الصفحة الأخيرة

ركائز إعادة الإعمار... غير المتوفرة

اقتصادية

الأحد,١٩ حزيران ٢٠٢٢

زياد غصن -شام إف إم

سلامات

هناك أربع ركائز أساسية وضرورية لأية عملية إعادة إعمار، وفي أي بلد من العالم.

الركيزة الأولى وتتمثل في الاستقرار السياسي والأمني في البلد والمحيط الجغرافي له.

والركيزة الثانية تتلخص في توفير التمويل غير المكلف، أي القروض ذات نسب الفائدة المتدنية.

وتهتم الركيزة الثالثة بالحديث عن ضرورة توفر حوامل الطاقة الرخيصة أيضاً،

أما الركيزة الرابعة والأخيرة، فتكمن في توفر العمالة الماهرة ورخيصة الأجر.

وعليه، فإذا أسقطنا تلك الركائز على الحالة السورية، سنجد أنه من المبكر الحديث عن عملية إعادة إعمار شاملة، لا سيما وأن الحرب لم تنته عملياً، فهناك قوات غير شرعية لدول أجنبية لاتزال تتواجد على الأرض السورية، ومجموعات مسلحة تسيطر على مناطق جغرافية ليست هامشية.

وحتى في الجانب الاقتصادي، فإن جميعَ المؤشرات تذهب بالمتابع إلى الاستنتاج نفسه. فحوامل الطاقة الضرورية غير متوفرة، وإن توفرت فذلك يكون بكميات قليلة وبمبالغ كبيرة جداً. كما أن التمويل المصرفي في البلاد ليس رخيصاً، فأسعار الفائدة اليوم تشكل بنظر بعض الاقتصاديين إحدى الأسباب التضخمية والمعرقلة للإنتاج.

أما العمالة الماهرة والرخيصة، فهي باتت من الأمنيات التي يصعب تحقيقها لسببين: الأول أن الهجرة استنزفت طاقات وكفاءات كثيرة، والسبب الثاني أن الفجوة الكبيرة المتشكلة بين الدخل والأسعا ر، والتي تزداد اتساعاً يوماً بعد يوم، جعلت العمالة الرخيصة تبدو غائبة إلا من بعض غير المؤهلين والمتدربين.

لذلك عندما تريد الحكومة أن تتحدث عن إعادة الإعمار، عليها أولاً أن تشرح لنا هل تمكنت من توفير الركائز الأربع؟ وهل هناك برنامج زمني لفعل ذلك؟

نأمل ذلك.

الصفحة الأخيرة  شام إف إم