رهف برازي.. قصة نجاح طفلة من ذوي الهمم في امتحان شهادة التعليم الأساسي

رزان حبش – شام إف إم
أثمرت تجربة الدمج في سورية عن قصص نجاح عدة، انعكست آثارها بتمكين شريحة مهمة من ذوي الهمم من التعليم وساهمت بتنمية مهارات التواصل وحل المشكلات، وتعزيز قيم المحبة والتعاون بين الطلاب.
وكانت انتهجت وزارة التربية منذ عام ٢٠٠٣ خطة لدمج الأطفال من ذوي الهمم ضمن المدارس العامة، وتمكنت خلالها من اعتماد معايير تربوية وتعليمية ونفسية وصحية لقبول هؤلاء الطلاب.
كما أُسست غرف مصادر في المدارس الدامجة لهذا الهدف، وتم تدريب معلميها والمرشدين فيها.
استضاف برنامج "البلد اليوم" على "شام إف إم" الطالبة الناجحة في شهادة التعليم الأساسي من ذوي الهمم من مدينة السلمية في محافظة حماة رهف برازي، والتي بيّنت أن والدتها كانت تساعدها خلال فترة دراستها، وكانت تتواصل دائماً مع معلميها.
وأشارت الطالبة برازي إلى أنها تفضل مادة الرياضيات، وتحب الاختلاط بالمجتمع، وأن لديها أصدقاء في المدرسة.
وتحدثت أيضاً عن لحظة تلقيها خبر نجاحها، منوهةً إلى أن السعادة الغامرة كانت ما تشعر به في تلك اللحظة، وروت أنها قرعت على الطبل ورقصت فرحاً حينها.
كما بيّنت الطالبة برازي أنها تسعى لتصبح معلمة لأطفال متلازمة داون في المستقبل، لافتةً إلى أنها تحب معلميها كثيراً وأنهم ساعدوها على تطوير مهاراتها الدراسية.
بدورها قالت معلمة الطالبة ميريام خضور إن دور غرف المصادر في المدارس الدامجة كان فاعلاً، ومفيداً لمنع تسرب الأطفال من ذوي الهمم من المدارس.
وقد أوضحت المعلمة خضور أنها استطاعت تجاوز صعوبات تعليم الأطفال ذوي الهمم من خلال أسلوب إعادة المعلومات وتكرارها بشكل غير مباشر حتى لا تكون موجهة ومحددة وتُشعر الطفل بأنه يتلقنها.
وأشارت خضور إلى أنه لا يوجد في محافظة حماة إلا مدرسة دامجة واحدة للمرحلة الإعدادية، وليس هناك أي مدارس ثانوية دامجة، داعيةً إلى العمل على زيادة أعداد هذه المدارس لتغطية شرائح أكبر من الأطفال ذوي الهمم، وتزويد الغرف الصفية الخاصة بالتجهيزات اللازمة لها.
وحول آلية عمل غرف المصادر الصفية، ذكرت خضور أنها دائماً ما تكون في الطابق الأرضي من بناء المدرسة لمراعاة الطلاب اللذين تصعب عليهم الحركة، ويتم جمع الطلاب ذوي الهمم أثناء الحصص الترفيهية في هذه الغرفة الصفية لتلافي أي نقص أو صعوبات كانوا قد واجهوها خلال الدروس.
كما لفتت المعلمة خضور إلى أنه كان هناك في مدرسة القادسية الدامجة 19 طالباً من ذوي الهمم من أصل ما يقارب الـ 600 طالب خلال العام الدراسي الفائت.
الأطفال ذوو الهمم هم جزء من مجتمعنا، ودمجهم هو الأساس ليتمكنوا من التألق وتحقيق الإنجازات التي يطمحون لها.