رسائل زيارة الرئيس الأسد إلى طهران

شام إف إم - خاص
في خطوة مفاجئة ودون إعلان مسبق، وصل الرئيس بشار الأسد الاثنين إلى العاصمة الإيرانية طهران في زيارة عمل لأول مرة منذ اندلاع الحرب على سوريا.
والتقى الرئيس الاسد خلال الزيارة بالمرشد الأعلى للثورة الإسلامية السيد علي خامنئي إلى جانب عدد من مستشاريه ومعاونيه، إضافة للقائه مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، فيما شهد اللقاءان حضوراً لافتاً لقائد «فيلق القدس» قاسم سليماني.
حول هذه الزيارة رأى الكاتب الصحفي كامل صقر خلال اتصال هاتفي ضمن مسائية «شام إف إم» أنها تحمل رسالة للمنظومة العربية تتضمن أن العلاقة بين سورية وطهران لا مجال للمساس بها تحت أي ظرف من الظروف و طهران حليف استراتيجي دائم، وهي رسالة رد قاطع برفض أي احتمالات للمقايضة بين العلاقة العربية والعلاقة مع طهران.
وأوضح صقر أن انضمام الجنرال قاسم سليماني للقاءات يشير إلى بحث ملفات عسكرية عدة أهمها المعركة المقبلة في إدلب، حيث تلعب إيران دور كبير في محاربة تنظيم "جبهة النصرة"، كما ارتبط حضور سليماني بمسألة شرق وشمال سوريا حيث هناك مواقف جديدة مناقضة لمخرجات "سوتشي"، إضافة إلى بحث آليات التعاطي مع احتمالات بقاء القوات الأمريكية هناك.
و أشار الكاتب الصحفي إلى أن تطورات الموقف التركي بحثت أيضاً في هذه الزيارة، ومن الممكن أنه يكون تم الاتفاق بين الجانبين على جملة من الخطوات للتعامل مع التمرد التركي حيال مسألة شمال سوريا.
وختم صقر بالقول إن "دمشق وطهران تمران بظروف مشابهة، فرغم كل الزيارات واللقاءات لا تتصف العلاقة الاقتصادية بالأمثل وتحتاج للدفعة على مستوى الرئاسة فربما يتحقق هذا بزيارة الرئيس الأسد، وتتطلب من الطرف الإيراني دعم أكبر لإيصال المشتقات النفطية إلى سواحل سورية".
من جهته أكد المحلل السياسي الإيراني محمد غروي لـ «شام إف إم» أن زيارة الرئيس الأسد لطهران جاءت في مرحلة مفصلية، حيث الأمريكي يسعى للخروج من سورية خاسراً، والتحالف العربي الذي جمع أطرافه في وارسو ولم يعط أي نتائج على الأرض بل زادت إصراراً على التكاتف بين دول محور المقاومة، وعليه فإن هذه الزيارة لها عدة دلالات، فهي بمثابة رسالة قوة ضد الأطراف المعادية لسورية وأولهم الإدارة الأمريكية وخاصة أن هناك عدة عقوبات جديدة فرضت على سورية.
كما تبعث هذه الزيارة برسائل إلى العدو الإسرائيلي الذي دعم الميلشيات المسلحة في سورية، إضافة إلى أنها رسالة واضحة للأطراف العربية والإقليمية بأن العلاقات السورية الإيرانية راسخة وعميقة، هذا ويعتبر توقيت الزيارة حساساً وخاصة أن إيران تحتفل هذه الأيام بالذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإيرانية، والجانب الأمريكي يضغط على إيران للخروج من سوريا.
وأضاف غروي أن هناك مفاوضات تجري حول موضوع ما تسمى بـ "المنطقة الآمنة"، حيث صرحت إيران خلال استقبال الرئيس الأسد بأنها تقف لجانب الحكومة و الشعب السوري لمنع إقامة مثل هذه المنطقة.
وأوضح المحلل السياسي الإيراني أن هناك مساعي إيرانية روسية ليحصل تقارب حول الموضوع السوري التركي، مبيناً أن العداء الأمريكي للطرفين السوري والتركي في هذه المرحلة يجعل هاتين الدولتين تزيدان من التنسيق بينهما على الرغم من الطعنات التي وجهتها تركيا لسوريا، والامتحان المفصلي للإدارة التركية في هذه المرحلة هو التعاون مع الجيش السوري والحلفاء لكي يحسم موضوع إدلب بأقرب وقت ممكن.
وبين غراوي أن إيران تشترك مع سوريا في هذه المرحلة حول موضوع الحرب الاقتصادية التي تشن على إيران وسوريا، ولكن زمن العقوبات والحصار الاقتصادي على الدول انتهى، وسوريا وإيران كما انتصرتا في الحرب العسكرية ستنتصران في الحرب الاقتصادية.
إعداد: شام قطريب