رسالة من الأسد إلى طالباني حول تطوير علاقات التعاون حملها عطري

تسلم الرئيس العراقي جلال طالباني رسالة خطية من السيد الرئيس بشار الأسد حول علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين وأهمية تطويرها وتعزيزها نقلها المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء خلال استقبال الرئيس العراقي له اليوم.
وأكد الرئيس طالباني خلال اللقاء أن الشعب العراقي سيظل وفيا لسورية التي احتضنته ووقفت إلى جانبه وقدمت له العون والمساعدة في الظروف والأوقات الصعبة.
وثمن الرئيس طالباني مواقف سورية بقيادة الرئيس الأسد تجاه الشعب العراقي منوها بجهودها الداعمة لأمن العراق واستقراره.
وهنأ عطري الرئيس طالباني بتشكيل حكومة الوحدة والمصالحة الوطنية معربا عن ثقته بقدرة الشعب العراقي على مواجهة كافة التحديات التي يتعرض لها وتجاوزها.
من جانبه تمنى الرئيس العراقي للشعب السوري تحقيق ما يصبو إليه من آمال وتطلعات معربا عن رغبته بمزيد من التعاون والتنسيق بين البلدين في جميع المجالات.
واطلع الرئيس طالباني من عطري على نتائج المباحثات التي أجراها والوفد المرافق له مع نظيره نوري المالكي والتي تركزت حول علاقات التعاون بين سورية والعراق وسبل تطويرها واستكشاف آفاق جديدة لها في مختلف المجالات.
حضر اللقاء الوفد المرافق لرئيس مجلس الوزراء ونائبا رئيس جمهورية العراق وعدد من الوزراء.
ثم أقام الرئيس طالباني مأدبة عشاء تكريما للمهندس عطري والوفد المرافق له.
وكان الرئيس الأسد أكد خلال لقائه الرئيس طالباني على هامش القمة العربية الاستثنائية التي عقدت في مدينة سرت الليبية في تشرين الأول من العام الماضي حرص سورية على أفضل العلاقات مع العراق وأهمية وضع آلية وأسس لها تضمن مصالح الشعبين الشقيقين.
عطري والمالكي: تفعيل مجلس التعاون الاستراتيجي وزيادة حجم التبادل التجاري ..إقامة شراكات اقتصادية واستثمارية وتنموية.. متابعة تنفيذ مد أنبوب لنقل النفط العراقي لسورية
وكانت جلسة المباحثات الموسعة التي عقدت في بغداد برئاسة المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء ونظيره العراقي نوري المالكي بحضور وفدي البلدين تركزت حول علاقات التعاون المشترك في قطاعات الاقتصاد والنفط والغاز وتطوير التعاون بين المرافئ السورية والعراقية.
واعتبر عطري في كلمة له أن تشكيل حكومة عراقية جديدة يؤكد الثقة بقدرة الشعب العراقي الشقيق على مواجهة التحديات وصنع حاضره ومستقبله وإصراره على ترسيخ وحدته الوطنية ومضيه بخطى ثابتة وعزيمة صلبة نحو المستقبل وبناء عراق جديد يسوده الأمن والوئام والاستقرار.
وقال المهندس عطري إن وجود عراق قوي معافى هو قوة لنا جميعاً كما هو قوة للأمة العربية مجددا ثوابت سورية تجاه العراق الشقيق المبنية على سيادة العراق ووحدته أرضاً وشعباً وعلى دعم جهود المصالحة الوطنية وتحقيق التوافق والانسجام بين كافة مكونات الشعب العراقي وأطيافه السياسية والاجتماعية.
وأكد رئيس مجلس الوزراء حرص سورية على دعم مسيرة أمن العراق واستقراره وعزمها على استكمال مسيرة التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين البلدين الشقيقين في القضايا الثنائية والمسائل الإقليمية ذات الاهتمام المشترك داعياً إلى ضرورة دفع علاقات التعاون الثنائي وتطويرها في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة والنقل والنفط والغاز والسياحة والمياه وتنمية الزراعة والموارد المائية فضلاً عن التعاون في قطاعات الثقافة والتعليم والمجالات السياسية والأمنية ومكافحة الإرهاب.
تفعيل عمل اللجان المشتركة واستكشاف آفاق جديدة للتعاون وإقامة شبكة واسعة من الشراكات الاقتصادية والتنموية والاستثمارية
وأشار المهندس عطري الى أهمية تفعيل دور اللجنة العليا السورية العراقية المشتركة وتفعيل مهام مجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين سورية والعراق الذي تم الإعلان عن تأسيسه خلال زيارة المالكي إلى دمشق عام 2009 داعيا إلى اتخاذ إجراءات ملموسة من الجانبين لعقد اجتماعات هذا المجلس وفق البرامج والآلية الناظمة وترجمة ما تم الاتفاق عليه بين البلدين بهدف تسريع آليات تعاونهما في المجالات المختلفة.
وقال المهندس عطري إن إمكانيات سورية والعراق ومواردهما البشرية والاقتصادية وموقعهما الجغرافي الحيوي بين البحر المتوسط والخليج العربي تشكل أهمية إستراتيجية ورصيداً قوياً للارتقاء بعلاقات تعاونهما واستكشاف آفاق جديدة لها تؤدي إلى زيادة حجم التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وإقامة شبكة واسعة من الشراكات الاقتصادية والتنموية والاستثمارية لافتاً إلى أهمية مشاريع النقل والربط الطرقي والسككي نظراً لدورها في اختصار المسافات وتخفيض التكاليف ما يشجع على تنشيط حركة العبور والترانزيت بين أوروبا ودول آسيا عبر الأراضي والموانئ السورية والعراقية فضلاً عن مشاريع ربط ومد أنابيب نقل النفط والغاز إلى سورية وعبر أراضيها إلى أسواق أوروبا والأسواق الإقليمية.
وأضاف رئيس مجلس الوزراء.. إننا في سورية انطلاقاً من الأواصر الأخوية والروابط الاجتماعية والثقافية والتاريخية وعلاقات الجوار التي تجمع بين بلدينا وشعبينا الشقيقين نجدد وقوفنا إلى جانب الشعب العراقي ودعمنا جهود الحكومة العراقية للنهوض بمتطلبات هذه المرحلة ونضع جميع إمكانيات وخبرات مؤسساتنا وشركاتنا أمام الأشقاء العراقيين للمساهمة والمساعدة في عملية الاستقرار والبناء والإعمار التي يحتاجها العراق في المجالات الاقتصادية والقطاعات التنموية والخدمية.
من جانبه عبر المالكي عن شكره للحكومة السورية على تهنئتها بتشكيل حكومة الشراكة السياسية والمصالحة الوطنية في العراق مؤكداً عمق علاقات التعاون والأواصر الأخوية القائمة بين البلدين وأهمية تمتينها ودفعها خطوات متقدمة إلى الأمام.
ترجمة الاتفاقيات الموقعة بين سورية والعراق في خطوات ملموسة ومشاريع تنموية واستثمارية..توسيع آفاق التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والنفط والغاز والزراعة والصناعة
ودعا المالكي إلى تفعيل عمل اللجان المشتركة ومجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين وتفعيل الاتفاقيات الموقعة بين سورية والعراق وضرورة ترجمتها في خطوات ملموسة ومشاريع تنموية واستثمارية تنعكس ايجابا على ارض الواقع وتلبي مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وأشار رئيس الوزراء العراقي إلى الرغبة المشتركة في توسيع آفاق التعاون الثنائي بين سورية والعراق في مجالات الاقتصاد والتجارة والنفط والغاز والزراعة والصناعة وأهمية قيام شراكات حقيقية تسهم في دعم عملية التنمية وتحقيق مصلحة البلدين الشقيقين.
وناقش الجانبان خلال جلسة المباحثات التعاون المشترك في مجالات الربط الطرقي والسككي وربط الشبكات الكهربائية وتطوير المنافذ الحدودية فضلاً عن التعاون في المجالات السياسية والأمنية والإعلامية والثقافية والصحة والسياحة والزراعة والمياه.
وأكد الجانبان أهمية تفعيل دور القطاع الخاص ودور مجلس الأعمال السوري العراقي واتخاذ الاجراءات اللازمة لزيادة حجم التبادل التجاري وتسهيل انسياب السلع والبضائع من أسواق البلدين وإليها وتذليل اي عقبات تعترض ذلك.
واتفق الجانبان على تفعيل دور اللجنة العليا السورية العراقية المشتركة ودور مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين وتعزيز الزيارات المشتركة واللقاءات الفنية بين وزراء البلدين لبحث مختلف جوانب التعاون التي يمكن مناقشتها في اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي خلال انعقاده في الفترة القادمة في بغداد.
متابعة تنفيذ إجراءات مد أنبوب لنقل النفط العراقي إلى سورية وعبرها إلى أوروبا والأسواق الاقليمية والعمل على إعادة تأهيل واستثمار خط النفط الموجود في سورية
وأكد الجانبان أهمية اسراع وزارتي النفط في البلدين لمتابعة إجراءات تنفيذ مد انبوب لنقل النفط العراقي الى سورية وعبرها إلى أوروبا والأسواق الاقليمية والعمل على إعادة تأهيل واستثمار خط النفط الموجود في سورية.
وعرض الوزراء أعضاء وفدي البلدين قضايا وموضوعات التعاون المشترك والمشروعات المقترحة في قطاع عمل وزاراتهم والجهات التابعة لها بما يحقق التنسيق والتكامل بين إمكانيات وموارد البلدين.
ثم عقد المهندس عطري والمالكي مؤتمراً صحفياً أجملا فيه نتائج لقائهما الثنائي ونتائج المباحثات الموسعة وما تم التطرق اليه من مواضيع التعاون في كافة المجالات والقطاعات والرغبة المشتركة في ترجمة ذلك عبر برامج وخطوات عملية يلمسها شعبا البلدين وتحقق تطلعاتهما المنشودة في المجالات المختلفة.
ثم أجابا عن أسئلة الصحفيين حيث نوه المالكي بمواقف سورية تجاه الشعب العراقي والداعمة لوحدة وأمن واستقرار العراق.
من جانبه أكد المهندس عطري حرص سورية على أمن واستقرار العراق واصفاً العلاقة بين البلدين بالمميزة انطلاقاً من الروابط والأواصر والمصالح المشتركة بين الشعبين والبلدين الشقيقين.
وحضر المباحثات من الجانب السوري الدكتور محمد الحسين وزير المالية ووليد المعلم وزير الخارجية وسفيان علاو وزير النفط والثروة المعدنية ومحمد ناصيف معاون نائب رئيس الجمهورية والدكتور عامر حسني لطفي رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي ونواف الفارس سفير سورية لدى العراق وتيسير الزعبي مدير مكتب رئيس مجلس الوزراء والدكتور خليل جواد مدير عام المؤسسة العامة للصناعات الغذائية.
وحضرها من الجانب العراقي هوشيار زيباري وزير الخارجية وعبد الكريم لعيبي وزير النفط والدكتور نصار الربيعي وزير التخطيط بالوكالة والدكتور علي الدباغ وزير الدولة الناطق الرسمي باسم الحكومة وعلاء الجوادي سفير العراق بدمشق والدكتور حامد خلف أحمد مدير مكتب رئيس الوزراء.
من جانب آخر استعرض المهندس عطري والوفد المرافق مع أسامة النجيفي رئيس مجلس النواب العراقي علاقات التعاون والأواصر الأخوية بين البلدين والشعبين وسبل تطويرها واستكشاف آفاق جديدة لها في مختلف المجالات.
وجرى خلال اللقاء التطرق لتطورات الأوضاع على الساحة العربية وأهمية التضامن العربي في مواجهة التحديات التي تتعرض لها الأمة العربية في هذه المرحلة.
ونوه النجيفي بمواقف سورية الداعمة للعراق وبوقوفها إلى جانب الشعب العراقي في مختلف الظروف والمراحل التي مر بها.
وكان المهندس عطري وصل بغداد صباح اليوم في زيارة رسمية إلى جمهورية العراق الشقيق قدم خلالها التهنئة للمالكي بتشكيل حكومة الوحدة العراقية ونيلها ثقة البرلمان وقد جرى للمهندس عطري والوفد المرافق مراسم استقبال رسمي لدى وصولهم إلى مطار بغداد الدولي.
وأقام رئيس الوزراء العراقي مأدبة غداء تكريما للمهندس عطري والوفد المرافق حضرها عدد من الوزراء العراقيين وسفيرا البلدين.
وكان السيد الرئيس بشار الأسد التقى في منتصف تشرين الأول الماضي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وبحث معه تطوير علاقات التعاون بين البلدين وضرورة العمل على إزالة جميع العقبات التي تعترض التعاون الثنائي والبحث عن آفاق تعاون جديدة تعزز العلاقات وتخدم مصالح الشعبين المشتركة.
وفي تشرين الثاني الماضي وقع البلدان في ختام اجتماعات اللجنة الوزارية السورية العراقية المشتركة خمس مذكرات تفاهم للتعاون في مجال التجارة والصناعة وتنمية الصادرات.
كما تم خلال أعمال اللجنة انعقاد مجلس الأعمال السوري العراقي بهدف تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري وزيادة الاستثمارات بين البلدين.
وفي آب الماضي وقعت وزارتا النفط في البلدين محضر اجتماع بشأن نقل النفط الخام والغاز العراقيين إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط عبر الأراضي السورية.
ووقع البلدان في ختام اجتماعات اللجنة العليا المشتركة في بغداد نيسان 2009 تسع مذكرات تفاهم وبروتوكولات تعاون ومحضرا مشتركا في المجالات الاقتصادية والصحية والثقافية والمالية والصناع