سائق شاحنة رأس المعرة لـ "شام إف إم": سامحتكم جميعاً

خاص- لين حمدان
لم تكتفي الأقدار أن رمت بسائق شاحنة رأس المعرة في قلب كورونا، بل ألقت به في جحيم الاتهام والسخرية والتنمر، السائق الذي قيل إنه حمل فايروس كورونا إلى بلدته رأس المعرة صار نجماً من نجوم المرض، وصارت بلدته على كل لسان.
تخيلوا أن في عالمنا ثمانية ملايين مصاب بكورونا، تعالوا نلومهم ونحملهم مسؤولية جحيم هذا الكوكب، تعالوا ننسج الحكايات والشائعات والنكات عنهم وننسى أنهم بشر مثلنا وقد نكون مكانهم في يوم ما.
على المستوى السوري كان سائق الشاحنة أكثر من تعرض للتنمر بين جميع المصابين، لحجر منطقته من جهة وذكر مهنته من جهة أخرى.
بعد شفائه من فايروس كورونا تحدث سائق شاحنة رأس المعرة لبرنامج البلد اليوم مع ديالا حسن و رفض ذكر اسمه لتفادي التعليقات السلبية والتشهير به أكثر بحسب قوله.
حيث قال في اتصال هاتفي أنه تعافى بشكل كامل وتم إجراء مسحتين له وكانت النتائج سلبية، والآن هو بحجر ذاتي لمدة 14 يوم للتأكد من أنه تعافى مئة بالمئة.
أما عن قصة انتقال المرض فروى السائق لشام إف إم أنه عند خروجه من الأراضي السورية وتوجهه إلى الأردن أُجريت له مسحة هناك وكانت نتيجتها "إيجابية"، ما دفعه بالعودة إلى سوريا والالتزام بالحجر الصحي، مؤكداً أنه كان مريض عند تواجده في سوريا، ولم يكن على دراية بالأمر، إذ لم تظهر عليه أعراض (الرشح والسعال والحرارة وما تبقى..) لا قبل ولا خلال المرض.
وعن إشاعة العرس التي انتشرت بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب السائق بأنه لم يقم أي عرس لأن جميع أولاده متزوجون ولديهم أطفال، وفي سياق الحالات المخالطة بين أن عدد من المصابين كانوا من أقربائه كأولاد أبنائه.
أما عن حالة التنمر التي تعرض لها، قال السائق إنه لم يتعرض لأي إساءة من أقربائه وعائلته، إنما مصدر الإساءات الرئيسي الغرباء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، ورغم عدم امتلاكه لحساب على "الفيسبوك"، إلا أنه كان على دراية بما كُتب عنه.
ختم حديثه سائق شاحنة رأس المعرة بأنه يسامح كل من تعرض له بكلمة وأساء اليه، ولا يتمنى أن يحصل لأحد كما حصل له، والكبير هو من يجب عليه أن يتحمل الصغير بحسب تعبيره.