دمشق القديمة بدون سيارات ومرآب طابقي بديل.. ولكن هل سيوافق قاطنو المنطقة؟

شام إف إم – شاميرام درويش
من منا لم تطأ قدمه يوماً أزقة دمشق القديمة، ولم يكن على اقتراب وذكرى مع كل حجرٍ، فعندما تسأل معظم الأشخاص عن مدى حبهم لدمشق أو أي الأزقة يفضلون يذكرون القديمة منها حتماً، ومع تطور الحياة الاجتماعية والتجارية لم تعد المنطقة للمشي فقط بل دخلتها مئات السيارات التي غالباً ما تسببت بأذى معين لحجارتها وأكلت قسماً كبيراً من الأرصفة والمواقف حتى وجد الناس أنفسهم يتمشون على بعض من حجارة الأرصفة متنحين جانباً لمرور السيارات بها.
تستعد خلال الأيام الحالية محافظة دمشق لإطلاق فعالية "دمشق القديمة بدون سيارات" والتي ستكون على مراحل عديدة أولها يوم السبت المقبل 14 كانون الأول الجاري، من الساعة العاشرة صباحاً وحتى السادسة مساءً.
يقول المهندس مازن فرزلي مدير مديرية دمشق القديمة لـ"شام إف إم": "مدينة دمشق القديمة ليست مصممة لهذا العدد الكثيف من السيارات والتي تسبب اهتزازتها المتتالية لخلخلة الأبنية المصنوعة من المواد التقليدية (لبن، خشب، حجر)، إلى جانب أن السيارات التابعة للمنشآت التجارية والتي تتوقف لفترات طويلة أعاقت عمل عمال النظافة وأصبحوا غير قادرين على إزالة القمامة"، مضيفاً إلى أنها من خطوات تجهيز مدينة دمشق القديمة لاستقبال السُياح الذين ازداد عددهم خلال الفترة الماضية.
وكشف م.فرزلي أن هذه الفعالية هي المرحلة الأولى من مراحل تنفيذ المشروع لتذليل الصعوبات أمام السكان القاطنين وتكون المراحل المقبلة بحسب تجاوبهم مع هذه الخطوة وردود الأفعال، مشيراً إلى أنه سيتم الإعلان خلال الفترة المقبلة عن تنفيذ مَرَائِب طابقية تحت الأرض في منطقة "ابن عساكر، والصوفانية" لتكون بديلة لأهالي المنطقة، لحين الوصول إلى مرحلة منع دخول السيارات إلى دمشق القديمة.
وحول فعالية يوم السبت المقبل ذكر م.فرزلي أنها مرورية اجتماعية، حيث سيكون هناك متطوعين على مداخل دمشق القديمة لتشجيع الناس للدخول مشياً، إلى جانب "سيارات كهرباء وباكسي" كبدائل للتنقل، كما سيكون مرآب "الصوفانية، شارع الأمين" مجانية خلال هذا اليوم، منوهاً بأنه في حال كانت السيارات لديها مهمة من الممكن أن تدخل باعتبار أن وضعها يكون خاضعاً للدراسة.
وأوضح مدير مديرية مدينة دمشق القديمة أن هذه الفعالية هي لرصد ردود أفعال المجتمع حولها ومعرفة المشاكل والمعوقات التي ستواجه التنفيذ لتلافيها والعمل على حلها، لافتاً إلى أن الفعالية المقبلة من الممكن أن تكون على مدى يومين وخلال فترات متقاربة ويُحدد سرعة تنفيذ المشروع تجاوب الأهالي معه، داعياً المواطنين إلى المشاركة والدخول إلى دمشق القديمة مشياً معلقاً: "ونحن ماشيين منقدر نشوف كتير تفاصيل وشغلات ما فينا نشوفها ونحن بالسيارة".