رسالة الأسد للداخل والخارج

أثلج خطاب السيد الرئيس بشار الأسد قلوب السوريين في كل مكان، فحزمة الاصلاحات التي أعلنت عنها الدكتور بثينة شعبان الخميس الماضي هي برنامج أصيل لم يعلن عنه بسبب الضغوط التي حاولت بعض الجهات الخارجية أن تمارسها علينا، ولا هي انحناء للعاصفة أو الموجة كما سماها سيادته.
كلنا يعرف مدى حساسية السوريين من موضوع التدخلات والضغوط الخارجية، ولذلك أتى خطاب السيد الرئيس مطمئناً للنفوس، مؤكداً أن سيادة الوطن فوق أي اعتبار، وأن قراراتنا الوطنية نتخذها طبقاً لحاجاتنا الحقيقية، وليس وفقاً لأجندات خارجية أو استجابة لضغوط خارجية أثبتت التجارب أنها لا تنفع مع هذا البلد الذي يمثل قلعة الصمود العربي.
الشفافية والوضوح اللذين تمتع بهما الخطاب فاقا كل التوقعات، والصراحة التي ميزت عباراته لم تكن مفاجئة لأنها سمة من سمات سيادته التي عودنا عليها نحن السوريين منذ خطاب القسم عام 2000، فهو سمى الأشياء بمسمياتها ووضع النقاط على الحروف، وبين أبعاد المؤامرة الخارجية التي تستهدف الوطن ووحدته، وميز الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ووضع كل ذلك في سياق خارطة المعركة الجيوسياسية التي تخوضها سورية كجبهة ممانعة للمشاريع التي تستهدف كيان الأمة، في مواجهة القوى المعادية بكل أشكالها وتلوناتها.
رسالة الرئيس الأسد كانت واضحة للجميع، ولا تحتاج إلى كبير عناء لفهم عناصرها وهي:
أننا في سورية مستعدون لأي معركة تخاض ضدنا، وأن الشعب العربي السوري هو الضمانة لافشال أي مخطط خارجي.
ثم إن الإصلاح هو برنامج وخطة عمل للدولة، وليس خضوعاً لأي ضغط خارجي، فالضغوط السابقة التي مورست بشراسة حوالي عام 2004 فشلت في انتزاع أي قرار يمس مصحلة السوريين وسيادة الوطن
وأن سورية قوية بتلاحم شعبها مع قيادته، هذا التلاحم الكفيل بإفشال أي استهداف لهذا البلد الذي أصبح منارة من منارات الحرية والكرامة على امتداد خارطة الوطن العربي.
وأخيراً وليس آخراً أن الهواجس التي تشغل كل المواطنين السوريين هي نفسها الهواجس التي تشغل الرئيس الأسد، وهي التي تهمه بعيداً عن العناوين الكبرى التي تطرح بشكل غير بريء من هذا الطرف أو ذاك، فتأمين الطعام والدواء لأي طفل سوري أهم بكثير من أي نص أو أي قانون أو تشريع.... فبعد هذه البلاغة هل يبقى كلام؟
شام نيوز