زواج أصحاب المهنة الواحدة.. تنافس أم تكامل.. أم تنافر..؟!!

زواج أصحاب المهنة الواحدة.. سلبي أم إيجابي..؟ سؤال طرحناه على عدد كبير من الرجال والسيدات، والشباب والبنات، فحملت الإجابات العديد من التناقضات والأفكار المتعارضة التي تصدر أحيانا من الشخص ذاته، وكل يدعم موقفه بالأمثلة العملية التي تؤيده، ومنهم من اعتمد "التنظير" في الكلام بالقول أنه لا يجد فيه أي مشكلة، لكن من كانوا بجانبه أكدوا بأن هذا الأمر يبقى في إطار صف الكلمات التي تتبعثر أحرفها عند الدخول في الحياة العملية، أو ممارسة التجربة على ارض الواقع.
الآراء تضمنت نظرة سلبية سوداوية من قبل النساء بشكل عام، واعتبرن أن نظرتهن واقعية، ونبعت من تجارب عملية، أما الرجال فقد كان الإيجابية، وعدم وجود أي مشكلة لهذا النوع من الزواج الرأي المشترك لأغلبهم، لكن من جرب منهم كان له رأي معاكس.
تأييد ضمن شروط..
المؤيدون لهذا الزواج ربطوا نجاحه بشروط عدة أهمها أن لايكون الزوج والزوجة في مكان العمل ذاته، حتى وأن كان لكل منهم شهادته ودرجته العلمية ومكانته الوظيفية المختلفة، وهذه النقطة لاقت إجماع الجميع تقريباً.
في هذا الإطار ذكرت آراء أنه لاتوجد أية مشكلة من وجودهما في ذات مكان العمل، لكن يجب أن لاتكون هي أعلى منه مكانة، أو المسؤولة عنه سواء كانت مشرفة أو رئيسة قسم أو مديرة.
بعض المؤيدين أشاروا إلى أن تأييدهم يرتبط بمسألة أخرى تتعلق بطبيعة المهنة ذاتها، فهم يرفضون مثلا زواج أصحاب المهنة ذات الدوام الطويل في العمل مثل الطبيب والطبيبة، ومايترتب على ذلك من ترك المنزل أغلب ساعات اليوم، أو المحامي والمحامية وفي اتجاه مغاير هناك بعض المهن التي تحبذ أن يكون الزوج من ممارسيها مثل الصحفية والصحفي الذي يتفهم طبيعة عمل زوجته سواء من حيث ساعات العمل، أو توقيته، أو تشعب العلاقات التي تعد من بديهيات العمل الصحفي.
إضافة إلى ذلك برر الرافض عدم تأييده بسبب آخر يتعلق بالملل الذي يشعر به كلا الطرفين لاشتراكهما بذات الأفكار، وتعرضهم لنفس المشكلات المهنية، لذلك ينتظر كلا منهما الفرصة من أجل ابتعاده عن الآخر، وعدم مقابلته على مدار الـ 24 ساعة، ومن ناحية أخرى إذا كانا يعملان في ذات المكان فإن المشكلة تكبر بشكل أكبر لأن أي خلاف بينهما داخل البيت سينعكس على أدائهما وعلاقاتهما الوظيفية، والعكس صحيح، أي أن أي خلاف وتنافر داخل العمل يمكن أن ينعكس على المنزل، وقد يحصل ذلك بشكل غير مباشر.
رافضون ومبررات من الواقع..!!
الرافضون طرحوا العديد من المبررات التي تخرج من صلب الواقع والحياة العملية كما يشير أغلبهم، ويؤكدوا بأن القناعات التي يمكن أن تتكون لدى الرجل المؤيد لهذا النوع من الزواج شيء، والحياة الواقعية شيء مختلف تماما، أي أن الواقع العملي هو من سيفرض نفسه سواء رغب الشخص بذلك أم لا، وبالتالي ليس من السهولة الخلاص منه.
المثال الذي يعبر عن هذا الرأي يقول بأنه من تكون لديه القناعة بأنه لامشكلة لديه بعمل زوجته الشبيه لعمله ستتأثر عندما تتفوق عليه، وتتقدم خطوات كبيرة إلى الأمام، وعند ذلك ستلعب النظرة المجتمعية دورها الكبير من أجل التأثير على هذا الزوج، ويكون ذلك من خلال المحيط به من خلال الكلام، أو من النظرات التي لايستطيع الزوج التهرب منها في جميع الأوقات، ويزيد طين هذا الواقع بلة إذا كان نجاح الزوجة المهني في ذات المكان، كأن تتسلم أحد الأقسام أو الإدارات، بينما يبقى هو ضمن نطاق الموظف العادي، وهذا الأمر له انعكاسات سلبية أكبر داخل المنزل، حيث تحاول المرأة ممارسة دور المديرة داخله أيضا، وقد يكون ذلك من غير قصد، أو دون إحساس بفداحته، ومدى جرحه لكبرياء الرجل الشرقي، حسب وصف من قال هذا الرأي ويعمل على إقناع الآخرين به.
حقائق لابد منها..
زواج المهنة الواحدة حقيقة موجودة على أرض الواقع، وضمن شريحة كبيرة في محافظة دير الزور، خاصة في القطاع التعليمي، وبمعنى آخر هو واقع موجود يجب على من خاضه التفكير في الأسباب التي تعرقل وتعكر صفو العلاقات الزوجية، وعدم جعل المهنة سببا من أسباب عكارة هذه العلاقة، وهذا يتطلب بالضرورة التفكير الجدي في إزالة جميع المعوقات، ولاسيما أن الكثير منها وهمي، ولا يستطيع العقل تفهمه واستيعابه، لكن مع ذلك هنالك الكثير من الآراء التي رأت بأنه يجب على المقبلين على الزواج التفكير طويلا قبل خوض تجربة الزواج من قرين المهنة، ومن يرغب بذلك عليه امتلاك القدرة على تجاوز سلبياتها، وبالتالي الوقوف أمام كل الحواجز الوظيفية والنفسية والمجتمعية.
شام نيوز- جريدة الفرات