دبلوماسيون ومحللون روس: نرفض التدخل الخارجي في شؤونها.

أكد دبلوماسيون ومحللون روس رفضهم للتدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية واستغلال الدول الغربية لمنظمة الأمم المتحدة بهدف تحويل مجلس الأمن الى أداة للحرب والعدوان.
وأكد سيرغي ماركوف النائب في مجلس الدوما الروسي عن حزب روسيا الموحدة الحاكم أن هناك لعبة جيوسياسية خطرة تجري في سورية التي تعد مفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط محذرا من أن تقويض الاستقرار في سورية سيشعل النار في المنطقة بمجملها.
ماركوف: الولايات المتحدة تريد الانتقام من القيادة السورية بسبب مواقفها الداعمة للمقاومة
ورأى ماركوف في حديث لمراسل سانا في موسكو أن الولايات المتحدة تريد الانتقام من القيادة السورية بسبب مواقفها من قضايا الشرق الأوسط وبالدرجة الأولى دعمها لحركة المقاومة الفلسطينية وغيرها من حركات المقاومة ضد إسرائيل مشيرا إلى أن روسيا استخلصت العبر اللازمة من الأخطاء في ليبيا وأنها لا تعتزم السماح بتمرير أي قرار في الأمم المتحدة يجيز العدوان على سورية.
وأوضح النائب الروسي أن المجموعات الإرهابية المتطرفة في سورية مرتبطة بجهات أجنبية يتم تمويلها من حساب دافعي الضرائب الأمريكيين وتعتمد في الوقت نفسه على تأييد أنصار القاعدة وذلك في تناقض غريب اعترف به العديد من المحللين الأمريكيين الذين يدعون إلى إمعان النظر في الأحداث الجارية في سورية.
ولفت ماركوف إلى أنه رغم التأخر بعض الشئء بإجراء الإصلاحات في سورية إلا أنه من غير الممكن تجاهل ما حققته سورية لجهة الحفاظ على استقرارها لسنوات طويلة رغم ظروف الانفجار الديمغرافي ونجاحها في تحقيق تنمية اقتصادية حقيقية داعيا الجميع لتقديم المساعدة الى سورية من أجل معالجة القضايا التي تواجهها والإسراع بالتنمية الاقتصادية ومواجهة ازدياد نفوذ المجموعات الإرهابية المتطرفة والانتقال إلى نظام ديمقراطي تعددي دون السماح بأي انفجارات أو وصول المتطرفين إلى السلطة أو نشوب حرب أهلية فيها.
وأكد النائب الروسي أنه يجب على الأسرة الدولية عدم ممارسة الضغط على سورية وتقديم المساعدة لها واصفا الرئيس بشار الأسد بأنه الأكثر تحضرا وتقدما في الشرق الأوسط ويدرك تماما ضرورة الإصلاح وكيفية تنفيذه.
أكوبوف: روسيا تربطها بسورية علاقات وطيدة وطويلة الأمد
من جهته أوضح بافل أكوبوف السفير السابق ورئيس جمعية الدبلوماسيين الروس أن روسيا وبعد أن أخذت التجربة الليبية في الاعتبار اعتمدت موقفا مبدئيا صائبا بحيلولتها دون التدخل العسكري الخارجي في سورية مشيرا إلى أن روسيا تربطها بسورية علاقات وطيدة وطويلة الأمد.
وأدان أكوبوف خلال مؤتمر صحفي عقد أمس في موسكو بمشاركة سفير سورية في روسيا رياض حداد عدوان حلف الناتو على ليبيا واستغلال الدول الغربية لمنظمة الأمم المتحدة بغية تحويل مجلس الأمن الذي تقوم مهمته بأن يكون أداة للسلام إلى أداة للحرب والعدوان.
بدوره لفت أوليغ بيريسبكين السفير السابق ورئيس قسم الدراسات الشرقية في الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية إلى أن سورية تتعرض لاتهامات باطلة عبر حملة تضليل إعلامي يمارسها بعض وسائل الإعلام العربية والغربية مشيرا إلى وجود معارضتين في سورية إحداهما داخلية تؤيد الحوار وتسعى للوفاق في البلاد وأخرى خارجية يوجد ممثلوها في بلدان الغرب وترتبط بأجندة أجنبية.
بيريسبكين: القيادة السورية باشرت فعلاً بإجراء إصلاحات جذرية
وأكد بيريسبكين أن القيادة السورية باشرت فعلا بإجراء إصلاحات جذرية تتجاوب مع مصالح الأغلبية العظمى من الشعب السوري لنقل سورية إلى مستوى نوعي جديد من التطور والديمقراطية والازدهار.
وأشار بيريسبكين إلى أن الزيارة التي سيقوم بها غبطة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا إلى سورية هي دليل على احترام روسيا للشعب السوري وقيادته وتأتي بعد زيارات قامت بها وفود رسمية وشعبية روسية إلى سورية.
من جانبه قال أندريه باكلانوف السفير السابق ورئيس قسم العلاقات الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي إن الدول الغربية تنظر إلى ما يجري في سورية نظرة سلبية دون النظر إلى الوقائع الفعلية والتفكير بها.
وأشار باكلانوف الى أنه كان ضمن وفد مجلس الاتحاد الروسي الذي زار سورية وشاهد عمليات التخريب التي قامت بها المجموعات الإرهابية المسلحة واستهدفت المنشآت والمباني الخاصة والعامة مشددا على أن العامل الخارجي يمارس تأثيرا سلبيا على الأحداث في سورية بعكس الموقف الروسي المتعاطف مع الشعب السوري والهادف إلى مساعدته على الخروج من الأزمة الراهنة.
من ناحيته قدم السفير حداد في المؤتمر الصحفي عرضا لآخر التطورات في سورية لافتا إلى موافقة القيادة السورية على خطة العمل العربية وشروعها بتنفيذ بنود هذه الخطة بشكل عملي.
وأشار حداد إلى استمرار التحريض الإعلامي الشامل ضد سورية وتهريب السلاح إليها.
حانوف: دعوة الخارجية الأمريكية للمسلحين في سورية لعدم تسليم أسلحتهم تدخل مرفوض تماما في الشؤون الداخلية السورية
واعتبر الصحفي والمحلل السياسي الروسي باختيار أحمد حانوف في حديث مع قناة روسيا اليوم أن دعوة الخارجية الأمريكية للمسلحين في سورية إلى عدم تسليم أسلحتهم تدخل مرفوض تماما في الشوءون الداخلية السورية لأن سورية دولة مستقلة وذات سيادة وأنه كان الأحرى بجامعة الدول العربية مطالبة الأطراف الخارجية بعدم التدخل في شؤون سورية الداخلية.
وأكد حانوف أنه مقتنع تماما بأن القيادة السورية قادرة على احتواء الأزمة وهي تريد تنفيذ المبادرة العربية ومهتمة بالحوار مع المعارضة وقد نفذت أغلبية التزاماتها ولكنها تتعرض لضغوطات خارجية.
وقال حانوف لقد زرت سورية صيف هذا العام ورأيت جثث جنود سوريين قتلوا في جسر الشغور ولم أر إطلاق نار على المظاهرات السلمية كما أنني لم أر أي مظاهرات حاشدة للمعارضة بل شاهدت مظاهرات مؤيدة في دمشق واللاذقية.
وأوضح حانوف أن سورية ليست دولة مرشحة لان يتزعزع الاستقرار فيها بكل سهولة كما ترغب في ذلك بعض الأطراف الخارجية كما أن الشعب السوري لا يرغب بتطور الوضع في بلده حسب السيناريو العراقي وهو يعول على العقل السليم ولا يريد أن تأتي الديمقراطية من جهة خارج سورية.
وأشار حانوف إلى أن روسيا مهتمة بسورية وستستمر في تقديم الدعم لها مثلما تهتم سورية بها وهي استخدمت حق النقض في مجلس الأمن لأن من مصلحتها الحيوية والوطنية والقومية أن تحتفظ سورية بمكانتها في منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط.
شام نيوز - سانا