روائع موزارت تفتتح مهرجان أبوظبي 2011

افتتحت روائع موزارت حفل انطلاق فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان أبوظبي 2011، الذي تنظمه مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، ويستمر حتى الرابع من نيسان القادم تحت شعار "لأجل الوئام والسلام الإنساني"، وقد بدأ حفل أوركسترا والوني الملكية لموسيقى الحجرة من بلجيكا الدولة ضيفة شرف المهرجان في دورته الحالية، مع مختارات من روائع موزارت، بقيادة أوغسطين دوميه، قائد الأوركسترا وعازف الكمان المتألق، يرافقه عبدالرحمن الباشا، عازف البيانو اللبناني الحاصل على العديد من الجوائز العالمية، ومشاركة الموسيقيين الحائزين على جوائز كلية الملكة إليزابيث للموسيقى من بلجيكا، كريستيا هودزاي، ماكسيم ريسانوف، نيكيتيا بوريسا – غليبسكي.
وشهدت الأمسية الافتتاحية لمهرجان أبوظبي 2011 افتتاح معرض الفنان التشكيلي الجزائري رشيد القريشي "طريق الورود"، حيث قام الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وصقر غباش سعيد غباش وهدى الخميس كانو يرافقهم الفنان رشيد القريشي بقص شريط الافتتاح، ويعد هذا المعرض الذي يستمر طيلة أيام المهرجان فرصة للإطلاع على إبداعات فنية رائعة تلقي الضوء على أعمال الفنان المستوحاة من التراث الصوفي الذي عرف به جلال الدين الرومي في القرن الثالث عشر، وقد قام الفنان باصطحاب الحضور في جولة حول المعرض.
• روائع موزارت
تأتي مشاركة أوركسترا والوني الملكية لموسيقى الحجرة برعاية من كلية الملكة إليزابيث للموسيقى، لتعكس عمق العلاقة الطيبة التي تربط مهرجان أبوظبي والمملكة البلجيكية ضيف شرف المهرجان، وقد استمتع الحضور بالعزف الفريد والمميز لآلتي بيانو من طراز ستينواي، وهو الأمر الذي يندر أن نراه في عالم الموسيقى الكلاسيكية، وقد افتتحت الأمسية المكونة من أربعة أجزاء بكونشيرتو موزارت C (K.190)، تبعها عزف مقطوعة E فلات ميجور (K. 365) والتي عقب عليها أحد الحاضرين بقوله: "من الصعب أن تتوقف عن الابتسام طيلة سماعك لتلك المقطوعة".
ومنحت مقطوعة C (K.190) وسيمفونية الكونسيرتو E فلات (K.364) فرصة للعزف المنفرد، حيث أظهر العازفون المنفردون إبداعاتهم بحرية تامة، وقد اختتمت أمسية موزارت السيمفونية بعزف المقطوعة رقم 29 A ماجور (K.201)والتي تظهر كسر موزارت لقواعد العزف في سالزبورغ واعتناقه لأسلوب فينيسيا، وقد كان ذلك مسك ختام الأمسية.
• التزام متواصل
ويقام مهرجان أبوظبي تحت رعاية الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، وقالت هدى الخميس كانو، مدير ومُؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون: "إن الدورة الثامنة من مهرجان أبوظبي تؤكد التزامنا المتواصل بتقديم فعاليات وبرامج فنية وثقافية غنية ومتنوعة لمختلف شرائح المجتمع، تسهم في تحقيق حوار متبادل ومنسجم، وبناء جسور معرفية جديدة تختصر المسافات، لتشجيع التسامح والحوار الثقافي وفتح مجالات أوسع للإبداع، وتعزيز مكانة العاصمة أبوظبي كوجهة رائدة ومميزة للثقافة والفن والإبداع على المستوى العالمي، ويعكس مهرجان 2011 دور الموسيقى والفنون التشكيلية وفنون الأداء في ترسيخ قيم الوئام والسلام الإنساني، ويبين قدرة الفنون على فتح آفاق ومجالات أوسع للتفاهم والتواصل الثقافي العالمي المتمثل في حفل روائع موزارت لأوركسترا والوني الملكية لموسيقى الحجرة والذي جمع الليلة بين اسمين من كبار موسيقيي العالم، أوغسطين دوماي وعبد الرحمن الباشا، برفقة الموسيقيين الفائزين بجوائز كلية الملكة إليزابيث للموسيقى".
![]() |
![]() |
|
![]() |
||
![]() |
![]() |
وأعربت كانو عن سعادتها باجتماع الحشد المميز من ضيوف مهرجان أبوظبي 2011 للاحتفال بافتتاح فعاليات مهرجان أبوظبي في دورته الثامنة، وقالت "في كل عام نسعى جاهدين إلى استضافة أرقى الفنانين العالميين والاستمتاع معهم بفنونهم الراقية، فلأمسيتنا الليلة مدلولات عميقة المعاني بالنسبة لمهرجان أبوظبي هذا العام عبر الترحيب بكلية الملكة إليزابيث للموسيقى من بلجيكا ممثلة في أوركسترا والوني الملكية لموسيقى الحجرة، فقد عملنا معاً على تطوير شراكتنا المتميزة والتبادل الثقافي مع مملكة بلجيكا مما دفع بهذه العلاقة إلى آفاق أرحب باتجاه جعل أبوظبي العاصمة الرائدة للثقافة".
كما أعلنت كانو عن أسماء الفائزين بجائزة مهرجان أبوظبي والتي تقدم سنوياً برعاية وتصميم شوبارد، لطلاب الجامعات الإماراتيين الذين برزوا في مجالات الإبداع والأدب والفنون، حيث دعت إلى المنصة كلاًّ من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان ومعالي خلدون المبارك لتسليم الجائزة للطالبات الفائزات بالجائزة عن إبداعهن في تصميم مسرح وأزياء "أوبرا الأطفال"، والذي يعتبر العمل المسرحي الأول من نوعه في الإمارات.
يستمر مهرجان أبوظبي بالاحتفال بالفنون حتى الرابع من أبريل/نيسان 2011، حيث يقدم عرض "PUSH" الذي أبهر العالم مع الفنانة الأيقونة سيلفي غيليم بمشاركة مصمم الباليه العالمي راسيل ماليفان، هذا العرض الذي أنتجته سادلر ويلز في لندن، وذلك الأربعاء 23 مارس/آذار الجاري في قصر الإمارات، ويدمج العرض المبدع بين أداء الباليه الكلاسيكي والمعاصر في أحد العروض التي تصنف ضمن أروع الأعمال الفنية في العالم.
وضمن عروض الأداء المبدعة، تقدم أمسية الباليه لعشاق الفن الراقي في الأول من شهر أبريل/نيسان، الثنائي المبدع الرئيسيين من مسرح الباليه الأميركي ماكس وإيرينا برفقة نجوم الباليه من مسرح البولشوي ومسرح مارينسكي، وذلك في عرض يضم أفضل فناني الباليه في العالم، بمشاركة الأوركسترا الوطنية الروسية بقيادة المايسترو العالمي فاليري أوفسيانيكوف، ويشمل العرض الساحر تقديم مشاهد من أعمال عالمية مثل بحيرة البجع، الأميرة النائمة وروميو وجولييت.
![]() |
![]() |
|
![]() |
||
![]() |
![]() |
وسيكون جمهور المهرجان على موعد لا ينسى يوم الثاني من أبريل/نيسان مع حفل "برونفمان وبرامز"، الذي تحييه الأوركسترا الوطنية الروسية المصنفة ضمن أفضل 20 فرقة أوركسترا عالمية، بقيادة نيكولا لويزوتي الفائز بالجائزة الأولى لمهرجان بوتشيني، مدير أوبرا سان فرانسيسكو، وقائد أوركسترا طوكيو السيمفونية، وبمشاركة عازف البيانو الفائز بجائزة غرامي يفيم برونفمان، ويقدم الحفل مقطوعات موسيقية متنوّعة تشمل أعمالاً فنية لرواد عالميين مثل برامز، بيتهوفن وفيردي.
وتشهد فعاليات البرنامج الرئيسي للمهرجان هذا العام، حفل أسطورة الجاز الأميركي آل جارو الذي يترقبه عشّاق موسيقى الجاز، يوم الثالث من أبريل/نيسان القادم، وسيمتع آل جارو الحاصل على جائزة غرامي الموسيقية سبع مرات، الجمهور بعزف أشهر مقطوعاته الموسيقية وغناء أروع أعماله الفنية التي جعلته أحد أعظم عازفي الجاز عبر التاريخ.
ويختتم المهرجان برنامجه الرئيسي يوم الرابع من أبريل/نيسان مع أمسية الأوبرا الساحرة "ديمتري وأصدقاءه"، التي ستجمع الباريتون العالمي المبدع ديمتري هوفرو ستوفسكي الفائز بجائزة "مغني العالم" من مسابقة كارديف، برفقة السوبرانو الشابة الواعدة إكاتيرينا سويرينا، ترافقهم معزوفات فرقة الأوركسترا الروسية الوطنية بقيادة المايسترو المتألق نيكولا لويزوتي.
ومن إبداعات الموسيقى الكلاسيكية وروائع الأوبرا والجاز والباليه، إلى سحر الموسيقى العربية الشرقية، تستضيف الدورة الجديدة من مهرجان أبوظبي في الفترة من 22 إلى 29 مارس/آذار الجاري، قاعة المصممة المعمارية المبدعة زها حديد تحت شعار "إبداع الشرق: إرثٌ موسيقيٌّ، مِعمارٌ إنساني"، والتي تمثل قاعة عروض فنية وثقافية متنقلة، ذات تصميم هندسي جذّاب، تمنح الجمهور فرصة تجربة حضور فعاليات فنيّة راقية في أجواء فريدة، وتوظّف بتناغم بديع التقنيات الضوئية وأنظمة الصوت المبتكرة لضمان تواجد الحضور في بيئة مثالية للاستمتاع بمجموعة من العروض الفنية المتميّزة.
![]() |
![]() |
|
![]() |
||
![]() |
![]() |
وتم تصميم القاعة بتكليف من مهرجان أبوظبي ومهرجان مانشستر الدولي ومهرجان هولندا، وتأتي استضافة المهرجان لقاعة زها حديد، ضمن حرصه على الاحتفاء بالفنون العربية الأصيلة وإبراز جمالياتها، والحفاظ على موروث الموسيقى العربية ومنجزها الإبداعي، ويشارك في فعاليات القاعة التي تتسع لحوالي 200 مقعد، مجموعة من أبرز المبدعين العرب أمثال الفنان التشكيلي العالمي رشيد القريشي، والفنانة الأردنية المتألقة مكادي نحاس، والنجمة اللبنانية المتميزة سمية بعلبكي، والمؤلف الموسيقي المبدع وسليل عائلة الرحباني الموسيقية اللبنانية العريقة أسامة الرحباني، ومغنية الأوبرا الإماراتية الموهوبة سارة القيواني بالتعاون مع معهد ويل للموسيقى التابع للصرح الموسيقي الأهم في نيويورك "كارنيغي هول" ومدرسة جوليارد ومنطقة نيويورك التعليمية، بالإضافة إلى عازف التشيللو العالمي جان غيين كيراس.
وتقوم مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، الجهة المنظمة للمهرجان، وكعادتها سنوياً ضمن التزامها الراسخ تجاه المجتمع وعملها في التنمية المجتمعية ودعم مؤسسات العمل الخيري، بالتبرع بعائدات مبيعات تذاكر مختلف فعاليات المهرجان هذا العام، إلى مراكز "إيواء" النساء والأطفال ضحايا الاتجار بالبشر، ومشروع الغدير.