً وأي تسوية لن تؤدي الى أي تدخل خارجي في سوريا.

وعن إمكانية تطبيق المبادرة الصينية، يؤكد بأن ورقة النقاط الست التي قدمتها بكين تتقاطع مع الموقف السوري ولقيت ترحيباً من دمشق.

أما كيف تترجم في حسابات الاميركيين وحلفائهم، يجيب بأنه في الدبلوماسية هناك مصالح تتقاطع مع بعضها وهناك امكانية كبيرة لأن تنجح الصين في مسعاها لأن الوثيقة التي قدمتها الصين تعبر عن حال الكثير من القوى العربية والغربية الفاعلة في وجه خصوم سوريا.

وفي محصلة الأمر يقول الدبلوماسي العربي أن الحرب الدائرة اليوم هي حرب استنزاف نجحت سوريا في صدها ومواجهتها ولن تنتهي فصولها قريباً، ومن المؤكد أن موقف روسيا والصين مبدئي في هذا الخصوص وما اتهام روسيا لرئيس الوزراء الليبي أمام مجلس الامن الدولي بتصدير الإرهاب الى سوريا إلا رسالة واضحة ومهمة الى ليبيا ومن خلفها دول عربية وغربية حول مدى التزام الروس بهذا المبدأ.