دول الخليج تفكر في رفع الغطاء عن الرئيس اليمني

 

بدأ وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الاحد اجتماعاً مخصصاً لليمن قد يؤول الى سحب الوساطة الخليجية لحل الازمة في هذا البلد بحسب مصدر مسؤول في المجلس.

وياتي الاجتماع بعد ان رفض الرئيس اليمني علي عبدالله صالح التوقيع على المبادرة الخليجية وسط اجواء مشحونة في صنعاء وباقي انحاء اليمن. وغادر الامين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني صنعاء من دون الحصول على توقيع صالح،

وذلك بعد ان تم اجلاؤه بواسطة مروحية من مبنى السفارة الاماراتية حيث كان محاصراً مع سفراء واشنطن ولندن والاتحاد الاوروبي من قبل مسلحين موالين لصالح.

وقال المصدر المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه ان "الوزراء يفكرون في سحب المبادرة الخليجية بعد رفض الرئيس صالح التوقيع".

وقدم صالح الشرط تلو الاخر ليوقع على المبادرة، واشترط اخيراً ان توقعها المعارضة معه في القصر الجمهوري، وذلك بعدما وقع قادتها السبت ضمن ترتيب قالت المعارضة انه تم بالاتفاق مع الوسيط الخليجي. ولا يشارك وزير خارجية قطر في اجتماع وزراء الخارجية اذ ان قطر انسحبت من المبادرة في 13 اياراحتجاجا على "المماطلة في التوقيع".

وافاد شهود انه تم الاحد إجلاء الوسيط الخليجي في الأزمة اليمنية ودبلوماسيين غربيين بينهم سفير الولايات المتحدة في صنعاء بواسطة مروحيتين بعدما حاصرهم مئات من المسلحين الموالين للنظام اليمني.

وحاصر مئات المسلحين الموالين للرئيس اليمني علي عبدالله صالح الاحد سفارة الامارات العربية المتحدة في صنعاء حيث الامين العام لمجلس التعاون الخليجي وسفراء واشنطن ولندن والاتحاد الاوروبي.

وذكر مصدر دبلوماسي ان المبعوثين موجودون في السفارة بانتظار قرار الرئيس بالنسبة للتوقيع على المبادرة الخليجية، وكانوا اشرفوا السبت على توقيع المعارضة على المبادرة التي تنص على تنحي صالح في غضون شهر.

واكد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الاحد في خطاب متلفز انه لن يوقع على المبادرة الخليجية لانتقال السلطة في البلاد الا اذا وقعت معه المعارضة عليها في القصر الجمهوري. وقال صالح "انا ساوقع اذا جاءت المعارضة الى القصر الجمهوري للتوقيع لانها ستكون شريكة في الحكم لمدة 90 يوما".

وكانت المعارضة وقعت السبت على المبادرة بشكل منفرد ورفضت التوقيع مجدداً في القصر الجمهوري كما اشترط صالح. ودعا المتحدث باسم المعارضة اليمنية الاحد واشنطن والرياض الى الضغط على الرئيس صالح ليوقع على المبادرة الخليجية واكد ان مصير المبادرة يحسم هذا المساء. وقال محمد قحطان ان "الرئيس لا يريد ان يوقع (على المبادرة) ويبحث عن اعذار...الدول الراعية تتعامل معه باحترام زائد واذا قالوا له بوضوح انهم سيحملونه مسؤولية فشل المبادرة فعندها سيوقع".

واضاف "وحدها الولايات المتحدة والسعودية يمكنهما ان تضغطا عليه ليوقع". واعتبر قحطان ان الامور ستحسم في الساعات القليلة المقبلة حيث من المفترض ان يغادر الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني الى الرياض لحضور اجتماع وزراء خارجية المجلس المخصص لليمن.

وقال في هذا السياق "عند المغرب تحسم الامور، فاما أن يوقع صالح او يغادر الزياني لان هناك اجتماعا لوزراء خارجية الخليج" في المساء. وخلص قحطان الى القول ان اجتماع الرياض "سيشكل حداً فاصلاً، وسيصدر الوزراء بيانا، اما يكون بيان ترحيب وتعيين لموعد لمراسم احتفال بالتوقيع، واما يكون هناك بيان آخر".

وحذرت المعارضة صالح من ان الثورة "ستقتلعه" اذا لم يوقع على المبادرة الخليجية التي تنص على تنحيه فيما قام انصار الرئيس بقطع طرقات رئيسية رفضا للمبادرة بموازاة تحرك قد يكون الاضخم للمحتجين المطالبين باسقاط النظام. وقال قحطان في وقت سابق انه "اذا لم يوقع صالح (على المبادرة) فالثورة ستقتلعه وتطرده من السلطة وسيخرج منها مذموما مذلولا". وكان من المتوقع ان يوقع صالح الاحد على المبادرة بحسب مسؤولين في حزبه، الا انه اشترط التوقيع بشكل مشترك مع المعارضة في القصر الجمهوري مؤكدا عدم الاعتراف بالتوقيع "في الغرف المغلقة" في اشارة الى توقيع المعارضة منفردة على المبادرة.

واكد الحزب الحاكم وحلفاؤه في اعقاب اجتماع برئاسة صالح على "ضرورة ان تجري مراسم التوقيع على اتفاقية المبادرة (الخليجية) في القاعة الكبرى بالقصر الجمهوري وبحضور كافة الأطراف السياسية المعنية بالتوقيع" بما في ذلك احزاب اللقاء المشترك (المعارضة) وذلك في بيان نشرته وكالة الانباء اليمنية السبت.

ودعا الحزب الحاكم الى توقيع علني امام وسائل الاعلام وبحضور السفراء "بما يجعل من هذه المناسبة حدثا تاريخيا يجسد الحكمة اليمنية والحرص على تجنيب الوطن الفتنة واراقة الدماء".

واكدت المعارضة رفضها للتوقيع في القصر الجمهوري. وميدانيا، قام انصار الرئيس اليمني الاحد بقطع عدد من الطرقات الرئيسية في صنعاء رفضاً لتوقيع الرئيس على المبادرة. ويأتي ذلك فيما قام المحتجون المطالبون باسقاط النظام بتحرك ضخم ايضاً في صنعاء ربما هو الاكبر منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية المطالبة باسقاط النظام قبل اربعة اشهر، وكذلك في مدن يمنية اخرى. ورددوا شعارات مثل "يا زياني لا تبادر، علي صالح سيغادر" ولبس بعضهم ثياباً بالوان العلم اليمني، الاحمر والابيض والاسود.

وتنص المبادرة الخليجية على تشكيل حكومة وحدة وطنية وتنحي صالح وتسليمه صلاحياته الى نائبه في غضون ثلاثين يوما ثم تنظم انتخابات رئاسية بعد ستين يوماً. وفي ظل هذه الاجواء المشحونة، قتل متظاهر معارض للنظام واصيب آخر بالرصاص على طريق المطار في العاصمة اليمنية وفق ما افاد مصدر طبي. وبحسب حصيلة مستندة الى مصادر طبية وامنية، قتل اكثر من 180 شخصاً منذ نهاية كانون الثاني/يناير في المواجهات وعمليات قمع المحتجين في سائر انحاء اليمن.

 

شام نيوز - وكالات