راتب الفتاة .. هل يقيها شبح العنوسة

 يفضل بعض الرجال الزواج من زوجة عاملة بمرتب مستقر وثابت لتساهم بشكل أساسي في مصروف البيت لدرجة غدا فيها راتب الزوجة أحد الأسباب التي تقي البنات شبح العنوسة.

ومن هنا ظهرت حالات عديدة منها بحث الموظف الذي يتقاضى راتباً محدوداً عن رفيقة درب, تكمل نصف دينه وتدعمه مادياً لتكوين أسرة, والبعض الآخر من الرجال يشترط ويبحث عن المرأة العاملة غير المقترضة, لأنه في حال وجود قرض لديها فاتته فرصة الاستفادة منه ، علماً أن للمرأة حق التصرف الكامل في مالها, لكن بمجرد نزولها إلى العمل أصبح مفروضاً عليها المشاركة في مصاريف البيت شاءت أم أبت.

تقول لينا: إن سر البحث عن امرأة عاملة هو الوضع الاقتصادي السيء والمصاريف التي لم تعد تقتصر على الحاجيات الأساسية, بل أصبحت تشمل أموراً ثانوية لم يعد بالإمكان الاستغناء عنها, أضف إلى ذلك كله عدم تقبل الرجل الشرقي, رغم تحضره وتطوره, فكرة التعاون في الأعمال المنزلية ومساعدة زوجته.‏

في حين أكدت  سعاد أن راتب الزوجة أحد أهم أسباب الخلافات الزوجية بسبب إصرارها أحياناً على عدم إدماج مرتبها مع مرتب الزوج للمساعدة في المصروفات المنزلية, أو بسبب إصرار الزوجة من وقت لآخر على أن لها دخلها الخاص, أو تركيزها على أن دخلها يفوق دخله مما يجرح كرامته وعندها لايجد متنفساً لحالته النفسية السيئة غير اختلاق الخلافات والمشكلات, مما يؤدي إلى كثير من حالات الطلاق والعنف الأسري, كما يتسبب هذا الوضع في ضغوط نفسية.‏

أما هدى فأشارت : إذا كانت الزوجة تعمل في مجال يوفر لها السلطة والدخل الذي يفوق دخل زوجها فإن بعض حالات الزواج وليس كلها ـ تتأثر بهذا الوضع, وإذا لم يكن هناك تعاون من الزوجة يختفي الحب وتسود المشكلات الزوجية, وبرأيها أن المرأة التي تتطلع إلى النجاح في حياتها العملية والعائلية, تجد نفسها مضطرة لاختيار العمل الذي لايتعارض مع دورها الطبيعي في الحياة, أما إذا كان طموحها لايتوافق مع هذه المتطلبات , وقررت ممارسة وظيفة قد تؤثر سلباً على واجباتها الأسرية, فهي بالتأكيد ستعاني وقد تفشل .‏

وتقول رهام: أنا موظفة ومتزوجة منذ عدة سنوات وعندي ثلاثة أولاد ومشكلتي أن زوجي لايثق بي من الناحية المادية, ويتحكم بمصروفي, وطلب مني أن أقدم له كشفاً براتبي ويحاسبني على كل صغيرة أو كبيرة مما أنفقه من مالي للبيت والأولاد, مع العلم أني لاأفرط بشيء خارج بيتي وأولادي وتابعت : أضع أولادي أثناء الدوام في بيت أهلي, فكنت أعطي أمي مبلغاً بسيطاً من راتبي تقديراً لها على العناية بأطفالي, علماً أن والدي متوفى وليس لوالدتي أي دخل فأصبح يعيرني بذلك وينتقد أهلي ويتكلم عنهم أمام الآخرين, هذا ما زاد الأمر تعقيداً بيننا.‏

في حين يرى علم الاجتماع أن بعض الرجال يبررون الطمع في راتب الزوجة بأنه ناتج عن قلة وعي المرأة, لأن المرأة ـ من وجهة نظرهم ـ لاتستطيع أن تتحمل مسؤولية الإنفاق وتدبر أمور كثيرة هم الأعلم بها, لذا فهم الأحق والأفضل في إنفاق راتبها, وهذا مايتسبب بأن تشعر بعض الزوجات بالإهانة, عندما يستولي الزوج على راتبها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.‏

ويرون أن الزوجة تخرج للعمل وتعود مجهدة وتعمل أيضاً في كلا العملين وفي النهاية يكون الزوج هو المتحكم بالأموال, حتى إذا رغبت المرأة في شراء شيء فإنها تأخذه من راتبها المستولى عليه من قبل الزوج, ويرى بعض الرجال أن سماحهم للزوجة بالخروج للعمل يعطيهم الحق في الاستفادة من راتبها للمساعدة في أعباء البيت وإلا فإن الرجل لن يجني من عملها سوى الكآبة والتعاسة.‏

 

جريدة الفداء