دينيس روس يعلن استقالته من منصبه كمستشار لأوباما

في خطوة اعتبرها محللون ومراقبون ضربة جديدة لاستراتيجية الرئيس الأمريكي باراك أوباما في المنطقة والعالم أعلن دنيس روس أحد كبار مستشاري أوباما لشؤون الشرق الأوسط الخميس استقالته من منصبه لتضاف هذه الضربة إلى جملة الاستقالات والإخفاقات السياسية والاقتصادية التي منيت بها الإدارة الأمريكية في عهد أوباما.
ويرى مراقبون ومحللون أن استقالة روس في هذه الفترة التي تشهد بداية التحضير للحملة الانتخابية لأوباما هي خير دليل على فشل الإدارة الأمريكية الحالية في التعامل مع عملية السلام في الشرق الأوسط التي شهدت جمودا واضحا على جميع المسارات طيلة السنوات الماضية من عمر إدارة أوباما الذي تنصل من وعوده التي قطعها قبيل وبعد وصوله إلى البيت الأبيض بتحريك المفاوضات وعملية السلام في المنطقة.
وفي الوقت الذي أكد فيه مسؤولون أمريكيون كبار بان استقالة روس لا علاقة لها بالتوترات الداخلية في واشنطن أو باختلافات في السياسة رأى محللون آخرون أن استقالته من شأنها إلقاء ظل جديد من الشكوك على استراتيجية أوباما في الشرق الأوسط ولاسيما أن رحيله يأتي في أعقاب استقالة مبعوث أوباما للشرق الأوسط جورج ميتشيل في أيار الماضي معتبرين أن هذه الاستقالة تؤكد أن الإدارة الحالية ليس لديها أي مخططات للقيام بخطوات جريئة في المنطقة قبل انتخابات 2012 الرئاسية في الولايات المتحدة.
وفي هذه الأثناء اعتبر روس في بيان نشرته وكالة الصحافة الفرنسية أنه بقي في منصبه لمدة عام إضافي بعدما كان يعتزم شغله لعامين فقط في حين علق المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني على خبر استقالة روس المعروف بانحيازه الكبير للإسرائيليين بالقول.. إن أوباما سيواصل استشارة روس بين الحين والآخر دون أن ينسى الإشادة بروس وسجله الحافل بالنجاح غير العادي في خدمته كموظف عام وعضو ذي أهمية حيوية في فريق عمل أوباما على مدى ثلاثة أعوام بحسب تعبيره.
ويرى مراقبون أن استقالة روس ستزيد من أعباء أوباما الذي يحاول إنقاذ شعبيته المتدهورة في أوساط المجتمع الأمريكي والتي سجلت بحسب المجموع الفصلي لاستطلاعات الرأي المقدم أواخر الشهر الماضي من معهد غالوب أدنى معدلاتها قبل قرابة العام على الانتخابات الرئاسية حيث أظهرت النتائج تراجع المؤيدين لأوباما إلى 41 بالمئة خلال الربع الماضي كثاني أضعف نتيجة يسجلها رئيس أمريكي خلال الربع ال11 من ولايته بعد الرئيس الأمريكي جيمي كارتر الذي سجل معدلاً أدنى بلغ 31 بالمئة.
ومن هذا المنطلق يرى الخبراء أن الأزمات المتلاحقة وغير المسبوقة التي تواجهها الولايات المتحدة الأمريكية قد تطيح بآمال أوباما الذي يحاول لملمة أوراقه وتجميل صورته من أجل البقاء في البيت الأبيض أربع سنوات جديدة مؤكدين أن أزمة استمرار الاستقالات في فريق عمل أوباما وفشله في إيجاد حلول لأزمة الاقتصاد ومشكلة البطالة ستؤثر بشكل كبير في تحديد هوية الرئيس الأمريكي القادم دون أن يغفلوا الاحتقان الشعبي من السياسة التي تتبعها إدارة أوباما وتهربها من تحمل مسؤولياتها تجاه فساد الأوساط المالية وغياب العدالة الاجتماعية في أمريكا والذي عبرت عنه حركة "احتلوا وول ستريت" المتواصلة في مختلف المدن الأمريكية.
شام نيوز - سانا