روسيا ترفض إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية

دعت الخارجية الروسية مجدداً أمس إلى بذل الجهود للمساهمة بالتوصل إلى حل للأزمة في سورية على أساس بيان جنيف والمبادئ المتفق عليها دولياً.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية نشر على موقع الوزارة أن موسكو تدعو كل الدول المعنية إلى بذل الجهود من أجل المساهمة في حل الأزمة في سورية على أساس المبادئ المتفق عليها دولياً والواردة في قراري مجلس الأمن الدولي 2042 و2043 وبيان جنيف الصادر عن اجتماع مجموعة العمل حول سورية المنعقد في 30 حزيران الماضي.
وقالت الخارجية الروسية في تعليقها على المقترح السويسري بإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية "نعتبر هذه المبادرة غير مناسبة من ناحية التوقيت وغير بناءة بالنسبة للمهمة الأكثر إلحاحاً في الوقت الحالي ألا وهي الوقف الفوري لإراقة الدماء".
ولفتت الخارجية الروسية إلى أن المزايدات فيما يخص الملاحقة الجنائية الدولية والبحث عن المذنبين ستزيد من صعوبة البحث عن سبل الحل السياسي الدبلوماسي للأزمة في سورية.
بريماكوف: الممارسات التي بدا أنها موجهة نحو الديمقراطية في سورية أنجبت معارضة على صورة مجموعات مرتبطة بالمتطرفين دوليا
بدوره أكد يفغيني بريماكوف وزير الخارجية الروسي الأسبق أن الممارسات التي بدت كأنها موجهة نحو الديمقراطية في سورية أنجبت معارضة في صورة المجموعات المرتبطة بالإسلاميين المتطرفين دوليا.
واعتبر بريماكوف عضو أكاديمية العلوم الروسية رئيس منتدى ميركوري كلوب أن المأساة في سورية تعتبر إحدى صور تجليات آخر صراع بين التيارات المعتدلة والمتطرفة.
ورأى بريماكوف خلال اجتماع للمنتدى أن الخلل الحاصل في توازن الوضع في الشرق الأوسط بدأ منذ الغزو الأمريكي للعراق حيث تأجج الصراع الدموي وأن ما يجري في سورية اليوم يعتبر أحد آخر نتائج ذلك الشرخ.
وقال بريماكوف إنه من الخطأ النظر إلى القوى الإسلامية في الشرق الأوسط على أنها كتلة متجانسة واحدة إذ إن بين هذه القوى جماعات معتدلة ولكن يوجد بينها أيضا الأصوليون والمتطرفون الذين يسعون إلى فرض الأفكار والمبادئ البعيدة عن الإسلام على جميع أفراد المجتمع.
وحذر بريماكوف من أن مستقبل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا يرتبط اليوم بسياسة الدول العظمى في العالم فحسب بل وكذلك بتناسب القوى بين المعتدلين والمتطرفين.