دبلوماسي غربي: زيارة فورد لحماة ربما تمرّر مواصلة اعتماده في مجلس الشيوخ

اعتبر مصدر دبلوماسي غربي في دمشق أن تحركات السفير الأميركي في العاصمة السورية روبرت فورد باتت أحد عناوين الحدث السوري في ما يتعلق بطبيعة ومستقبل العلاقات السورية - الأميركية المتوترة أصلا أو في مستوى التدخل الأميركي بالشأن السوري.
وأكد المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه لصحيفة "الرأي" الكويتية، ان "زيارة فورد إلى حماة شكلت نقلة نوعية في تحرك واشنطن على مستوى الساحة السورية وأدت إلى ردود فعل رسمية سورية شديدة ترافقت مع ردود فعل شعبية موالية على السفارة الأميركية ومنزل السفير في دمشق، ووصلت ارتداداتها إلى واشنطن التي صعدت لهجتها لدرجة القول إن الرئيس بشار الأسد فقد شرعيته".
وبعد هذا التصعيد الكلامي بين دمشق وواشنطن، عادت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لتقابل تصريحات مهدئة سبقها إليها نظيرها السوري وليد المعلم، بالتأكيد من اسطنبول أنه "لا يمكن التأثير على الوضع السوري من الخارج وأن الصورة غامضة"، داعية المعارضة إلى "حوار سلمي مع النظام من أجل التغيير".
ورأى أن "التصعيد الأميركي الذي ظهر على لسان الرئيس باراك أوباما و وزيرة خارجيته كان بمثابة ردة فعل على هجوم متظاهرين سوريين موالين على السفارة الأميركية في دمشق، لكن اللغة المختلفة التي تحدثت بها كلينتون من اسطنبول مردها على الأغلب أنها جاءت بعدما وضع ثعلب السياسية التركية وزير الخارجية أحمد داود أوغلو نظيرته الأميركية بتفاصيل أدق عما يجري على الساحة السورية، وأيضا بعد أن أوصل السفير فورد قناعاته إلى واشنطن بحجم التحرك الشعبي المعارض على الأرض من خلال مشاهداته المباشرة".
وبين المصدر أن "زيارة فورد لم يستفد منها الشارع المعارض بقدر ما استفادت منه الحكومة السورية لتقدم دلائل واقعية على التدخل الخارجي، وأيضا بقدر ما استفاد منه فورد شخصيا حيث كسب الكثير من النقاط أمام مجلس الشيوخ الأميركي الذي كان يرفض إرسال سفير إلى دمشق ويسعى لإنهاء عمل فورد مع نهاية العام الحالي عبر عدم الموافقة على التمديد له، ما يعني أن قرار التمديد له بات شبه مضمون في مجلس الشيوخ وهو الأمر الذي ربما يعمل فورد على تعزيزه عبر زيارات مشابهة لمدن سورية أخرى".