روما تلوح بإنهاء مشاركتها في الحرب... والقذافي يتوعد بهزيمة الناتو ...

بينما حذر الزعيم الليبي معمر القذافي حلف شمال الأطلسي من الهزيمة الحتمية وعدم تمكنه من تغيير «أي شيء» في ليبيا، واصلت طائرات حلف شمال الأطلسي (ناتو) قصفها للمواقع العسكرية والمدنية في طرابلس، في الوقت الذي استمرت فيه المعارك في الغرب ومصراتة.
في الغضون لوحت روما بـإنهاء مشاركتها الفعلية في الحرب على ليبيا في خطوة للضغط على شركائها في التحالف الدولي ضد القذافي.
وتوعد القذافي أول من أمس في رسالة بثها التلفزيون الليبي الناتو بالهزيمة، وقال: «هذه أول مرة يواجهون الشعب المسلح. يواجهون مليوناً ومليوناً. أول مرة يتورطون في هذه الورطة... سيهزمون، سيهزم الحلف حتماً»،
وأضاف: «مصممون ألا نغير أي شيء في بلدنا إلا بإرادتنا وبعيداً عن طائرات الحلف» الذي يتولى منذ 31 آذار قيادة العمليات العسكرية في ليبيا بتفويض من الأمم المتحدة بذريعة حماية المدنيين. ودعا الزعيم الليبي أبناء بلاده إلى «تحرير» ليبيا، وقال: «استعدوا رجالاً ونساء لتحرير ليبيا شبراً شبراً».
في الأثناء، شنت طائرات الناتو أمس غارات على منطقة الكرامة في العاصمة الليبية، ونقل التلفزيون الرسمي عن متحدث عسكري قوله: إن طائرات الناتو استهدفت المواقع العسكرية والمدنية، مشيراً إلى أن سيارات الإسعاف والإطفاء هرعت إلى المنطقة المستهدفة لنقل المصابين وإخماد الحرائق التي اندلعت في العديد من المنازل.
وكانت طائرات الناتو قصفت ليلة السبت حي الفرناج (الضاحية الشرقية لطرابلس) والتي تعتبر من أكبر المناطق كثافة سكانية في العاصمة الليبية، ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا.
ومن جهة أخرى أعلن متحدث عسكري ليبي أن طائرات الحلف قصفت مساء أول من أمس مواقع مدنية وعسكرية في منطقة الرواغة بمدينة الجفرة 600 كم جنوب طرابلس.
وفي مدينة نالوت شمال غرب ليبيا أسفرت اشتباكات وقعت لليوم الثاني على التوالي بين القوات الحكومية وقوات المعارضة المسلحة، عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة 13 آخرين، إضافة إلى تدمير المعارضة ست مدرعات لقوات القذافي وقتلهم أكثر من 45 من جنوده، بحسب ما نقلت رويترز عن مقاتل من المعارضة.
وكان الطرفان تبادلا القصف المدفعي الثقيل قرب مدينة زليتن بغرب البلاد أول من أمس الجمعة بينما حاولت المعارضة المسلحة الإطباق على المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية شرقي طرابلس.
وأكدت المعارضة أنها لن تهاجم زليتن بسبب الحساسيات القبلية لكنها تجند مقاتلين من البلدة وتنتظر أن ينتفض سكانها ضد القذافي، على حين اعتبر المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي مايك براكين في إفادة صحفية أن هناك في غرب مصراتة «بعض العلامات الايجابية على أن المدنيين يتوحدون ضد نظام القذافي.
وتبعد زليتن 160 كيلومتراً فقط عن طرابلس وهي البلدة الرئيسية التالية باتجاه العاصمة على الطريق الساحلي على البحر المتوسط بعد مصراتة. ومن شأن سيطرة المعارضة عليها أن تمثل انتصاراً كبيراً.
وفي مصراتة قال متحدث باسم المعارضة أول أمس: إن عشرة مدنيين قتلوا وأصيب 40 آخرون عندما قصفت القوات الموالية للقذافي المدينة.
في الأثناء، حشد الجيش الليبي وحداته في منطقة الغريان التي تبعد نحو 120 كيلومتراً جنوب غربي طرابلس، بالقرب من بلدة الزنتان الواقعة في الجبل الغربي، بحسب المتحدث باسم المعارضة جمعة ابراهيم.
في الغضون لوح وزير الدفاع الايطالي اينيازيو لاروسا بإنهاء مشاركة قوات بلاده في الحملة على ليبيا، معتبراً أن روما يمكن أن تبدأ «التفكير بموعد» لإنهاء مشاركتها الفعلية بالمهمة.
وقال لاروسا في مقابلة مع صحيفة «كورييري ديلا سيرا» في عددها الصادر أمس: إن «التفكير من قبل الحكومة والبرلمان بموعد نهائي لمشاركتنا الفعلية، يمكن أن يحث حلفاءنا البريطانيين والفرنسيين والأميركيين على إيجاد مخرج للأزمة».
وقال وزير الدفاع: إن خطوة كهذه «لن تتم قبل تسعين يوماً وعدنا بأن نقدم خلالها دعمنا اللوجستي والعسكري للعمليات في ليبيا»، مضيفاً: إن ايطاليا وإن توقفت عن المشاركة فعلياً في العمليات في ليبيا «ستستمر في وضع قواعدها بتصرف» حلف شمال الأطلسي.
وأكد متوجهاً خصوصاً إلى رابطة الشمال أن وصول لاجئين جدد إلى إيطاليا «لم ينجم» عن المشاركة الايطالية في الغارات بل كان سيحدث في كل الأحوال
يأتي ذلك على خلفية ما يشهده تحالف يمين الوسط الذي يقوده رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني من توتر كبير، حيث تطالب رابطة الشمال الحزب الشعبوي المناهض للمهاجرين والحليف الرئيسي لرئيس الحكومة بوقف المشاركة الايطالية في الغارات الجوية التي يشنها الحلف، معتبرةً أن إيطاليا لا تكسب الكثير من هذه العملية وهي الدولة الأولى التي تواجه تدفق اللاجئين والمهاجرين من شمال إفريقية.
وكالات