"ديلي تلغراف": القاعدة سيطرت على شمال مالي أثناء انشغال الغرب بأحداث أخرى

نقلت جريدة "ديلي تلغراف" البريطانية يوم الأربعاء أن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" فرض سيطرته على المناطق الشمالية في مالي، محكماً قبضته على المدن الكبرى والمطارات والقواعد العسكرية ومخازن السلاح، وذلك في ظل انشغال دول الغرب بالأحداث والأزمات في مناطق أخرى.
وأشارت الجريدة إلى أن التنظيم استولى في غفلة من العالم الخارجي على رقعة في أفريقيا تبلغ مساحتها أكثر من 300 ألف ميل مربع، مضيفة أن "التنظيم شغل مساحة أكبر من ثلاثة أضعاف مساحة بريطانيا ، بما في ذلك المطارات والقواعد العسكرية ومخازن السلاح ومخيمات التدريب".
وذكرت الجريدة أنه لم تكن لدى الجيش في مالي فرصة للحيول دون الاستيلاء على ثلثي البلاد، مضيفة أن مخزونات السلاح الليبي أصبحت متاحة لجميع الوافدين، إذ تحولت ليبيا إلى أكبر مصدر للأسلحة الغير قانونية بعد سقوط الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
ويذكر أن إسقاط القذافي أفسح الطريق أمام التنظيم ليفرض سيطرته على مالي، فسمح في البداية لمتمردي الطوارق بالإمساك بزمام الأمور، وساعدهم في الاستيلاء على المناطق الشمالية الثلاث في مالي في نيسان الجاري. وبعد ذلك، أزاح التنظيم المتمردين من طريقه وأصبح القوة المهيمنة الوحيدة في المنطقة، يعمل من خلال فرع له يدعى جماعة "أنصار الدين".
وذكرت الجريدة أن شمال مالي تحول إلى قاعدة تدريب وتجنيد لعناصر القاعدة، مشيرة إلى أن أولويات التنظيم حالياً هو تعزيز سيطرته في المنطقة، بدلاً من التركيز على ضرب أهداف خارج حدود البلاد. هذا ونقلت الجريدة عن مصادر مسؤولة أن هذا الوضع يمكن أن يتغير، مضيفة أنه في نهاية الأمر يمكن لمالي أن تصبح قاعدة للهجوم على أوروبا.