دمشق ترسل ردها الأخير : وقف العقوبات فور توقيع بروتوكول المراقبين

قالت مصادر سورية إن الخارجية السورية ستعلن اليوم صورة الموقف السوري بعد المراسلات التي حصلت بين وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في شأن توقيع بروتوكول التعاون بين دمشق والجامعة العربية.

 


إلى ذلك بعثت دمشق مساء أمس بردها على الجامعة العربية حول التوقيع على بروتوكول المراقبين، مطالبة بوقف العمل بقرارات الجامعة التي صدرت بحقها فور توقيعها على البروتوكول، ابتداءً بموضوع تعليق العضوية وانتهاءً بالعقوبات الاقتصادية، فيما ذكرت مصادر الجامعة العربية انها تتوقع التوقيع اليوم في القاهرة، بعدما استجابت لعدد من المطالب السورية بينها التنسيق المسبق حول مهمة المراقبين وإبلاغ دمشق بتشكيل فريق المراقبة وخلفيته وخبرته، والتخلي عن طلب زيارة مخيمات اللاجئين.

  


وأعلن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي ان "هناك عملا جماعيا على مستوى الجامعة العربية بغرض منح سوريا فرصة لاسترجاع مصداقيتها من خلال مشاركتها الفعّالة والإيجابية في حل أزمتها". وقال إن "الموقف العربي خلال اجتماع الدوحة أكد انه بشأن سوريا اصبح واضحا جدا ومرتكزا على أساسين رئيسيين هما ضرورة ايجاد حل لهذه الأزمة على المستوى العربي وان الجامعة العربية تعمل من اجل مصلحة سوريا والسوريين".

  


وأضاف "هناك وثيقة بروتوكول بعثة المراقبين العرب إلى دمشق التي تنتظر إلى يومنا هذا توقيعها من طرف الاشقاء في سوريا الذين طرحوا بعض الاستفسارات الخميس الماضي وتمت الاجابة عنها خلال اجتماع الدوحة". وتابع "اعتقد ان الاجوبة كانت واضحة ومشجعة للغاية للتوقيع على البروتوكول"، معربا عن أمله في ان "يأخذ الأشقاء في سوريا بعين الاعتبار هذا المجهود ويتخذون موقفا من شأنه ان يربط ما بين سوريا والجامعة العربية ارتباطا متينا، حتى نساعد ونرافق سوريا في خروجها من هذه المحنة".
وقال مسؤول سوري لصحيفة السفير إن دمشق أرسلت ردها إلى الجامعة العربية مساء أمس، وأن "نتيجة هذا الأمر ستكون مرتبطة بالنوايا العربية".

  


ورفض المسؤول الخوض في تفاصيل الرد، إلا أن معلومات لـصحيفة السفير تشير إلى أن سوريا طلبت وقف العمل بقرارات الجامعة العربية التي صدرت بحق دمشق فور توقيعها على البروتوكول ابتداءً بموضوع تعليق العضوية وانتهاءً بالعقوبات الاقتصادية. وجاء الرد السوري بعد أن قررت دمشق منح فرصة جديدة "لاختبار النوايا العربية اتجاه سوريا".

 

 


وكان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أرسل رسالة في وقت سابق إلى وزير الخارجية السوري وليد المعلم أوضح فيها نقاطاً مرتبطة بورقة البروتوكول. وأكد العربي في رسالته، وفق مصادر الجامعة العربية، رغبة الجامعة في التنسيق مع سوريا في عمل بعثة المراقبين. كما تخلى العربي عن مطالبته بزيارة مخيمات اللاجئين من الأراضي السورية. كما وافق العربي على إمداد السلطات السورية بتقارير البعثة بشكل دائم، وإعلام الجانب السوري بالشخصيات التي ستتشكل منها اللجنة وخلفياتها وخبرتها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، في دمشق، "هناك تبادل للرسائل بين سوريا والجامعة العربية للتوصل إلى رؤية معينة للبروتوكول يمكن أن تسهل عمل المراقبين في سوريا، وتحافظ في الوقت ذاته على مصالح سوريا وسيادتها". وأضاف "دمشق تدرس هذه الاتصالات والرسائل".
وحول ما إذا تم اتخاذ قرار، قال مقدسي "إذا كان هناك نوايا حسنة، فإن الطريق سيكون مفتوحاً أمام توقيع الاتفاق"، مشيراً إلى أنه سيعقد لقاءً صحافياً لشرح الموقف السوري من البروتوكول والتطورات الأخيرة المتعلقة بهذا الأمر.

 


وكان مسؤول قطري رفيع المستوى أعلن انه لا يتوقع وصول أي وفد سوري إلى الدوحة لتوقيع البروتوكول، موضحاً أن "السوريين ردوا طالبين إيضاحات وتعديلات جديدة" على البروتوكول، مضيفاً أن "الجامعة العربية رفضت" هذا الطلب. لكن المسؤول القطري ترك الباب مفتوحاً لتوقيع الاتفاق من قبل سوريا في القاهرة اليوم الاثنين. وقال "إذا كانت سوريا تريد التوقيع فليأتوا غداً (اليوم) إلى القاهرة".

 

شام نيوز. السفير