دوما تشيّع شهداءها في جنازة مهيبة وتعلن الحداد 3 أيام

خرج أهالي مدينة دوما والبلدات المجاورة لها في ريف دمشق أمس لتشييع 14 من شهدائها الذين سقطوا أول أمس في جنازة مهيبة شارك فيها آلاف الأشخاص، بينما كشفت أوساط المتظاهرين لـ«الوطن» عن قائمة من المطالب الخدمية البحتة لأهالي المدينة، كان تأخير تلبيتها سبباً في دفع الاحتجاجات إلى الشارع يوم الجمعة الماضية، الأمر الذي يشابه إلى حد بعيد ما حدث في درعا وبعض أحياء اللاذقية.
وصرح مصدر مسؤول أول أمس أن مجموعة مسلحة اعتلت أسطح بعض الأبنية في مدينة دوما بعد ظهر يوم الجمعة وقامت بإطلاق النار على مئات من المواطنين كانوا يتجمعون في المدينة وكذلك على قوات الأمن ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى من المواطنين وقوات الشرطة والأمن.
وأضاف المصدر بحسب وكالة الأنباء السورية «سانا» أن «الجهات الأمنية تقوم بملاحقة أفراد المجموعة المسلحة التي روعت الأهالي عبر إطلاق الرصاص بشكل عشوائي».
وقالت مصادر مستقلة إن المشيعين أمس صلوا على الشهداء الذين سقطوا خلال تظاهرة الجمعة في جامع دوما الكبير، وشارك في التشييع أيضاً الآلاف من الذين قدموا من التجمعات القريبة للمدينة وسط معلومات تفيد بأن ستة من بين الذي تم تشييعهم هم من عربين وسقبا والشيفونية وجرمانا أما الثمانية الباقون فهم من دوما التي تعتبر مركز محافظة ريف دمشق.
وقالت المصادر إنه تم فتح مجلس عزاء أمام مسجد دوما الكبير، وإعلان الحداد على مدى ثلاثة أيام في دوما حيث ستغلق جميع المحال ولن يتجه الموظفون إلى دوائرهم وكذلك بالنسبة لأطفال المدارس.
وتم التشييع أمس وسط إجراءات أمنية مشددة وردد المشاركون هتافات «بالروح بالدم نفديك يا شهيد»، وإن تمت بعض الملاسنات مع رجال الأمن لكن الجنازة انتهت دون وقوع أي صدامات.
وأوضحت المصادر المستقلة أن احتجاجات أهل دوما يوم الجمعة الماضي جاءت على خلفية تقديمهم مجموعة من المطالب في الأسبوع الذي سبقه لم يتم الاستجابة إلا لمطلب واحد منها.
وأضافت المصادر أن مطالب أهل المدينة في الجمعة الأولى تضمنت إطلاق سراح ثمانية شبان، وإقالة رئيس المكتب الفني في هاتف دوما أحمد عبد العظيم، وإقالة نائب محافظ الريف راتب عدس، إضافة إلى رفع قانون الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين من دوما، والتضامن مع أهل درعا.
وأكدت المصادر أنه تم تقديم هذه المطالب الجمعة قبل الماضي إلى وفد من وجهاء المدينة ونواب المحافظة لإيصالها إلى القيادة، موضحة أنه لم تتم الاستجابة إلا للمطلب الأول، حيث تم إطلاق الطلاب المعتقلين في ذات اليوم، في حين بقيت المطالب الأخرى عالقة، الأمر الذي دفع بالأهالي للخروج إلى الشارع يوم الجمعة الماضي.
وتحدثت المصادر عن شكاوي أهالي المدينة حيث أشارت إلى أن خط الهاتف في دوما، على سبيل المثال، يحتاج إلى 25 أو 30 ألف ليرة سورية، كما أن سعر المتر السكني بلغ 35 ألف ليرة في حين في سقبا نحو 10 آلاف وبمواصفات أفضل، هذا إلى جانب تأخر تنظيم الأراضي إلى حين شراء الأراضي الزراعية من قبل أعضاء المجلس البلدي، كما أشارت المصادر إلى المنعكسات السلبية لقيام السلطات بجمع الدراجات النارية في المنطقة الريفية، وسحب السرافيس من على خط دمشق دوما وهي التي كانت تعيل آلاف الأسر لمصلحة رجل أعمال واحد.
في سياق مرتبط، أكد أهالي اللاذقية خلال لقائهم محافظها رياض حجاب السبت حرصهم على الوحدة الوطنية والعيش المشترك ورفض مشاريع الفتنة الهادفة إلى النيل من زعزعة استقرار سورية، حيث تركزت مداخلات أهالي حي السكنتوري ومخيم العائدين في الجهة الجنوبية من مدينة اللاذقية على ضرورة تحسين الواقع الخدمي في الأحياء من حيث شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي وإيجاد مكان مناسب لسوق الخضار وتخديم السوق الحالي بأرصفة.
وخلال لقائه بالأهالي حسب «سانا»، أشار حجاب إلى ضرورة تحسين الواقع الخدمي في الأحياء وإزالة الأنقاض عن أطراف شاطئ مسبح الشعب بحي العائدين وتنظيف الشوارع والأزقة فيها بأقصر مدة ممكنة، كما اطلع المحافظ بعد ذلك على واقع التدريب في مدرسة الشهيد يوسف اسفنجة وزار سوق الخضار بحي القدس ومستوصف حي العائدين.
في الغضون، أفرجت السلطات القضائية بكفالة مالية يوم أمس عن سهير الأتاسي التي اعتقلت خلال تظاهرة أمام وزارة الداخلية السورية منتصف الشهر الفائت.
ومع الإفراج عن الأتاسي تكون السلطات أفرجت عن كامل الذين تم اعتقالهم في تلك التظاهرة عدا كمال شيخو.