زيارة السيدة الأولى لمبادرة "الأم بتلم"

تكريماً لأمهات الشهداء وتعزيزاً وإجلالاً لمبدأ الشهادة والتضحية من أجل الوطن أطلقت مجموعتا "لمسة دفا ولبلدي" اليوم فعالية "أجمل ما في الوفاء الأمل.. الأم بتلم" في دار الأوبرا بدمشق.

وبدأت الفعالية التي تعد نقطة انطلاق لمبادرة صندوق ام الشهيد بافتتاح بازار خيري للأعمال اليدوية ومعرض فني لأبناء وبنات الشهداء ثم تم تكريم 10 أمهات شهداء وتسليمهن شهادة ميلاد بأسماء 10 شباب متطوعين مع صورهم ومعلومات كاملة عنهم ورقم هاتف تستطيع الاتصال به في حال حاجتها لأي شيء ثم تم إطلاق مسابقات وفعاليات خاصة لأطفال الشهداء.

وتهدف المبادرة على المدى القريب إلى تفعيل دور المجتمع الأهلي والفعاليات الشبابية التطوعية في رعاية ذوي الشهداء وتعزيز وإجلال مبدأ الشهادة والتضحية من أجل الوطن لدى المجتمع الأهلي والفعاليات الشبابية إضافة إلى توحيد عمليات الفعاليات في المجتمع الأهلي التي تعنى بذوي الشهداء من أجل ترسيخ مبدأ العمل الجماعي وعلى المدى البعيد تخطط المبادرة للعمل على لئم الجراح والتخفيف من الآثار الاجتماعية السلبية للأزمة والمساهمة في عملية المصالحة الوطنية والعمل على إنشاء بنك للمعلومات الدقيقة عن ذوي الشهداء المدنيين والعسكريين وتطوير وتحديث هذه المعلومات بشكل دائم.

ريم أسعد من مجموعة لمسة دفا قالت "إن الفعالية هي مجرد بداية ستستمر للوصول إلى كل أم شهيد وأسرة شهيد معتبرة أن البداية كانت مشجعة للغاية واقبال الناس على البازار والمعرض لافت ويؤكد رغبة السوريين بالمساعدة وتقديم الدعم لكل محتاج".

ورأت أن ما تميزت به الفعالية هو مشاركة المجتمع بكل أطيافه من أطفال ونساء وشباب متطوعين وأبناء شهداء وفنانين والتركيز على الدعم المعنوي قبل المادي مؤكدة أن "الأم التي فقدت ابنها لا يمكن تعويضها بمقابل مادي وان ما تحتاجه هو شعورها بأن هناك أشخاصا إلى جانبها مستعدين لمساعدتها بأي وقت كأبنائها تماما".

بدوره أكد مؤسس مجموعة لبلدي لؤي مردم بيك أنه تم تطبيق جميع ما تم التحضير والتخطيط له من أجل إنجاح هذه المبادرة الوطنية مشيرا إلى أن الحضور والتجاوب مع إطلاق صندوق أم الشهيد كان كبيرا ولافتا وهو ما يؤشر إلى امكانية زيادة الشريحة المستهدفة من عوائل الشهداء.

وأوضح مردم بيك أن المبادرة ستتابع عملها في المرحلة الثانية لضم خمسين عائلة شهيد جديدة قبل أن يتم تعميم التجربة إلى باقي المحافظات عندما تسمح الظروف بذلك لافتا إلى ان عدد المتطوعين كبير ويزداد يوما بعد آخر.

وعن البازار الخيري أوضحت المسؤولة عنه ماسة الدقر أن البازار يضم 15 مشاركة من جهات مختلفة تعرض أعمالا يدوية حيث قدمت لهن التسهيلات اللازمة مجانا لعرض منتوجاتهن وستعود نسبة من مبيعاتهن إلى أمهات الشهداء.

وعن مشاركتها في البازار الخيري أعربت ريما عبسي من مشاغل السفينة لذوي الاحتياجات الخاصة عن سعادتها للمشاركة في الفعالية كونها مهداة لأم الشهيد التي قدمت أغلى ما تملك ليبقى الوطن محميا وقويا مبينة أن المجتمع السوري يظهر دائما في الأزمات تميزه المحبة والعطاء وتقديم الدعم والمساعدة لكل محتاج.

وأوضحت أن المشاركة تتضمن أعمالا يدوية عبارة عن ورق معاد تصنيعه صنعها 24 شابا وفتاة لديهم إعاقات ذهنية من مختلف فئات المجتمع السوري تحت إشراف خبراء مبينة أن المشغل استمر بالعمل والعطاء وتحدى الأزمة وأثبت أن السوريين قادرون على العطاء مهما اشتدت الظروف من حولهم.

واعتبرت كل من فلك نجمة صاحبة مشغل خاص وماريان كويتر المشاركتين في البازار أن دعم أسرة الشهيد عموما وأم الشهيد بشكل خاص واجب على كل شخص باختلاف موقعه وقدراته وإمكانياته كون هذه الأسرة قدمت أبناءها لحماية الشعب والوطن.

وعن المعرض الفني لأبناء وبنات الشهداء أوضحت المسؤولة عنه ديمة قاسم أن المعرض يضم حوالي 45 لوحة رسمها أبناء وبنات الشهداء حيث تم تصوير نسخ مصغرة عنها لبيعها للزوار على أن يعود الريع لأمهات الشهداء مبينة أنه لم يتم تحديد مواضيع اللوحات حيث اختار كل طفل الموضوع الذي يرغب به ويعبر عن شخصيته ومواهبه.

وأعربت الطفلتان بتول وديانا المشاركتان في المعرض عن سعادتهما الكبيرة في المشاركة كون لوحاتهما تعرض أمام عدد كبير من الأشخاص وتلقيان التشجيع والدعم لموهبتهما ولان ريع بيع هذه اللوحات سيعود لأمهات الشهداء.

ولفتت شهيرة فلوح مديرة هيئة مدارس بنات الشهداء أن لوحات المعرض تميزت بالفرح والتفاؤل والأمل وهو ما يعكس اعتزاز أبناء الشهداء بشهادة آبائهم وأملهم بأن وطنهم سيعود قويا متماسكا كما كان بفضل شجاعة أبنائه.

وأكدت فلوح أن "أمهات سورية بمثابة مصانع أبطال وشهداء وبفضلهن سيبقى الوطن قويا مستقلا".

وعن مشاركة أبناء وبنات الشهداء أوضحت مريانا جمل المشرفة من مدرسة أبناء وبنات الشهداء أنهم ساهموا بلوحات فنية وفقرات غنائية تحدثت عن معاني الشهادة والأم مبينة ان الأطفال أبدوا رغبة شديدة بالمشاركة لدعم والوقوف إلى جانب أم الشهيد التي قدمت ابنها فداء للوطن.

ورأت أنه مطلوب من كل سوري الوقوف إلى جانب أسر الشهداء الذين قدموا أبناءهم فداء للوطن وليوفروا الأمن والاطمئنان للسوريين معتبرة أن مثل هذه الفعاليات تشعرنا ان سورية مازالت ورغم الأزمة مجتمعة على المحبة وأنها بحاجة كل أبنائها مهما اختلفت مواقعهم.

وتمنت أن "تكون الفعالية لمسة دفا حقيقية لكل ام فقدت ابنها شهيدا وكل ذوي الشهداء ولاسيما مع اقتراب عيد الأم".

وبدموع تملأ عينيها أشارت شفيقة واكيم أم شهيد إلى أن تكريم اليوم هو لكل شهداء الوطن وأمهاتهم معبرة عن شعورها بالاعتزاز والفخر لكون ولدها قدم روحه ودماءه فداء لسورية وأبنائها.

وأكدت واكيم أن جميع شباب سورية معروفون بالكرامة والشهامة ومهما قدموا من تضحيات لن يوفوا الوطن حقوقه علينا معتبرة أن جميع الأمهات يصلين اليوم لحماية البلد وإعادة السلام والأمان لكل أرجاء الوطن.

سلام ابراهيم أم الشهيد عمار يعقوب عبرت عن اعتزازها بشهادة ابنها فداء لتراب الوطن بالتأكيد على "تقديرها لهذه اللفتة التي أعطتها الدعم والقوة وتعويضها جزءا مما فقدته" وهو ما شاركتها به أيضاً أم الشهيدة جوليا عبدلكه بقولها بعد أن صمتت لدقيقة "أشعرتنا هذه المبادرة أن الدنيا ما زالت بخير".

سوزان عبدلكه أخت الشهيدة جوليا قالت ان أختها عروس سورية زفت فداء الوطن ورسمت مع الشهداء الآخرين طريق النصر معبرة عن شكرها لكل من ساهم في هذه الفعالية التي تؤكد أن جميع السوريين قلب واحد ويد واحدة ضد العدوان الذي يتعرض له الوطن.

ودعت جانسيت أباظة والدة الشهيد أنزور أباظة "كل أمهات سورية للتحرك وإعادة من غرر به من أبنائهن إلى أحضانهن لأن الوطن أم.. والأم بتلم".

وبابتسامة تعبر عن قوة وإيمان بالوطن قالت أباظة.. "المبادرة إنسانية والعدوان الذي نتعرض له فرز مجموعات شبابية تعمل لأجل الوطن ليلئموا جروحه وجروح الأمهات" مضيفة "أنا كأم فقدت ابني وهذا أثر علي كثيرا لكن عندما أرى عشرة شباب وصبايا يقولون لي ماما وجاهزون لدعمي هذا سيعوضني عما فقدته وهذه تركة ولدي أنزور".

وتخلل الفعالية نشاطات ومسابقات مخصصة لأبناء الشهداء نظمها كشاف سنابل المحبة حيث أوضح جورج عبدو أنها تتضمن ألعابا ورسما على الوجوه وتعليم مهارات كشفية ومسابقات ترفيهية.

وبين عبدو أن مشاركة سنابل المحبة في هذه الفعالية تنطلق من رسالتها التي تهدف إلى بناء إنسان ملتزم تجاه مجتمعه ووطنه.

بدورها أكدت الإعلامية اللبنانية سمر الحاج أن هذه الفعالية خلقت من الوجع ومن الأزمة وأنها "بمثابة نواة إنسانية بدأت تكبر لتصب في مكانها الصحيح حيث توحدت الجهود بين سيدات لمسة دفا ومجموعة لبلدي لتصب في مصلحة الشهيد".

ولفتت الحاج إلى أن العمل التطوعي ثروة وطنية وسورية تمتلك الكثير منه وهو الظاهر الخفي للانتصار مبينة أن الكثير من الجاليات في بلاد الاغتراب تنتظر الفرصة ليساندوا أمهات الشهداء اللواتي اسهمن عبر تضحيات أبنائهن في صمود سورية.

وبينت الحاج ضرورة أن تستمر هذه الفعاليات لاسيما بعد انتهاء الأزمة لأن الدور أصعب لاعادة اعمار ما دمرته الايادي السوداء معتبرة أن مشاركتها اليوم نقطة فى بحر ما قدمته سورية للبنان.

ورأت أن هذه الفعالية بمثابة خطوة أولى مشجعة لباقي الجمعيات والمنظمات الأهلية وهي تحد لبلد يواجه حربا كونية مؤكدة أن النصر آت والشعب السوري لايهزم.

وعن عملهم ودورهم في فعالية "أجمل ما في الوفاء الأمل .. الأم بتلم" أوضح بعض الشباب المتطوعين أنهم سينقسمون إلى مجموعات حيث سيلتزم كل عشرة شباب مع أم شهيد لدعمها ومساعدتها وأكدت المتطوعة بيلسان طالبة في كلية الفنون الجميلة أنها ستعوض سلام ابراهيم أم الشهيد عمار يعقوب هيفا عن فقدان ابنها وانها ستتواصل معها بشكل دائم وتلبي كل احتياجاتها ومتطلباتها.

بدورها بينت المتطوعة ميساء درويش قابلة قانونية أن مشاركتها في المبادرة واجب وطني لدعم ام الشهيد التي ضحت بأغلى ما تملك ليبقى الوطن منتصرا قويا.

ولم تمنع إصابة النقيب فراس جبر من المشاركة في الفعالية حيث أكد أنه سيكون ابنا لكل أم سورية قدمت فلذة كبدها فداء للوطن.

وتمنى المتطوع رامي شيباني ان يوفق بمهمته الوطنية الانسانية عبر تعويض أم الشهيد عن خسارة ابنها وتلبية احتياجاتها كما لو ان ابنها ما زال على قيد الحياة مؤكدا أنه سيؤدي هذا الواجب حتى اخر يوم بحياته.

وعبر المتطوع سليمان سكيف موظف عن سعادته بتقديم الرعاية لأم الشهيد التي تجسد قوة الأم السورية التي تجمع أولادها وتدفعهم للدفاع عن الوطن مؤكدا أنه سيكون ككل شباب سورية الداعم والحضن الدافئ لكل أم فقدت ابنها فداء للوطن.

وتخللت الفعالية مشاركة بعض طلاب المدارس الذين قدموا حصالتهم الشخصية لدعم صندوق أم الشهيد متمنين ان تسهم هذه المبالغ ولو بجزء بسيط في دعم أمهات الشهداء اللواتي فقدن أغلى ما يملكن من أجل حماية سورية وضمان مستقبل امن لأطفالها وللجيل الجديد.

واختتمت الفعالية بنشاط موسيقي شاركت فيه فرقة بيركومانيا لالات الإيقاع وكورال ألوان بقيادة المايسترو حسام بريمو والفنانة ميادة بسيليس.

وعن هذا النشاط أوضح الملحن سمير كويفاتي أن فكرة المشاركة بالفعالية جاءت قبل أربعة أشهر حيث تم عقد عدة اجتماعات مع مجموعة "لمسة دفا" للتحضير والاستعداد لها والاتفاق مع الفنانة ميادة بسيليس والمايسترو حسام الدين بريمو لتقديم أغان خاصة بالأم والطفل والوطن.

وبين كويفاتي أن هذه الفعالية تحمل هدفا نبيلا لكونها تولد احساسا لدى الامهات الشهداء بأنه الى جانبهن أشخاص يسألون عنهن دائما ويلبون رغباتهن إضافة إلى أنها تقدم دعما ماديا من خلال صندوق أم الشهيد داعيا إلى دعم الصندوق ليتطور ويحقق الفائدة المرجوة منه.

ولفت إلى ضرورة استمرار المبادرات المجتمعية الاهلية ومشاركة كل أبناء الوطن باعتبار أن كل سوري مسؤول عن إعادة سورية إلى ما كانت عليه.

بدوره لفت المايسترو حسام بريمو الى أن مشاركته في الفعالية تتضمن خمس أغان منها أمي يا ملاكي وأغنية عن النظافة واخرى عن الوردة الشامية والياسمين وقطعة موسيقية من فيلم صوت الموسيقا.

وبين بريمو أن الهدف النبيل للفعالية هو ما شجعه على المشاركة معتبرا أن ما يقوم به هو شكر متواضع لام الشهيد وعظمة ما قدمته.

بينما أشار قائد فرقة بيركومانيا سيمون مريش إلى أن الفرقة قدمت قطعتين موسيقيتين الأولى خاصة باحتفالية عيد الأم والثانية تدعى "تهويدة الطفل" معتبرا أن الفعالية تحمل معاني إنسانية رائعة املا أن تسهم مشاركة فرقته بإسعاد قلوب الأمهات وإبعاد الحزن عنهن.