روسيا ولوكسمبورغ: تسليح "المعارضة السورية" يعرقل جهود الحل

أعربت وزارة الخارجية الروسية عن "قلقها الشديد" بشأن تسليح "المعارضة" في سورية وقالت "إن المزيد من تسليح المعارضة سيدفع نحو الخيار العسكري المدمر للبلاد".
وحذرت الخارجية الروسية في بيان لها اليوم من مخاطر الأنباء حول "زيادة قطر والسعودية إمدادات الأسلحة إلى "المعارضة" وتولي خبراء أمريكيين وفرنسيين تدريب مسلحين سوريين في قواعد داخل تركيا والأردن".
وأضافت الخارجية الروسية تعليقا على نتائج اجتماع ما يسمى "أصدقاء سورية" في الدوحة: "من الواضح أن المزيد من الأسلحة التي قد يحصل عليها إرهابيون في النهاية بإمكانه أن يشجع المعارضة نحو الخيار العسكري المدمر للبلاد".
وأكدت الخارجية في بيانها أن نية دعم "المعارضة" عسكريا دون قيود "تخالف بالكامل مهمة تحقيق حل سياسي بأسرع ما يمكن في سورية".
ولفت البيان إلى أن الحكومة السورية وافقت على المشاركة في المؤتمر الدولي حول سورية لكن "ائتلاف المعارضة" وغيره من الجماعات المعارضة لم توافق على المشاركة في هذا المؤتمر دون شروط مسبقة.
ودعت الخارجية الروسية "كل الأطراف المعنية بحل الأزمة في سورية إلى التركيز على وقف العنف فورا والتوصل إلى تسوية سياسية على أساس بيان جنيف".
موسكو تشكك بادعاءات "المعارضة السورية" حماية السكان بالنظر للأعمال الإرهابية على الأرض
في سياق آخر شككت وزارة الخارجية الروسية اليوم في ادعاء "المعارضة السورية" حماية السكان في المناطق التي توجد فيها بالنظر إلى الأعمال الإرهابية التي تؤدي الى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف على موقعه في تويتر"يدعي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الدوحة أن المعارضة مستعدة لحماية سكان سورية بالكامل بغض النظر عن الانتماء الطائفي والأثني".
وتابع غاتيلوف كيف ننظر إلى الأعمال الإرهابية في سورية التي تؤدي إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين.. هل هذه هي الحماية برأي المعارضة.
وحذرت روسيا أكثر من مرة من مخاطر تسليح "المعارضة" على جهود الحل السلمي في سورية ودعت الدول الغربية لإعادة النظر في خطط التسليح لأن السلاح سيصل في النهاية الى مجموعاتإرهابية تشكل "جبهة النصرة" مثلا لها .
الاتحاد الأوروبي يقترح خطوات لدعم التسوية السياسية للأزمة في سورية.. راسموسن: الطريق الصحيح هو الحل السياسي
من جانبه أكد الاتحاد الأوروبي ضرورة تأييد التسوية السياسية للأزمة في سورية في إطار المؤتمر الدولي حول سورية في جنيف معلنا أنه سيخفف من العقوبات المفروضة عليها.
وجاء في بيان مشترك صدر اليوم عن رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو والمفوضة العليا للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون أن "الاتحاد الأوروبي يقترح عددا من الخطوات الهادفة إلى دعم العملية السياسية في سورية والتي من شأنها أن تؤدي إلى تسوية الأزمة ومنع زعزعة الاستقرار في المنطقة والتركيز على الوضع الانساني ومساعدة السكان".
وأشار البيان إلى "دعم الأمم المتحدة في التحقيق بانتهاكات حقوق الإنسان والقانون الانساني الدولي ومعالجة قضية مشاركة المقاتلين من دول الاتحاد الأوروبي إلى جانب المجموعات المسلحة في سورية والتحضير لإعمار سورية في مرحلة ما بعد انتهاء الأزمة".
وصدر هذا البيان في وقت اجتمع فيه وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في لوكسمبورغ لمناقشة الوضع في سورية وخطوات الاتحاد بهذا الخصوص إلى جانب مسائل أخرى.
من جهته جدد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" أندرس فوغ راسموسن تأكيده على أن الطريق الصحيح الواجب اتباعه لحل الأزمة في سورية هو الحل السياسي.
وأشار راسموسن في تصريحات على هامش مشاركته في جانب من مناقشات وزراء خارجية الدول الأعضاء في التكتل الموحد المجتمعين اليوم في لوكسمبورغ الى انه يجب اتخاذ كل الإجراءات لإنجاح المؤتمر الدولي حول سورية والتوجه نحو حل سلمي للأزمة مؤكدا أنه لا بد للعنف أن يتوقف.
وزير خارجية لوكسمبورغ: تسليح "المعارضة السورية" لايساعد في إيجاد حل سياسي للأزمة
إلى ذلك قال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن إن تزويد "المعارضة المسلحة" في سورية بالأسلحة لا يساعد على إيجاد حل سريع لإنهاء الأزمة في البلاد.
ونقلت وكالة ايتارتاس الروسية للأنباء عن اسيلبورن قوله اليوم في اجتماع لمجلس الاتحاد الأوروبي على مستوى وزراء الخارجية "ينبغي على دول الاتحاد الأوروبي التفكير بشكل أكبر بالتحضير لعقد المؤتمر الدولي حول سورية وأقل بمسألة إرسال الأسلحة للمجموعات المسلحة".
وأضاف أنه لا يمكن ضمان إقامة السلام من دون إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية ولهذا فإنه من الضروري بذل أقصى الجهود بشكل مشترك مع الشركاء الروس والأمريكيين من أجل عقد مؤتمر جنيف.
إلى ذلك أعرب اسيلبورن في تصريحات نقلتها وكالة اكي الإيطالية للأنباء على هامش المؤتمر عن قناعته بإمكانية إيجاد طريقة لإشراك إيران في مؤتمر جنيف مضيفا أن لدى إيران تاريخها وأبعادها الإقليمية ومن هنا يجب أن تقدم شيئاً للسلام في سورية.
وحذر وزير خارجية لوكسمبورغ من وجود خطر حقيقي بشان إمكانية اتساع رقعة "الصراع" ما سيؤثر سلباً على الاستقرار في المنطقة بكاملها معرباً عن أمله بأن يتمكن المشاركون في اجتماع جنيف التمهيدي الذي سيعقد غدا بحضور مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي من إحراز تقدم للتوصل إلى جمع الأطراف السورية على طاولة الحوار.
يذكر أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عبروا في تصريحات مختلفة عن قناعتهم بأن الحل في سورية لا يمكن أن يمر سوى عبر عملية سلمية محاولين التخفيف من خلافاتهم وتباعد مواقفهم بشأن تسليح المجموعات المسلحة في سورية وذلك بعد أن فشلت فرنسا وبريطانيا في تحقيق خططهما بتحقيق إجماع في الاتحاد لرفع الحظر عن توريد الأسلحة حيث عبرت العديد من دول الاتحاد عن رفضها للمشاركة في التسليح.