زياد غصن- الصفحة الأخيرة

راسبون بالسلوك... وبامتياز

اقتصادية

الثلاثاء,١٠ كانون الثاني ٢٠٢٣

زياد غصن- شام إف إم



معظم المهن والأعمال في بلادنا تفتقد إلى ما يسمى بمدونة سلوك. وإن وجدت بشكل أو بآخر فهي لا تطبق.

ماذا نعني بمدونة سلوك؟

ببساطة، يمكننا تعريف مدونة السلوك على أنها مجموعة من المبادئ والقواعد ذات البعد الإنساني والقيمي الواجب على ممارسي هذه المهنة أو تلك اتباعها، ويحاسبون على مخالفتها أو انتهاكها. وهذه مختلفة تماماً عن اللوائح التنظيمية المتعلقة بإجراءات ممارسة المهنة وماهية الحقوق والواجبات.

فمثلاً في مهنتنا المستباحة محلياً، هناك مجموعة قواعد عالمية تحكم سلوك الصحافي أثناء ممارسته المهنة منها على سبيل المثال لا الحصر ألا ينشر صورة لشخص من دون موافقته الصريحة، وأياً كانت غايته من ذلك.

ما يحدث لدينا، وفي جميع المهن، أن الأمر متروك لقيم الشخص وطباعه وأخلاقه، وهذا ما يجعلنا نجد تبايناً شديداً في ممارسة كل مهنة بين شخص وآخر.

ربما الصورة الأوضح لذلك تكمن في مهنة الطب. فاليوم هناك طبيب يمارس عمله متسلحاً بأعلى درجات الإنسانية والإخلاص والرقي، لا يميز في إخلاصه للمهنة بين عملي في مستشفى حكومي أو خاص، بين مريض فقير وآخر غني...

وهناك طبيب آخر لا تهمه مشاعر المرضى، ولا تعنيه ظروف الناس في هذه المرحلة، ولا يعرف شيئاً عن المسؤولية المجتمعية..

ولدينا كثير من القصص في هذا المجال، بعضها يعزز الثقة بإنسانية المجتمع السوري، وبعضها الآخر يؤكد أن القيم في طريقها للإنهيار في هذا البلد.

أعتقد أن جميع النقابات والإتحادات يفترض أن يكون هاجسها في العام الجديد إنجاز مدونة سلوك وإلزام منتسبيها العمل بها. فإذا كنا قد فقدنا الأمل بأن تنجز الحكومة شيئاً، فعلى الأقل لتحافظ تلك النقابات والإتحادات على جانب من ذلك الأمل.

دمتم بخير


صحافة
مهنة
سلوك الصحافي