زيباري يستنجد بأميركا لتشكيل الحكومة وطارق عزيز في سجن الكاظمية

دعا وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الولايات المتحدة إلى مساعدة الساسة العراقيين على تشكيل حكومة قائلا ان عجزهم عن تحقيق ذلك أحدث فراغا قد يتفاقم، وخلال زيارة لواشنطن تضمنت اجراء محادثات مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قال زيباري للصحفيين ان الولايات المتحدة يمكنها مساعدة الساسة العراقيين في الخروج من هذا المأزق.
مضيفاً "نحن نعتقد انه يوجد دور لمزيد من المشاركة من أجل المساعدة والتشجيع والتسهيل لا لتحديد واختيار الحكومة القادمة او الزعيم القادم ولكن حقا للاضطلاع بدور أكبر في هذه العملية."
واضاف قوله "ولت الايام التي كان فيها المسؤولون الامريكيون يجرون مقابلات مع المسؤولين والوزراء ونحو ذلك. فهذه عملية يقودها العراقيون ولكن نحن نعتقد انه يمكنهم تقديم يد العون"، رافضاً التوضيح بدقة ماذا يريد ان تفعله الولايات المتحدة، رغم أنه سئل إذا كان لديه اقتراحات بهذا الشأن فأجاب بقوله "ربما لكني لا استطيع ان أفصح لكم عنها."
ووصلت الاحزاب السياسية العراقية الى طريق مسدود منذ الانتخابات غير الحاسمة التي جرت في السابع من اذار بسبب الخلاف بشأن اي الاحزاب ينبغي ان يقوم بتشكيل حكومة ائتلافية ومن يتولى منصب رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية، واتفقت الكتل البرلمانية العراقية يوم الاثنين على تاجيل جلسة البرلمان التي كان من المقرر ان تشهد انتخاب رئيس للبرلمان ورئيس للجمهورية فيها الى فترة "اقصاها" اسبوعان بسبب استمرار الخلاف بين الكتل بشأن هوية الكتلة التي لها حق تشكيل الحكومة.

وبعيداً عن تشكيل الحكومة، أودعت السلطات العراقية نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز سجن الكاظمية في بغداد بعد تسلّمه من القوات الأمريكية بحسب ما أكد نجله زياد، الذي أشار أنه تم تسليم والده من بين 25 شخصاً قبل 3 أيام إلى السلطات العراقية التي أودعتهم جميعاً سجن الكاظمية، متهماً الأمريكيين بـ"محاولة قتل طارق عزيز، عبر الإهمال الطبي المتعمد، للتخلص من عبء
المعتقلين"، موضحاً أن عائلة عزيز فقدت الاتصال به لعدم وجود وسائل اتصال في السجن الذي أودع فيه "كما أن الزيارات محددة بزيارة واحدة في الشهر، مرة للنساء ومرة أخرى للرجال".
وكان بديع عارف محامي عزيز أكد لوكالة فرانس برس أنه "تلقى اتصالاً من السيد عزيز أعلمني خلاله بأنه سلم إلى الجانب العراقي وهو حالياً في سجن الكاظمية في بغداد"، وبعد أن اعتبر أن ما قام به الجانب الأمريكي انتهاكاً لميثاق الصليب الأحمر الذي لا يجيز تسليم موكلي إلى خصومه، ناشد عارف المنظمات الدولية للتدخل، وقال: إن حياة عزيز الآن في خطر، فهو بين يدي خصومه ومن المحتمل أن يوجهوا له تهماً عقوبتها الإعدام للخلاص منه.
يذكر أن عزيز (74 عاماً) المسيحي الوحيد في فريق الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، والواجهة الدولية للنظام، بذل جهوداً كبيرة مع عواصم أوروبية لمنع اجتياح العراق، لكن بعد أن باءت جهوده بالفشل سلم نفسه للقوات الأمريكية في 24 نيسان 2003 بعد أيام على دخولها بغداد.