رئيس اتحاد كتاب تركيا: حزب العدالة والتنمية طرف في التآمر على سورية
شدد مفكرون ومثقفون وخبراء إستراتيجيون من سورية ولبنان وفلسطين والأردن وتركيا على ضرورة استعادة العلاقات السورية التركية لألقها الطبيعي وضرورة مواجهة سياسات حزب العدالة والتنمية التي تدفع المنطقة باتجاه حروب تخدم المشروع الأميركي الذي جاء استهداف سورية في سياقه لكونها تشكل عقبة في طريقه، محذرين الحكومة التركية من مخاطر السياسة العدائية التي تتبعها تجاه سورية.
جاء ذلك في كلمات المشاركين في أعمال الملتقى السوري التركي الذي بدأ أعماله في العاصمة التركية أنقرة أمس تحت عنوان «قضية ومواقف» ويهدف لمناقشة العلاقات السورية التركية والآثار السلبية لسياسات الحكومة التركية تجاه الأزمة الراهنة في سورية وتداعياتها على مستقبل العلاقات بين الشعبين وعلى منطقة الشرق الأوسط.
وأعلن الملتقى عن انطلاق فعالياته في مؤتمر صحفي جرى خلاله التعريف بأهداف الملتقى ومحاوره التي تبحث في العلاقات السياسية والثقافية والاجتماعية وانسياق السياسات الإقليمية وراء المشروع الغربي للمنطقة إلى جانب طرح الرؤى والحلول الكفيلة باستعادة العلاقات السورية التركية طبيعتها لما لها من أثر إيجابي في رسم مستقبل المنطقة.
وأكد رئيس اتحاد الأدباء الأتراك كوكهان جنكيز خان في كلمة له أنه لابد من العمل من أجل مواجهة رياح التغيير التي بدأت تتجه في طريق مختلف وخاصة بين الجارتين سورية وتركيا حيث بدأ البعض يستخدم لغة الحرب ويدفع تركيا لتبني سياسة عزل سورية، لافتا إلى أن حزب العدالة والتنمية يشكل طرفا في التآمر على سورية ويعطي لنفسه الحق بالتدخل في شؤون سورية الداخلية.
وقال: «لاشك أنه موقف خطير والشعب التركي يدرك حقيقة ذلك وموقفنا واضح فالمشكلة تكمن في استهداف الموقف السوري الثابت الذي يواجه الولايات المتحدة والغرب.. وعلينا أن نكون فاعلين أكثر حيث يقع على عاتقنا مع نظرائنا العرب تبادل الزيارات لنعمل معا لتعزيز نشاطنا كمثقفين كما أننا أكدنا ونؤكد دوماً وقوفنا إلى جانب الشعب السوري».
من جانبه قال رئيس اتحاد الصحفيين في سورية الياس مراد: إن «الشعب السوري يرفض التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية وأي محاولة من الجامعة العربية أو غيرها لفرض قرارات عليه». وأضاف: إن «هذا الملتقى هو أحد أوجه التعاون المثمر ونحن نسعى لإعادة العلاقات السورية التركية إلى ألقها».
وأكد مراد، أن آليات الخروج من أزمة العلاقات تشترط توافر النية الطيبة لدى الحكومة التركية وأن تبدأ بوقف التصريحات المسيئة والتهديدات إضافة إلى توقفها عن دور الشريك في الضغط على سورية وعدم الاستجابة للحصار الاقتصادي لأنه يؤذي الشعبين السوري والتركي.
بدوره أشار الأستاذ الجامعي محمود السيد إلى أهمية اللقاء في إعادة تسليط الضوء على المصالح الحقيقية للشعبين السوري والتركي سياسياً وثقافياً واجتماعياً وانعكاس السياسات التركية الأخيرة سلبياً على هذه المصالح.
وأكد أن مواقف سورية تنسجم إلى حد كبير مع مواقف الشعب التركي الذي رفض احتلال العراق ورفض الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني والحصار الخانق ضد غزة، لافتاً إلى أن سورية تدفع اليوم ثمن مواقفها وتتعرض لسياسة تجييش إعلامي كبير من قوى غربية وإقليمية واستدعاء التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية من خلال دعم المجموعات الإرهابية المسلحة.
من جانبه قال منسق شبكة الأمان للبحوث والدراسات الإستراتيجية أنيس النقاش: «كان لدينا أمل كبير عندما سمعنا بإنهاء المشاكل بين تركيا وجيرانها وتم توقيع عشرات الاتفاقيات بينها وبين دول المنطقة وكنا نأمل أن تزداد هذه الاتجاهات مع خروج الولايات المتحدة من العراق لكننا فوجئنا بسياسة أطلسية تستهدف سورية وتوتر العلاقات ليس مع سورية فحسب بل مع روسيا وغيرها من الدول».
وبيّن أن هذه السياسة مستغربة ومستهجنة وخاصة أنها تدعم المشروعات الأميركية على حين هزمت هذه المشروعات التي «لا يمكن للوكيل فيها أن ينجح في مكان خسر فيه الأصيل».
من ناحيته قال الخبير الإستراتيجي أمين حطيط: لم نأت إلى تركيا دفاعاً عن بلد عربي أو شعب عربي بل جئنا دفاعاً عن منطقة وشعوب تعيش في هذه المنطقة فالنار تشتعل في هذه المنطقة وواجب أهل الرأي والفكر أن يطفئوها.
وأضاف: عندما تفكر تركيا «مشرقياً» تجد نفسها في فضاء إستراتيجي فسيح تكون قائدة فيه لكنها عندما تعمل «غربياً» فإن الغرب يرفضها وكذلك عندما تعمل أطلسياً يستغلها الأطلسي وتجد نفسها في طريق الانتحار»، مضيفاً: إن تقدم تركيا وعزتها لا يأتيان عبر الحرب والمناطق الأمنية وحماية الإرهابيين.
بدورها نقلت أستاذة القانون الدولي في جامعة دمشق كندة الشماط رسالة من النساء السوريات للشعب التركي تقول إن الربيع في الدول العربية انتهى إلى صراع وفوضى أو انهيار كامل للدولة والسوريات يطلبن من الشعب التركي أن يحول دون استخدام أراضيه وسيلة لضرب الاستقرار في سورية، مطالبة بفتح تحقيق في الممارسات التي تعرضت لها السوريات في المخيمات التركية.
من جهته قال نائب رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين في سورية تحسين الحلبي: «نحن الشعب الفلسطيني استبشرنا خيراً كبيراً داخل فلسطين وخارجها حين كسبنا تركيا حرة في السنوات العشر الماضية وقلنا إن جبهة تركيا وجبهة سورية الداعمة التاريخية لفلسطين ستقربنا من استعادة حقوقنا وإنشاء دولتنا»، مضيفاً: «دفعنا ثمن الانقسام العربي وطناً كاملاً ولا نريد أن ندفع ثمن انقسام سورية وتركيا».
من ناحيته قال رئيس اتحاد خريجي كلية العلوم السياسية التركية عثمان جبار: «نحن لسنا حياديين بل منحازين لمصلحة المحبة والأخوة وندرك أن ما يسمى الربيع العربي هو الخريف العربي الذي يأتي بعده الشتاء».
من جانبه قال عضو اتحاد الكتاب العرب في سورية عصام خليل: إن حكومة حزب العدالة والتنمية تساعد على قتل السوريين من خلال دعمها للإرهابيين وتوفير مناطق آمنة لهم وتدريبهم ودعمهم بالسلاح والشعب السوري لا يحتاج إلى مناطق آمنة أو معزولة وإنما إلى سياسة آمنة من التآمر ومعزولة عن الضغط الأميركي.
وأضاف: إن حكومة حزب العدالة والتنمية تريد عزل سورية عن محيطها الطبيعي وأردوغان يعلم جيداً أن الاتحاد الأوروبي لن يقبل بتركيا في الاتحاد وأن مستقبل تركيا هو مع جوارها.
ودعا خليل «جميع المعارضين للعودة لوطنهم والمشاركة في العمل السياسي بدلاً من التآمر مع الخارج واستدراج التدخل الأجنبي لتدميره».
يشار إلى أن الملتقى يعقد بدعوة من اتحاد الأدباء الأتراك واتحاد خريجي كلية العلوم السياسية الأتراك واتحاد الكتاب العرب واتحاد الصحفيين في سورية على مدى ثلاثة أيام.
شام نيوز. سانا