رغم أرقام وزارة السياحة عن عدد السياح المتزايد..

صورة ارشيفية

بعيداً عن صدق الأرقام التي تطلقها وزارة السياحة حول عدد السياح القادمين إلى سورية نجد أن القادمين منهم عن طريق البحر في تراجع في الوقت الذي يفترض ان يسجل اعداد السياح عبر بحر اللاذقية رقماً متميزاً.

ويعود ه>ا التراجع لعدة اسباب أهمها: أولاً: اللاذقية مدينة بحرية بامتياز ولها تاريخ ملاحي ومرفئي عريق , ثانياً ثمة العديد من مظاهر وعوامل الجذب السياحي في اللاذقية عموماً وعن طريق البحر على وجه التحديد , ولعل مقارنة بسيطة لعدد القادمين الى اللاذقية عبر سفنها السياحية مع اقرب ميناء بحري مجاور نجد ان الرقم يدعو للتساؤل عن الأسباب ..

 تراجع في عدد السفن السياحية مدير أحد المكاتب السياحية أبدى أسفه لما آلت إليه السياحة البحرية في اللاذقية مشيرا إلى جملة أسباب دفعت إلى ذلك , بدورنا حاولنا البحث عن مزيد من الأسباب وكان لنا أكثر من لقاء مع مكاتب سياحية تستقدم مجموعات سياحية بحرية إلى اللاذقية ولم نكتف بالاستماع إلى رأيهم وإنما وسعنا دائرة البحث وتوصلنا إلى بعض الأسباب التي أدت إلى تراجع السياحة البحرية في اللاذقية.

 السيدة ياسمينة أزهري معاون مدير وكالة التنسيق التجاري مهتمة وعارفة بشؤون العمل الملاحي بكل تفاصيله أشارت إلى بعض العراقيل التي تعترض السياحة البحرية وتقلل فرص الاستفادة منها وتحول دون قدوم السفن السياحية إلى مرفئنا مع الإشارة بصورة خاصة إلى ان برامج الوفود السياحية التي تصل بحراً تكون مبرمجة بصورة دقيقة وتكاليفها محسوبة بحيث لا تحتمل نفقات إضافية ومن هذه العراقيل أشارت إلى تطبيق رسم الخروج /550/ ل.س لكل راكب على المجموعات السياحية التي تزور القطر وتغادره في نفس اليوم وعلى نفس الباخرة , وكذلك تطبيق رسم الخروج /550/ ل. لكل راكب في كل من مرفأي اللاذقية وطرطوس حتى ولو كانت تؤم هذين المرفئين في يومين متلاحقين .

وأشارت أيضاً إلى ان رصيف الركاب في اللاذقية غير مجهز بواقيات لحماية البواخر مما يعرض البواخر الفخمة لخطر تعرضها لأضرار كبيرة , يضاف إلى ذلك ضرورة تأمين وسائط نقل مناسبة ومريحة لنقل السياح إلى الأماكن الأثرية وضرورة وجود أدلاء مثقفين لتعريف السائح بتاريخ تلك الأماكن , كذلك وجود استراحات نظيفة واذا أمكن تأمين برامج ترفيهية تشجع السائح للعودة إلى القلاع والعاديات المتواجدة على الساحل السوري ..

 من جهة ثانية توسعت السيدة ازهري بالحديث وصولاً إلى الخطوات المطلوبة لتفعيل نشاط النقل البحري عموماً وليس فقط السياحة البحري وما يمكن ان يعكسه ذلك من اثر ايجابي في مجال تنمية الساحل السوري اقتصاديا واجتماعياً , وأهم هذه الخطوات هي الإستغلال الجيد للميزه النسبية التي يتمتع بها الساحل السوري كنقطة عبور للسلع الواردة من أوروبا إلى الأردن والعراق ودول الخليج وصولا الى أواسط آسيا من خلال تبسيط الاجراءات الجمركية , وإصدار قانون وطني للنقل المتعدد الوسائط ومنح البضائع العابرة مزايا وتسهيلات جمركية ومرفئية وقد أشارت السيد أزهري بهذا السياق إلى مشروع النقل الأوروبي المتوسطي المتعدد من قبل الاتحاد الاوروبي وقد بينت الدراسة الاقتصادية لهذا المشروع أهمية وضرورة استغلال الميزة النسبية الهامة لموقع سورية الجغرافي على شرق المتوسط كمحور عبور لملايين الأطنان من البضائع القادمة من الشمال والغرب باتجاه الدول والمناطق الواقعة شرقاً وهو ما يمكن ان ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني بشكل عام .

كما أشارت إلى أهمية إحداث هيئة تمويلية ( صندوق , مصرف , بيت تمويل ) لتحويل عقود بناء وشراء السفن , وذلك لضخامة التمويل اللازم لهذا النوع من العقود واتخاذ كل الخطوات اللازمة التي تشجع مالكي السفن السوريين لتسجيل سفنهم تحت العلم السوري والبدء عملياً بتوسيع مرفأي اللاذقية وطرطوس مع التأكيد على تعميم مبدأ التشاركية بين القطاعين العام والخاص في مشروعي التوسع , وركزت أيضاً على منح مشاريع النقل البحري ذات الانعكاس التنموي التي تزيد من فرص العمل مزايا تمويلية وضريبية واستثمارية بغية المزيد من الاستثمارات الوطنية والأجنبية في هذا القطاع وكذلك التركيز على جوانب التأهيل والتدريب في مجال النقل البحري بشقيه الفني والإداري من خلال المؤسسات التعليمية الموجودة في الساحل السوري أو من خلال إحداث مؤسسات متخصصة جديدة لخدمة هذا الموضوع .

اللاذقية كمقصد سياحي من جهة أخرى لا بد من الإشارة إلى جهود غرفة الملاحة البحرية السورية لتذليل العقبات التي تحول دون توجه السفن السياحية إلى المرافئ السورية وتسعى جاهدة إلى وضع المرافئ السورية كمقصد أمام خطوط السفن السياحية وتعمل أيضاً غرفة الملاحة على التواجد في كافة المؤتمرات التي تعنى بشؤون السياحة البحرية والاطلاع على أحسن التجارب في هذا المجال والعمل لترجمتها ونقلها الى الساحل السوري , كما تلتقي بشكل دوري مع شركات النقل البحري والمكاتب السياحية والاطلاع على معاناتهم ومشاكل العمل لديهم , ونقل هذه الملاحظات عبر القنوات المعنية على شكل مقترحات تتطلب الحل وقد اهتمت الغرفة مؤخراً بموضوعات نقلها معنيون بشأن السياحة البحرية أهمها ان سفن الركاب تضم أعداداً كبيرة من السياح وهم على شكل وفود في اغلب الأحيان ووقت الزيارة الى مرفأ اللاذقية قد لا يتجاوز بضع ساعات وبالتالي فإن عملية تدقيق الجوازات تستغرق هذه الساعات ...

 كما اهتمت الغرفة بمعالجة مسألة السماح بدخول الباصات لنقل الركاب الى الحرم المرفئي وكذلك السماح لبحارة السفينة العاملين من غير المسافرين بزيارة المدينة وفقاً لنظام أذن الزيارة ..‏

 

صحيفة الوحدة