رموز التلفزيون المصري يُحاكمون عبر شاشته!

ربما سيسجل التاريخ المصري يوم الثامن عشر من تموز الحالي، بوصفه اليوم الذي شهد أول محاكمة علنية يبثها التلفزيون لأركان نظام حكم، كان الأطول في تاريخ البلاد منذ حكم محمد علي باشا.
عبر القنوات الأرضية للتلفزيون المصري وعبر شاشة «الجزيرة مباشر- مصر»، شاهد المصريون أنس الفقي، وزير الإعلام السابق و«تلميذ سوزان مبارك» كما كان يصف نفسه، واقفاً وراء القضبان الحديدية الضيقة لقفص محكمة جنايات القاهرة في منطقة التجمع الخامس، ثم ماثلا بجوار المحامين مستمعاً لادّعاء النيابة ومرافعات الدفاع، ثم عائدا إلى قفصه بعد قرار المحكمة تأجيل النطق بالحكم.
وبعده تكرر المشهد مع أسامة الشيخ، الرئيس السابق «لاتحاد الإذاعة والتلفزيون»، الذي طلب الدفاع تأكيد قرار محكمة سابقة بإخلاء سبيله والاكتفاء بمنعه من السفر. قرر القاضي أن القرار آخر الجلسة، تماما كما في الأفلام العربية منذ عهدها الأبيض والأسود. وصادف أن القضية التالية كانت قضية مخدرات عادية لا علاقة لها برموز النظام، نقلت الشاشات بالخطأ الثواني الأولى من إجراءاتها، ثم انتقلت إلى الاستديو. لتعيد إلى الأذهان المطالبات بتفريغ الدوائر القضائية التي تنظـر في قضايا الفساد وإخلائها من القضايا الأخرى، بينما رأى المشاهد لتلك المحاكمات الأولى من نوعها أن القفص الذي جمع الوزير بالفقير كان دليلا أقوى على العدالة والمساواة.
ذهبت استجابة الحكومة لتظاهرات التحرير إلى حدها الأقصى، طالب المتظاهرون بعلنية المحاكمات بمعنى تسهيل حضور الجمهور في القاعات، فأجابت الحكومة ببث المحاكمات عبر شاشة التلفزيون.
رأى المصريون من قبل محاكمات الرئيس العراقي السابق صدام حسين وأركان نظامه، لكن تلك كانت بأيد أميركية ولو كان القاضي عراقياً واللهجة كذلك. اليوم نظام عربي يحاكم نفسه، ويبذل المهمة الصعبة للتغيير من الداخل، مهمة لا تتحرك إلا بصعوبة وبطء تحت الضغط المستمر من ميادين التحرير. وتشاء المصادفة أن تكون الجلسة الأولى التي ينقلها التلفزيون المصري مخصصة لرموز ذلك التلفزيون نفسه، ربما كان القابعون في القفص هم من وظفوا الفنيين والمخرجين الذين نقلوا المحاكمة، ماضي «ماسبيرو» في القفص أمام عدسة «ماسبيرو»، فهل يتعظ الحاضر؟
عبر القنوات الأرضية للتلفزيون المصري وعبر شاشة «الجزيرة مباشر- مصر»، شاهد المصريون أنس الفقي، وزير الإعلام السابق و«تلميذ سوزان مبارك» كما كان يصف نفسه، واقفاً وراء القضبان الحديدية الضيقة لقفص محكمة جنايات القاهرة في منطقة التجمع الخامس، ثم ماثلا بجوار المحامين مستمعاً لادّعاء النيابة ومرافعات الدفاع، ثم عائدا إلى قفصه بعد قرار المحكمة تأجيل النطق بالحكم.
وبعده تكرر المشهد مع أسامة الشيخ، الرئيس السابق «لاتحاد الإذاعة والتلفزيون»، الذي طلب الدفاع تأكيد قرار محكمة سابقة بإخلاء سبيله والاكتفاء بمنعه من السفر. قرر القاضي أن القرار آخر الجلسة، تماما كما في الأفلام العربية منذ عهدها الأبيض والأسود. وصادف أن القضية التالية كانت قضية مخدرات عادية لا علاقة لها برموز النظام، نقلت الشاشات بالخطأ الثواني الأولى من إجراءاتها، ثم انتقلت إلى الاستديو. لتعيد إلى الأذهان المطالبات بتفريغ الدوائر القضائية التي تنظـر في قضايا الفساد وإخلائها من القضايا الأخرى، بينما رأى المشاهد لتلك المحاكمات الأولى من نوعها أن القفص الذي جمع الوزير بالفقير كان دليلا أقوى على العدالة والمساواة.
ذهبت استجابة الحكومة لتظاهرات التحرير إلى حدها الأقصى، طالب المتظاهرون بعلنية المحاكمات بمعنى تسهيل حضور الجمهور في القاعات، فأجابت الحكومة ببث المحاكمات عبر شاشة التلفزيون.
رأى المصريون من قبل محاكمات الرئيس العراقي السابق صدام حسين وأركان نظامه، لكن تلك كانت بأيد أميركية ولو كان القاضي عراقياً واللهجة كذلك. اليوم نظام عربي يحاكم نفسه، ويبذل المهمة الصعبة للتغيير من الداخل، مهمة لا تتحرك إلا بصعوبة وبطء تحت الضغط المستمر من ميادين التحرير. وتشاء المصادفة أن تكون الجلسة الأولى التي ينقلها التلفزيون المصري مخصصة لرموز ذلك التلفزيون نفسه، ربما كان القابعون في القفص هم من وظفوا الفنيين والمخرجين الذين نقلوا المحاكمة، ماضي «ماسبيرو» في القفص أمام عدسة «ماسبيرو»، فهل يتعظ الحاضر؟