دنورة: ملف لجنة مناقشة الدستور تقدم خطوة للأمام

دنورة: ملف لجنة مناقشة الدستور تقدم خطوة للأمام

شام إف إم - خاص

تتسارع وتيرة الحراك السياسي في المنطقة مؤخراً، زيارات متبادلة لوفود رسمية بين موسكو وأنقرة وطهران، يضاف لها زيارت رسمية بين طهران ودمشق انتهت باجراء وزير الخارجية السوري إلى طهران مباحثات مع المسؤولين الإيرانيين في طهران وبحث ملفات لجنة مناقشة الدستور وشرق الفرات والاعتداءات الإسرائيلية.

ومن المنتظر أن تحط طائرة الوزير المعلم في موسكو بالـ 12 من الشهر الحالي لاستكمال المباحثات حول الملفات آنفة الذكر، قبل يومين من انعقاد قمة سوتشي الثلاثية لضامني آستانا والتي ستجمع رؤوساء روسيا وإيران وتركيا، يتزامن ذلك مع هدوء حذر على جبهات القتال في إدلب وشرق الفرات، بانتظار ما ستتمخض عنه القمة الثلاثية.

من جانبه أكد المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي أسامة دنورة خلال اتصال هاتفي ضمن مسائية «شام إف إم»، أن ملف لجنة مناقشة الدستور تقدم خطوة للأمام بعد أن عبر الأتراك عن رغبتهم بوجود تفاهم  روسي أممي أي قذفوا الكرة إلى الملعب الروسي الأممي، وتقريباً انسحبوا من التفاصيل في هذا الملف، مشيراً إلى أن ما تسمى «المجموعة المصغرة» حول سوريا والتي تضم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا ومصر والسعودية والأردن، عادت للحديث عن استحالة الحل العسكري وعدم وجود بديل عن الحل السياسي، مؤكدةً أن الدول التي ستصعد لن تحصد إلا مزيداً من العنف في المنطقة، جاء ذلك بعد اتهامات تركية إلى بعض دول «المجموعة المصغرة» بإعاقة تشكيل لجنة مناقشة الدستور وتمويل الجماعات المتطرفة في إدلب من أجل إفشال اتفاقية سوتشي.

وأضاف دنورة أن الموقف الغربي والعربي التابع لواشنطن يبقى غامضاً حول قبولهم بالتفاهم الروسي التركي الإيراني المشترك، أم أنهم سيحاولون استئناف الضغوطات لفرض واقع على الحياة السياسية السورية والتدخل في العقد الاجتماعي المستقبلي للسوريين من خلال فرض معطيات معينة على الدستور، مؤكداً أن التفاؤل غير موجود لحد كبير في الموقف الغربي، فإذا لم يتم إنجاز تفاهم شامل أمريكي تركي روسي فسوف يبقى الموقف الغربي والعربي التابعين له معارضاً.
وحول «اتفاق أضنة» أوضح دنورة أن أي طرف لديه الحكمة سيرى أن هذا الاتفاق هو الضامن الوحيد لمصلحة جميع الأطراف وهو الكفيل بخروج الجميع بالحد الأدنى من الأرباح، ولكن ينبغي على كل من ما يسمى «قوات سورية الديمقراطية» من جهة والطرف التركي من جهة أخرى أن يدركوا أن مفتاح التسوية في المنطقة الشمالية الشرقية عن طريق مسار آستانا ووجود الطرفين الروسي والإيراني كممثلين عن الحكومة السورية.

وأوضح الخبير الاستراتيجي أن الغموض في الموقف التركي يرتبط بالغموض في الموقف الأمريكي الذي يرتبط بصراع الإيرادات داخل السياسة الأمريكية وصناعة القرار السياسي في الولايات المتحدة، مبيناً أن الطرف التركي يدرك أن لديه أحمالاً زائدة هي وجود الإرهابيين في إدلب ويريد أن يرى نهاية لهؤلاء عن طريق زجهم في معركة واحدة مع «قوات سورية الديمقراطية»، أو عن طريق القضاء عليهم من قبل الجيش السوري والقوات الحليفة، ولكن الطرف الأمريكي مازال يراوغ بدوافع تتعلق بتأخير الحل وعدم وضوح الرؤية الأمريكية تجاه ما سوف يحدث.

وبيّن دنورة أن الامريكيين الآن يطرحون استبدال قواتهم في  "المنطقة الآمنة" بقوات أوروبية وهذا سيناريو فاشل، فيما لا يزال الطرف التركي يعرب عن عدم ثقته بعدم الوضوح الأمريكي في ما يتعلق بـ "المنطقة الآمنة" بضوء تصريحات أمريكية حول ضرورة حماية حلفاء واشنطن، في وقت يرفض الطرف الكردي أن تكون هذه "المنطقة الآمنة" تحت النفوذ التركي، وهذا سيجعل أي حل آخر إلا العودة الى مضمون "اتفاق أضنة"، محفوفاً بمخاطر جمة منها التطهير العرقي الذي تستخدم تركيا كأداة له.

وختم المحلل السياسي حديثه أن الحل لجميع الأطراف هو الاعتراف بسيادة الحكومة السورية على جميع أراضيها، إن كان من قبل ما يسمى بـ «قوات سورية الديموقراطية» أو الجانب التركي.

إعداد: شام قطريب