رئيس الوزراء التركي يصل إلى بيروت في زيارة تستمر يومين

 

يلتقي رئيس الجمهورية ميشال سليمان في هذه الأثناء في القصر الجمهوري في بعبدا رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان الذي يزور لبنان تلبيةً لدعوة رسمية من نظيره اللبناني الرئيس سعد الحريري وتستمر يومين.

وتتركز المحادثات الثنائية على التطورات في منطقة الشرق الأوسط وخاصة الصراع العربي الإسرائيلي كما تطرقت المحادثات الى الوضع الداخلي في لبنان حيث أشارت المعلومات إلى ان اردوغان سيجدد امام الرئيس سليمان دعم تركيا للبنان على كافة المستويات وفي شتى المجالات، وسعيها جاهدة مع الأطراف اللبنانية إلى الحفاظ على الإستقرار داخل لبنان كما سيتم التطرق خلال المحادثات الى العديد من القضايا الإقتصادية ذات الطابع المشترك التي تهم البلدين.

وكتبت صحيفة السفير اللبنانية: كاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يعبر عن الاعتراض على هذا القلق اللبناني العام من أجواء الفتنة والصراع الداخلي. حاول ان يبدده وشدد على إنكاره، بل واقترح منع الإعلام من التحدث عنه، لانه مفتعل الى حد ما ومبالغ به ايضا. فلا المدعي العام للمحكمة الدولية قال كلمته الاخيرة بعد، ولا العدالة يمكن ان تبنى على فرضيات وتكهنات، ولا الوساطات انتهت، وبينها الوساطة التركية التي قال حرفيا ان انقرة بصددها الان، وان كان قد حرص على القول ان الامر لا يستدعي التدخل.

 


ليس هناك خوف تركي خاص على الوضع في لبنان يفسر زيارة اردوغان التي بدأت صباح اليوم وتنتهي مساء الغد، والتي تأتي في سياق آخر تقرر منذ اشهر، ولا علاقة لها بالمحكمة التي لا تريد تركيا ان تكون سببا لأزمة، وهي لذلك تتواصل مع جميع دول الجوار وتنوي لقاء جميع الاطراف اللبنانيين بمن فيهم «حزب الله»، خلال الزيارة لتبلغهم انها جاهزة دائما للمساعدة، ولتنصحهم بالتروي وتفادي كل ما يمكن ان يشعل فتيل ازمة جديدة، يمكن ان تخرج عن سيطرة الجميع.

 


هي بعض من وقائع حوار أجرته «السفير» مع اردوغان في مقر اقامته الرسمي في انقرة، عشية زيارة الى بيروت تحظى بالكثير من الاهتمام، برغم بعض المغالطات اللبنانية التي تضعها في سياق الرد على زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان.. علما بان انقرة لم تقطع تواصلها لا مع ايران ولا مع اي من الدول المعنية بالشأن اللبناني. ولذلك كان احد مستشاري اردوغان في طهران خلال اليومين الماضيين، كما هو الحال بالنسبة الى التواصل مع دمشق.

 


في الاتي الجانب اللبناني من الحوار الذي تنشره «السفير» كاملا في عددها الصادر غدا الخميس:
نتمنى ان تكون زيارتكم الى لبنان واحدا من نجاحاتكم السياسية ايضا. التوقيت له اهمية خاصة لاسيما بعدما اعيد البحث في التحقيق وفي المحكمة الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري، ونأمل ان تؤدوا دورا في عقلنة المواقف وتهدئتها. 

 طبعا أنا سعيد جدا بهذه الزيارة التي سأقوم بها الى لبنان، علما بانها زيارة متأخرة. كنا نخطط ان تكون على اقصى حد في تموز الماضي، للاسف تأخرت. طبعا تحقيق هذه الزيارة هو بحد ذاته أمر يبعث على السرور، بالاضافة الى ذلك سنحضر اجتماع اتحاد المصارف العربية كما انني سأتسلم جائزة هناك. وكما تعلمون ففي كل الاوقات العصيبة التي مرت على لبنان، كنا الى جانب اخواننا اللبنانيين، معهم ندعمهم. اليوم نقف الى جانبهم وسنبقى الى جانبهم.

 


 هل هناك خوف تركي على الوضع في لبنان الان؟ 
طبعا لبنان عاش الكثير من المحن، نتمنى الا يعيشها مرة اخرى. طبعا عاش لبنان عددا من الهجمات من الخارج، لا يمكننا ان نضع جانبا ما تعرض له من اعتداءات من قبل اسرائيل. للاسف هناك ايضا المصاعب الداخلية، طبعا تجاوز اللبنانيون الكثير منها بعد الانتخابات الاخيرة، وهم يحاولون الان اعادة القاطرة الى المسار. أنا أؤمن بان الان هو الوقت للوحدة في لبنان، وعدم التفرقة، والتضامن لان لبنان كان في يوم ما واحدا من اقوى الدول في المنطقة. كان للبنان ميزة انه يستطيع ان يؤثر على الوضع السياسي في الشرق الاوسط. نتمنى ان يستعيد لبنان قوته وتأثيره.

 


هل تسمح لي، اود ان اشكركم على المجاملة لكني اظن ان الوضع في لبنان في الماضي والان هو أسوأ بكثير مما نفترض. الان نقف على عتبة صراع اهلي جديد وفتنة طائفية نتيجة عوامل عديدة اهمها المحكمة الدولية؟ 
المواضيع التي تطرقت اليها قبل قليل تتضمن ما قلتموه، يجب الا يكون هناك تركيز على الفوارق الطائفية والعرقية والمذهبية. يجب الا يكون هناك تصادم. طبعا صورة لبنان التي تحدثت عنها، هي نتيجة كل هذه المزايا التي كان ولا يزال يزخر بها، مثل التنوع المذهبي العرقي والديني. 
لكننا خائفون فعلا؟

 


يجب الا نكون من الاطراف التي تساهم في انشاء مجتمع الخوف. نحن سنكون من المساهمين في نقض دعائم مجتمع الخوف. طبعا مسار المحكمة الدولية هذا موضوع آخر. طبعا إلقاء اللوم او اتهام البعض بالاغتيال، رغم ان الموضوع قد قيد ضد مجهول، هذا تصرف خاطئ. 
هناك كلام كثير آخره ما بثته محطة «سي بي سي» الكندية حول التحــقيق، وهو يأتي في سياق ترويج اتهامات ضد «حزب الله» وغيره وهو ما يزيد القلق في لبنان؟

 


إذا كان المدعي العام لم يصدر رأيه وكلمته الاخيرة ولم يضع الوثائق، فان القاضي لا يستطيع ان يقول كلمته، هذا الوضع معناه ان الفاعل غير معروف، مجهول، اذن انتم لا تستطيعون ان توجهوا التهمة الى احد. 
 

عندما قلنا اننا خائفون قصدنا ان مصدر خوفنا هو المحكمة، وهي نقطة خلاف اساسي بين اللبنانيين، وهي التي يمكن ان تقود الى صراع اهلي؟ 
عندنا مثل في تركيا يقول انك لا تستطيع ان تفصل ثوبا لمولود لم يولد بعد. الواقع الحالي هو ان المدعي العام لم يبرز بعد الوثائق التي اعتمد او سيعتمد عليها في تحقيقاته. ولا معلومات ولا يوجد هناك ايضا قناعات تم الوصول اليها. فاذا كان المدعي العام لم يطلع الرأي العام على رأيه فكيف للمحكمة ان تحكم، لذلك لا نتصور عدالة على وجه الارض تستطيع ان تقوم بحكم من دون ان تعتمد على الاشياء التي توصل اليها المدعي العام، والادلة التي اعتمد عليها والمعلومات التي استشهد بها. 
هل هناك شعور بان لبنان مقبل على صراع أهلي جديد؟ 

 


لا اريد ان افكر بهذا الشكل، لا اريد ان يعيش لبنان مثل هذا الامر. كزعيم يحب لبنان ويحب اللبنانيين، لا اريد ان يعيش لبنان مثل هذا الامر. في حال حصل ذلك، فجميع ابناء الاديان والاعراق والمذاهب ايا كانوا سيفرطون بلبنان. والذين يمهدون الطريق لمثل هذا الصراع الداخلي لن يستطيعوا التخلص من المسؤولية التاريخية. 

 


تركيا تستطيع ان تؤدي دورا مهما في منع الفتنة المنتشرة في كل مكان، ليس فقط في لبنان وانما في المنطقة عموما؟ 
في حال ظهرت بوادر مثل هذه الحرب الداخلية لا سمح الله، سنقوم، لا تركيا فقط، بل ايضا مع دول الجوار بكل شيء لمنع مثل هذه الحرب. وكما حصل من قبل كما تعرفون تدخلنا في نزع فتيل المشكلة مع سوريا والسعودية وقطر وايران، وفي آخر اختبار ديموقراطي نجح لبنان في تجاوز المشكلة. وفي العراق ايضا نجح العراقيون في الاختبار الديموقراطي الاخير. نحن لا نرغب ابدا بان يعود لبنان الى مثل تلك المشكلة التي عانى منها، واتمنــى عليكم الا تفكروا بذلك ايضا. عندنا مفــهوم في تركيا يقول بان شيوع بعض الامور أسـوأ من وقوعها. لذا التحدث عن هذا الموضوع أسوأ من وقوعه. 
اعتقادنا ان الظرف الحالي في لبنان يتطلب تدخلا عربيا واقليميا يشبه التدخل الذي أدى الى إطلاق المسار الانتخابي في لبنان، الحاجة الان اكبر، الخلاف ليس سياسيا عندما يتهم الشيعة بأنهم قتلوا أكبر زعيم سني؟

 


طبعا تقع على عاتقكم مسؤولية كبرى، انتم كصحافة يجب ان تحظروا التكلم حول موضوع لم يولد بعد. وكما كانت تقول مجلة الاحوال الشخصية العثمانية: الاصل هو براءة الذمة. الان لا يوجد شيء على ارض الواقع، لذا لا يحق لاحد اتهام الاخر. قلنا هذا لكل اخواننا. وسنستمر في قوله. انا أحب أخي الحريري كثيرا، رحم الله أباه، لقد تنامت علاقتنا بشكل سريع بمجرد التعرف عليه. وعندما حصل الحادث تألمنا كثيرا لذلك، لان مثل هذه الاغتيالات لا مكان لها في ديننا. البعض يقوم بأشياء ليست من واقعنا. 
هناك جهد سوري سعودي في لبنان. ما هو تقييمكم له، وما هو مدى متابعتكم له؟ 
أعرف هذا المسعى لكن لا علم لي بالتفصيلات، إذا ترتب علي شخصيا او علينا كتركيا ان نعمل شيئا فنحن جاهزون، ونحن الان في صدد ذلك. قلت هذا لاخي سعد ولا ازال ونتباحث ايضا مع دول الجوار حول هذا الموضوع. لا سمح الله اذا حدثت سلبيات من هذا القبيل في لبنان، ستكون نتائجه وعواقبه سيئة الى درجة لا يمكن معها تلافي تلك النتائج . 
ستصلون الى بيروت غدا (اليوم) حيث الحكومة ورئاسة الجمهورية ومجلس النواب معطلة وأدوارهم مشلولة، ستجد دولة معطلة. اسرائيل تنشر كل يوم اخبارا عن اتهام «حزب الله» وعن الفتنة فضلا عن خروقاتها وتهديداتها اليومية، زيارتكم مهمة جدا في هذا الوقت بالذات.. 
من قبل ايضا ذهبت الى بيروت في لحظة كان الخطر شديدا... رئاسة الوزراء كانت محاصرة... سنجتمع مع الجميع ان شاء الله، رئيس الجمهورية، رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس النواب وزعماء الكتل السياسية في البرلمان.

 


هل يمكن ان تعطونا فكرة عن الاتصالات التركية الاخيرة مع سوريا وايران بخصوص لبنان؟ 
بصراحة لم تكن فرصة لقاء مباشر لي مع ايران في الفترة الاخيرة، وزيري (الخارجية احمد داود اوغلو) هو الذي يتابع هذا المسار، لكن مع سوريا كانت لي لقاءات كانت وجهات النظر خلالها ايجابية، لاننا دائما مع الحل ونحاول ان نجمع الاطراف والدول باتجاه الحل، يجب ان نحل هذه المشكلة. 
قيل ان اميركا تدخلت لتعطيل هذه الخطوة مع سوريا وايران؟ 
كيف؟ نحن نقرر ما سنقوم به ونخطو الخطوات التي نقررها. لا يستطيع احد ان يفرض علينا جدول أعمالنا الذي يخطط من طرفنا. 
ولا حتى الاسرائيليين؟ 
ألم تفهموها حتى الان؟ نحن لم نواجه مثل هذه العقبات، نحن لا نخطو هذه الخطوات في الشرق الاوسط من جانبنا فقط، اذا جاءنا طلب نحن نستجيب له، نحن لا نقوم بعمل فقط لاننا دولة عاطلة عن العمل وهي تبحث عن عمل. 


كيف يمكن اذن تفسير الاعتداء الاسرائيلي على السفينة مرمرة؟ هل هو عمل امني فقط؟ 
نحن فسرنا ذلك، كان اعتداء وحشيا سافرا، الخطوات التي قمنا بها والنتائج التي نترقبها وبدأنا بحصدها ترونها وهي واضحة، لكن كل هذه الخطوات نقوم بها في ساحة الدبلوماسية الدولية، طبعا العلاقات التركية الاسرائيلية اليوم ليست كسابق عهدها.

 

شام نيوز- السفير