رد تركيا على جريمة إسرائيل في سفينة مرمرة يثير الغرب

 

دعا حلفاء كل من إسرائيل وتركيا الى الهدوء السبت بعد يوم من تصاعد حدة التوترات نتيجة تداعيات هجوم 2010 للقوات الإسرائيلية على سفينة مرمرة التركية التي كانت تحاول كسر الحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة.

وطلب مسئولو السياسة الخارجية في واشنطن وبرلين وجهات أخرى من الجانبين رأب صدع خلافاتهما بعد يوم واحد من طرد تركيا للسفير الإسرائيلي لان اسرائيل ترفض ابداء الندم على هذا الحادث، الذي راح ضحيته تسعة مواطنين أتراك.

وأثار الجدال تقرير للامم المتحدة خلص الى ان الحصار الاسرائيلي لقطاع غزة قانوني، لكن اشار الى أن إسرائيل استخدمت قوة مفرطة في صد اسطول ايار/ مايو 2010 الذي كان يحاول نقل الامدادات الى الفلسطينيين المحاصرين بالقطاع. أصدرت وزارة الخارجية الامريكية بيانا جاء فيه أنها تأسف لان البلدين قد لا يتمكنا من تسوية خلافاتهما. وفي الوقت نفسه، دعا وزير الخارجية الالماني جيدو فيسترفيله تركيا لقبول نتائج التقرير.

وقالت اسرائيل انها تأسف لاختيار تركيا لخفض العلاقات الدبلوماسية. ولكن الرئيس التركي عبد الله جول هدد باتخاذ تدابير أخرى. بالإضافة إلى ذلك، انتقدت السلطة الفلسطينية هذا التقرير.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض "إن الزعم بأن الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة قانوني أمر مقيت، ويمنح اسرائيل رخصة لتواصل انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني، ولا سيما أولئك الذين هم في قطاع غزة". من جانبها، طالبت حركة المقاومة الاسلامية حماس برفع الحصار، بينما اشادت بالقرار التركي.

وأعرب فيسترفيله عن قلقه إزاء العراك الدبلوماسي الدائر وقال إنه تم اعداد تقرير الامم المتحدة بشكل "مستقل وشفاف".

وقال مسئول اسرائيلي ان بلاده "تقبل" تقرير. وفشلت حتى الآن في محاولات تهدئة التوتر مع تركيا. ورفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الطلب التركي بالاعتذار عن وقوع قتلى، على الرغم من وصفه لخسارة الارواح بالامر المؤسف.

كما ذكرت وسائل الاعلام التركية اليوم السبت ان الغضب كان عاليا لأنه تم تسريب تفاصيل من التقرير في حين كانت المداولات لاتزال مستمرة. وكانت هناك شائعات بأن اسرائيل هي التي سربت التفاصيل في محاولة لعرقلة المحادثات الرامية للتوصل الى حل وسط.

ونقلت صحيفة حريت ديلي نيوز اليومية التركية عن مسئول قوله إن السفن التركية ستسلح في المستقبل نفسها بشكل أفضل بحيث تكون قادرة على صد أي تدخل إسرائيلي. وأضاف "سوف نتبع الآن استراتيجية عدوانية.. لن تكون اسرائيل في وضع يمكنها أن تتصرف بشكل فظ دون أن تدخل في معركة".

من جهة اخرى دعت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن الحكومتين الأردنية والمصرية لطرد سفيري إسرائيل من عمان والقاهرة "اقتداء بالموقف التركي المشرف"، في إشارة لقرار أنقرة طرد السفير الإسرائيلي من تركيا.

وأشاد المراقب العام للجماعة همام سعيد بقرار تركيا طرد السفير الإسرائيلي وتجميد الاتفاقات العسكرية، وقال إنه "يمثل نموذجا لسياسة خارجية تعبر عن المصلحة الوطنية والكرامة وترضي الشعوب العربية المناهضة للتطبيع".

وأوضح أن "الموقف التركي المشرف كشف عورة المواقف العربية المخجلة".

ووفقا لما نقلته قناة الجزيرة اليوم الأحد فقد اعتبر سعيد أن هناك أسبابا كثيرة تدعو لإلغاء معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية ومنها استمرار ما وصفه بـ"الإساءات الصهيونية للأردن".

وأشار سعيد الي التصريحات العدائية التي تتطاول على سيادة الأردن وتروج له كوطن بديل والانتهاكات المستمرة بحق القدس وتواصل الاستيطان وتنكر الكيان الصهيوني لحق العودة وإصراره على يهودية الدولة بما يعنيه ذلك من مآلات تهجير، إلى جانب الحرائق الحدودية والمياه الملوثة وقضية الأسرى والمفقودين الأردنيين وغيرها.

وقال :"لقد كان حريا بالأردن أن يتخذ مثل هذا الموقف بل أقوى منه وهو يتعرض للتهديدات والإساءات المستمرة".

كما دعا الحكومة المصريةالي اتخاذ موقف مشابه، مستنكرا "استمرار ثقافة الانهزام أمام العدو الصهيوني الذي تعود التطاول على حقوق الآخرين وكرامتهم دون أية ردود فعل جادة".

 

شام نيوز - وكالات