رعب توقيت الشتوي

رعب التوقيت الشتوي-الصفحة الأخيرة

اقتصادية

الجمعة,١٦ كانون الأول ٢٠٢٢

زياد غصن - شام إف إم

"رعب" التوقيت الشتوي

سلامات 

يضطر كثير من الطلاب والتلاميذ هذه الأيام، تحت جنح الظلام تقريباً، للتوجه إلى مدارسهم، لاسيما تلك البعيدة عن مناطق سكنهم.

وهذا سببه المباشر هو إلغاء الحكومة العمل بالتوقيت الشتوي بحجة تحقيق وفر في استهلاك الطاقة، قدر نسبته رئيس الجمعية الفلكية السورية بحوالي 3.5%.

من اقترح إلغاء العمل بالتوقيت الشتوي ووافق عليه لم يخطر بباله أن هناك أسر كثيرة تسكن في الضواحي والأرياف والمناطق النائية، وليس لديها سيارات وسائقين ومرافقة يتولون اصطحاب أولادها إلى مدارسهم، وإنما سيكون على أفراد تلك الأسر فعل ذلك أنفسهم خوفاً على الأطفال والطلاب من كلب شارد أو من تعرض البعض لهم، خاصة وأن هناك صحيفة رسمية حذرت مؤخراً من أعمال خطف.

ثم أن حجة الحكومة في إلغاء التوقيت الشتوي، والمتمثلة في ترشيد استهلاك الطاقة تبدو مضحكة لسببين:

-الأول أن ترشيد الاستهلاك يجري عادة عندما يكون هناك استهلاك كبير من أي سلعة، بينما ساعات التغذية الكهربائية لمعظم المناطق غير المشمولة بالاستثناءات قليلة جداً، ففي أفضل الحالات هي قد لا تتجاوز أربع ساعات متقطعة على مدار يوم كامل.

-الثاني أن البيانات الرسمية تتحدث عن وجود هدر فني واستجرار غير مشروع في الطاقة الكهربائية قدره 40%. وكما تعملون إذا كانت الحكومة تتحدث عن هدر قدره 40% فهو عملياً لا يقل عن 50%. والمنطقي أن تبدأ الحكومة بمعالجة أسباب الهدر وإيقافه قبل أن تنتقل إلى مرحلة ترشيد الاستهلاك.

ثم ماذا تشكل نسبة 3.5%مقابل 40%؟

دعواتنا أن يمر هذا الشتاء على خير، ولا يتضرر أحد من بعض القرارات الجاهلة بحقوق الناس وظروفهم الإقتصادية والإجتماعية.

دمتم بخير

 

الصفحة الأخيرة – شام إف إم

التوقيت الشتوي
اقتصاد
الصفحة الأخيرة
زياد غصن