دراسة: النساء السوريات يتفوقن على الرجال في مجال الإعلام

 

تظهر مؤشرات النوع الاجتماعي بأن المرأة السورية تتمتع بحضور لافت رقمياً في الإعلام إذ تشكل النساء ما يعادل 38٪ من أعضاء اتحاد الصحفيين وتبلغ نسبتهن في الإعلام المرئي ما يتجاوز ال 50٪ و30٪ من مجموع العاملين في الصحافة المكتوبة

وقد تم تشكيل لجنة فنية إعلامية متخصصة بقضايا المرأة والطفل لوضع مسودة استراتيجية إعلامية خاصة بهذا الجانب مثلت المرأة فيها نسبة 80٪ إلا أن هذه الأرقام لا تعبّر بدقة عن نوعية هذا الحضور، وفق معطيات مشروع دعم الاستراتيجية الوطنية للشباب في سورية من خلال الدراسة التحليلية المعمقة والتي نفذتها الهيئة السورية لشؤون الأسرة بالتعاون مع اليونسيف و المستندة إلى نتائج المسح الميداني الكمي و الكيفي لعام2007، حيث قدمت كل من الدكتورة إنصاف محمد رئيسة الهيئة والدكتور أكرم القش في دراستهما هذه نقاطاً وعناوين غنية في رصد مؤشرات النوع الاجتماعي و تحليله بهدف التعرف إلى واقع المساواة بين الجنسين في بلدنا بجميع القضايا الحياتية، كالتعليم و الصحة والعمل والمشاركة المجتمعية والحياة الأسرية وصورة الذات‏‏

ومن ضمن هذه المؤشرات موضوع الإعلام الذي يضطلع بوسائله المختلفة بدور رائد مكمل لجميع الأدوار التي تقوم بها الجهات المعنية بقضايا المرأة. ومن جملة النتائج أو لنقل الصورة التي أفرزتها تحليلات العينات المختارة وتبين في الإعلام المكتوب أن معظم النساء يعملن في المجالات الإدارية، و من تعمل منهن في التحقيقات الصحفية يقتصر عملها على تحرير صفحات المرأة و المجتمع وشؤون الأسرة و اقتصاديات المنزل و الصحة و الأزياء و الصفحات التربوية و المشكلات الاجتماعية،أي باختصار في المجالات التي ترتبط بشكل أو بآخر بما هو سائد اجتماعيا على أنه ضمن الاهتمامات النسائية، أما التحقيق الاقتصادي، و التحليل السياسي فلا تتجاوز نسبة الصحفيات فيه أصابع اليد الواحدة حسب معطيات الدراسة، مع ملاحظة أنه لا توجد أي امرأة تشغل موقع رئيس تحرير في صحيفة رسمية يومية أو أسبوعية إذا ما استثنينا صحيفة تشرين حاليا وما عدا مجلة المرأة التي تصدر عن الاتحاد النسائي، ومجلة المعرفة التي تصدر عن وزارة الثقافة و التي رأست تحريرها أستاذة جامعية مدة ليست طويلة.‏‏

وعلى صعيد المطبوعات الخاصة فقد تسلمت رئاسة التحرير ثلاث نساء و هن لسن صحفيات بالأساس، وإنما هن صاحبات المجلات ووصلن إلى هذا الموقع، وفيما صحيفة واحدة وصلت إلى منصب مدير تحرير.‏‏

والأمر لا يكاد يختلف كثيراً في الإعلام المرئي وفق رأي الدراسة إلا في مسألة المناصب العليا، فهناك سيدة كانت تشغل منصب مدير التلفزيون و أخرى مديرة للقناة الثانية ومديرة تحرير لإذاعة الشباب و أخرى للإذاعات الخاصة، وكما تشغل المرأة منصب مديرة للبرنامج العام، ولموقع الانترنت في الوزارة.‏‏

أما فيما يتعلق بنسبة الحضور الإعلامي التي تتجاوز النصف فعلقت دراسة الهيئة على أن الرقم هنا بالذات لا يعد مؤشراً طيبا لأن معظمه يصب في مجال تقديم البرامج بالاعتماد على تقديم المرأة بوصفها كائنا جميلاً بينما تندر نسبة من هن معدات ومقدمات في آن معاً، وفي حال حدث ذلك فإن البرامج المعدة هي تلك التي توجه إلى المرأة مكرسة الصورة النمطية لاهتماماتها «البيت، الزوج، الأولاد، الصحة، الأزياء، المكياج، الرشاقة، الأمر الذي يصب في إعادة إنتاج الأدوار التقليدية للمرأة.‏‏

 في البرامج السياسية تكاد المرأة تكون شبه غائبة كمعدة ومشاركة ومحللة سياسية، وقد تحضر فقط مذيعة، والأمر نفسه بالنسبة للبرامج الاقتصادية والثقافية، وإن يختلف الواقع نسبياً في البرامج الاجتماعية.‏‏

 

شام نيوز- جريدة الثورة