رحيل ولي العهد السعودي

 

توفي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الامير سلطان بن عبد العزيز السبت في احد مستشفيات نيويورك حيث كان يخضع للعلاج منذ فترة في حين يرجح دبلوماسيون غربيون ان يتولى وزير الداخلية الامير نايف بن عبد العزيز هذا المنصب.

واعلن الديوان الملكي في بيان "ببالغ الاسى والحزن ينعي الملك عبد الله بن عبد العزيز اخيه ولي عهده الامين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الامير سلطان بن عبد العزيز".

واضاف ان الامير سلطان "انتقل الى رحمة الله تعالى اثر مرض عانى منه فجر اليوم السبت خارج المملكة"، موضحاً انه "سيصلى عليه الثلاثاء بعد صلاة العصر في جامع الامام تركي بن عبد الله في الرياض".

وكانت شبكة التلفزيون الاميركية "سي ان ان" اعلنت وفاة ولي العهد السعودي، نقلاً عن مصادر لم تكشفها في وزارة الخارجية الاميركية.

وكان ولي العهد السعودي البالغ من العمر 86 عاماً يعالج في الولايات المتحدة منذ حزيران/يونيو الماضي، وقد خضع في تموز لعملية جراحية.

وقال دبلوماسيون غربيون ان الامير سلطان كان "مصاباً بامراض عدة اخطرها سرطان القولون". وقد ادخل الى قسم العناية الفائقة في مستشفى بريسبيتريان بعيد وصوله الى هناك مشيرين الى انه "توفي سريرياً قبل حوال الشهر".

وقد تغيب الامير سلطان الاخ غير الشقيق للملك عبد الله والمولود في 1928 بحسب النبذة الرسمية عن حياته، لفترات طويلة عن المملكة خلال السنوات الاخيرة للعلاج.

وقد شغل منصب وزير الدفاع قرابة خمسين عاماً سعى خلالها الى تحديث القوات المسلحة كما وقع عقود تسليح ضخمة مع الولايات المتحدة وبريطانيا خصوصا.

وتتزامن الوفاة مع خضوع الملك عبدالله لعملية جراحية ناجحة في الظهر الاثنين الماضي في الرياض.

وعرض التلفزيون السعودي الاربعاء الملك عبد الله في سريره في المستشفى يستقبل امراء من ابناء الملك المؤسس ويتحدث اليهم.

وقد اعلن الديوان الملكي حينذاك ان "عملية جراحية في الظهر اجريت لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز، حيث تم تثبيت التراخي في الرابط المثبت حول الفقرة الثالثة في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض".

واكد ان "العملية تكللت بالنجاح".

وكان العاهل السعودي البالغ من العمر 87 عاماً خضع في تشرين الثاني 2010 في نيويورك لعملية جراحية في الظهر. ثم خضع لعملية ثانية مطلع كانون الاول قبل ان يمضي فترة نقاهة في المغرب اعتبارا من 22 كانون الثاني/يناير 2011.

وفي 23 شباط ، عاد الملك عبدالله الى بلاده بعد غياب استمر ثلاثة اشهر واستأنف تولي شؤون المملكة.

وكان غياب الملك عن البلاد بسبب المرض اطلق شائعات عدة حول مستقبل القيادة في المملكة، اللاعب الرئيسي في سياسة الشرق الاوسط واول مصدر للنفط في العالم.

وللمرة الاولى في تاريخ المملكة، سيكون اختيار ولي للعهد من قبل هيئة البيعة التي اقرها الملك عبدالله اواخر العام 2007.

ويبدو ان الامير نايف (78 عاماً) وهو شقيق الامير سلطان واخ غير شقيق للملك الاوفر حظاً لتولي المنصب، بعد تعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء في اذار 2009، تلافياً لفراغ محتمل في المناصب العليا، وضمان الوراثة بشكل تسلسلي.

ومنذ وفاة الملك المؤسس العام 1953، تبوأ سدة الحكم خمسة من ابنائه.

وتولى الامير سلطان بن عبدالعزيز وزارة الدفاع قرابة خمسة عقود اندلعت خلالها اكثر من حرب مدمرة في الجوار المضطرب ما دفعه الى العمل على تطوير القدرات العسكرية للمملكة التي تتخذ منهجاً محافظاً في خياراتها السياسية.

واصبح الامير الذي توفي عن عمر يناهز السادسة والثمانين ولياً للعهد عندما تبوأ العاهل الحالي الملك عبد الله بن عبد العزيز، الاخ غير الشقيق، سدة العرش في اب/اغسطس 2005.

واشرف الامير سلطان كوزير للدفاع ومفتش عام، على تعزيز القوات المسلحة والخطوط الجوية المدنية كذلك.

وكان الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز (1982-2005) عين الامير سلطان نائباً ثانيا لرئيس الوزراء العام 1982 بعد عشرين عاماً على تعيينه وزيراً للدفاع ابان عهد الملك الراحل سعود بن عبدالعزيز (1953-1964).

وقد عانى وزير الدفاع من امراض عدة منذ 2004 وتنقل بين سويسرا والولايات لتلقي العلاج، وقالت اوساط دبلوماسية انه كان مصاباً بالسرطان. لكن لم يعلن ابداً عن طبيعة مرضه بشكل رسمي.

ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر 2008، امضى الامير سلطان وقته متنقلاً بين الولايات المتحدة لتلقي العلاج والمغرب لقضاء فترة النقاهة.

وعاد الى البلاد في تشرين الثاني/نوفمبر 2010 قبل ان يغادر الملك عبدالله بدوره الى الولايات المتحدة حيث امضى ثلاثة اشهر لتلقي العلاج ايضاً.

وتثير الاوضاع الصحية الحساسة للملك وكبار اعضاء العائلة الحاكمة تساؤلات حول الوراثة في المملكة التي تلعب دوراً مهماً في الشرق الاوسط فضلاً عن انها اكبر منتج ومصدر للنفط في العالم.

ولعب الامير سلطان دوراً كبيراً في توطيد سلطة العائلة الحاكمة طوال خمسة عقود او اكثر وخصوصاً كوزير للدفاع، وذلك رغم ما اثير في الاعلام الخارجي من معلومات تتعلق بصفقات السلاح.

واشارت اليه وسائل الاعلام الغربية لدى تطرقها الى صفقات الاسلحة بواسطة رجل الاعمال عدنان الخاشقجي في السبعينات، ونجله الامير بندر خلال الثمانينات مع توقيع عقد "اليمامة" الضخم مع بريطانيا وقيمته عشرات مليارات الدولارات.

وكان تعاونه عاملاً حاسماً في حملة عاصفة الصحراء التي اخرجت قوات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من الكويت في شباط/فبراير 1991 رغم معارضته في اول الامر شن القوات الاميركية الحرب انطلاقا من اراضي المملكة.

كما اعرب عن معارضته لمشاركة القوة الاميركية المتمركزة في قاعدة الامير سلطان جنوب الرياض في حرب العراق ربيع العام 2003.

واشرف الامير سلطان على معركة الحرم المكي حيث تحصن جهيمان العتيبي ومئات المسلحين في كانون الاول/ديسمبر 1979.

وللامير سلطان ستة اشقاء من الاميرة حصة السديري ابرزهم الملك فهد ووزير الداخلية الامير نايف وحاكم الرياض الامير سلمان بن عبد العزيز.

واول منصب تولاه عندما بدا نجمه في البروز كان حاكم الرياض عام 1947 قبل تعيينه طوال عقد من الزمن وزيراً للزراعة ومن ثم للمواصلات.

ويصف روبرت لايسي مؤلف كتاب "المملكة" الامير سلطان الطويل القامة بانه "يعمل بشكل حازم".

وقد تزوج سلطان بن عبدالعزيز سبع نساء انجب منهن 37 ولداً يتولى بعضهم مسؤوليات ادارية مهمة في المملكة، بحسب ما تذكره مواقع الكترونية ومصادر بيوغرافية.

ونجله البكر الامير خالد بن سلطان مساعد لوزير الدفاع حيث يتولى المهام اليومية منذ سنوات عدة، كما انه ناشر صحيفة "الحياة" العربية الصادرة في لندن منذ العام 1988.

اما الامير بندر بن سلطان، فقد اشرف على العلاقة مع الولايات المتحدة قرابة 22 عاماً (1983-2005) مقيماً علاقات وثيقة مع كبار المسؤولين وخصوصا عائلة الرئيس جورج بوش.

يشار إلى ان الامير سلطان قام بتاسيس ودعم الكثير من الهيئات الاجتماعية والطبية التي تقدم خدمات مجانية ومساعدات في هذا المجال.

 

شام نيوز - وكالات