دمشق القديمة وكنوزها الدفينة .. كتاب يوثق دمشق القديمة بكل معالمها

قدمت الكاتبة بريجيت كنان في كتابها دمشق القديمة وكنوزها الدفينة الصادر عن وزارة الثقافة ترجمة محمد علام خضر معلومات عن دمشق القديمة وبيوتها التقليدية ونفائسها المخبأة خلف جدرانها.
وبينت كنان في مقدمة كتابها أنها ركزت جهدها على تأليف هذا الكتاب أثناء تواجدها في مدينة دمشق إيمانا منها بروعة هذه المدينة القديمة التي لا مثيل لها وضرورة الحفاظ عليها وقالت وجدت نفسي أقع في غرامها وخفق قلبي لها حين دخلت لأول مرة إلى احد البيوت الدمشقية الكبيرة في الجزء القديم من المدينة.
وأشارت إلى أنها انطلقت مع المصور تيم بيدو لتسجيل وحفظ النفائس المعمارية التي لا تقدر بثمن وعرضها على العالم بأسره وقد حصل كلاهما على مدخل لا سابق له إلى الجزء المخبأ من المدينة ونتج عن بحثهما كتاب قيم ذو أهمية عظيمة لكل المهتمين بالتراث المعماري في العالم الإسلامي.
وقسمت الباحثة كتابها الذي يقع في 224 صفحة من القطع الكبير إلى جزأين قدمت فيهما خلفية تاريخية عن مدينة دمشق عبر العصور وعن فن العمارة فيها وأسلوب الحياة مختتمة صفحاته بتقديم وصف للبيوت الدمشقية والناس الذين شيدوها وعاشوا فيها مدعمة كتابها بصور لواجهات بعض البيوت وباحاتها وبحراتها الفوارة وأعمال التزيين والزخرفة الداخلية المذهلة التي تختبئ وراء سور المدينة القديمة بتفاصيلها الزخرفية المنفذة على الخشب والحجر والرخام والجص والزجاج والصدف.
وتحدثت مؤلفة الكتاب في الجزء الأول من كتابها عن دمشق المدينة المقدسة مبينة أنها أقدم عاصمة مأهولة في العالم تتمتع بتاريخ عظيم ونفوذ اقتصادي وسياسي وتجاري كبيرين وإنجازات ثقافية وفنية وتمتلك أجمل فنون العمارة الإسلامية مثل الجامع الأموي الذي يروي كل حجر من حجارته تاريخ دمشق بتراثها العريق إضافة إلى القصور والبيوت الجميلة.
كما وصفت دمشق بأنها أغنى موقع أثري في العالم لم يتم التنقيب عن أثاره كلها حتى الآن إذ لم يتمكن أحد على الإطلاق من استكشاف ما يوجد تحت أرض هذه المدينة لأنها كانت مأهولة باستمرار فأسرار دمشق مدفونة تحت الأرض بعمق مترين ونصف 8 أقدام من التراب والأنقاض التي ساهم في وضع كل طبقة من طبقاتها كل حضارة نشأت على أرضها.
كما تحدثت كنان في الجزء الأول من كتابها عن البحرات الفوارة "الفسقيات" المبنية داخل البيوت الدمشقية التقليدية التي تميزت بتزيينها بالرخام المحفور أو الفسيفساء إضافة إلى ألواح الخزف الزخرفية والمحاريب والمصبات.
بينما أفردت المؤلفة الجزء الثاني من كتابها لتصف البيوت الدمشقية بباحاتها وسقوفها ورسومها الجدارية وزخارفها الملونة ونوافذها وأبوابها إضافة إلى المنحوتات الحجرية الزخرفية.
وختمت كنان كتابها بذكر أهم البيوت الدمشقية التي مازلت حاضرة حتى يومنا هذا وتحولت معظمها إلى متاحف أو مطاعم لاسيما بيت خالد العظم وبيت اليوسف والعبد وبيت جبري وقصر العظم وبيت النابلسي وبيت البارودي وغيرها.
يذكر أن بريجيت كنان شغلت مناصب رفيعة في صحيفة صاندي تايمز ومجلة نوفا والاوبزرفر حيث بدأت العمل كصحفية مستقلة منذ 1977 ومن أشهر مؤلفاتها كتاب حمل عنوان رحلات في كشمير.
وأما المصور تيم بيدو فهو مهتم بتصوير فن العمارة والتصميم المعماري أمضى عاما كاملا في توثيق حياة الصحراء في شرق إفريقيا وعمل لصالح عدد من المجلات المختصة بالتصميم والديكور ومن آخر أعماله كتاب رحلات السفاري.
شام نيوز - سانا