روسيا تشد “البساط” من جنيف إلى أستانا وحميميم

شام إف إم - خاص
مع تعدد الجولات والمفاوضات حول الشأن السوري بدءاً من جنيف مروراً بأستانا وصولا إلى حميميم، ترتفع وتيرة المطالبات السياسية في ظل بسط تموضع القوى بشكل واضح على الجغرافية السورية، بالتوازي مع تقلص حجم تنظيم “داعش” في كل من سوريا والعراق.
ومع انطلاق الجولة السابعة من محادثات أستانا بحضور ممثلي الدول الضامنة “روسيا وتركيا وإيران” وممثل عن الولايات المتحدة والمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، يستمر التحضير من قبل موسكو لعقد مؤتمر حميميم “مؤتمر شعوب سوريا”.
وبينت مصادر خاصة لـ”شام إف إم” أن العمل الروسي لعقد مؤتمرات حول سوريا سواءً في أستانا أو حميميم داخل سوريا، هو لجذب المفاوضات لصالحه بعيدا عن اللاعبين الدوليين في مفاوضات جنيف التي يحاول المبعوث الخاص إلى سوريا، ستيفان دي مستورا إعادة الورق لصاحبيه، بعد ترتيب الورق في كل المحادثات التي تراعها روسيا.
وعقد الوفد السوري برئاسة بشار الجعفري، في مستهل مشاركته لقاءً تشاورياً ثنائياً مع الوفد الإيراني برئاسة مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية، حسين جابري انصاري، على أن يجري في وقت لاحق لقاءً مماثلاً مع الوفد الروسي برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية الكسندر لافرنتييف.
ومن المقرر أن يستمر اجتماع استانا ٧ حول سوريا لمدة يومين حيث ستعقد اليوم لقاءات ثنائية وثلاثية بين الوفود المشاركة فيما ستعقد الجلسة العامة للاجتماع بعد ظهر غد، علما أن نتائج محادثات “أستانا ٦”، قد تضمنت ضم منطقة جديدة لمناطق خفض التصعيد في سوريا, حيث تم تثبيت نقاط لقوات مراقبة دولية مشاركة, و في حال ثبات الهدنة في هذه المناطق من الممكن استبدال قوات الدول الضامنة بالجيش السوري وفصائل المعارضة.
هذا وضمت مناطق خفض التصعيد في البداية شمال مدينة حمص و الغوطة الشرقية و محافظة درعا و آخرها كان في محافظة ادلب، وكان بيان المحادثات السادسة قد أكد على إيجاد حل سياسي بعيد عن العسكري يلتزم بوحدة وسيادة الأراضي السورية، بالتوازي مع محاربة الإرهاب.
وفي السياق تستعد موسكو وبالتشاور مع دمشق، إقامة حوار وطني شامل في اللاذقية كخطوة أولى، وسط معلومات تفيد بانتقال الحوار لاحقا إلى دمشق.
من جهته اعتبر الناطق الرسمي باسم "هيئة التنسيق المعارضة”، منذر خدام، أن "روسيا بدأت تهتم أكثر بحوارات الداخل”، في إشارة إلى قبول ما يعرف بهيئة التنسيق المشاركة في مؤتمر حميميم، و من المحتمل مشاركة ممثلين عن منصات موسكو والقاهرة، بينما لقي المؤتمر اعتراضاً من قبل “الائتلاف المعارض”، رغم عدم تلقّي الأخير أيّ دعوة رسمية للحضور في ظل أنباء عن دعم الجانب التركي لهذه المشاركة.
أما الجانب الكردي المغيب عن مفاوضات أستانا، فقد أبدت “قوات سوريا الديمقراطية”على لسان متحدثها، طلال سلو، رفضها الدعوة الروسية لحضور الموتمر، فيما بينت “حركة التجمع الديمقراطي” أنه لا مانع لديها من المشاركة بما من شأنه وقف نزيف الدم وإخراج سوريا من النفق المظلم .
ومن المتوقع أن يتضمن جدول أعمال المؤتمر النقاط التالية «الأوضاع العامة في سوريا، وخطوات “تخفيف التصعيد”، ومناقشة الدستور السوري، وتشكيل لجان للتفاوض على مشاريع ومقترحات مستقبلية للحل، وآلية عقد مؤتمر شامل للحل السوري.
يذكر أن موتمر “شعوب سوريا” سيحضره 1500 شخص من كل مكونات الشعب السوري وكافة المحافظات لمناقشة جدول الأعمال وسيكون بضمانة روسية في قاعدة حميميم في اللاذقية، منتصف تشرين الثاني المقبل.