ساركوزي: السلام على المسار السوري ممكن مقابل التطبيع

أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قناعته بإمكانية تحقيق عملية السلام، مشددا على ضرورة استئناف المحادثات بين سورية وإسرائيل رغم جدار الشكوك المتراكمة
وأضاف ساركوزي أن أي تحول إستراتيجي بالنسبة لإسرائيل في حال ترافق التطبيع مع عودة الجولان سيقود إلى تحول جذري لوضع الحركات التي تهدد إسرائيل يوميا من لبنان أو من غزة، مبشراً إسرائيل بـ«تحول إستراتيجي» يترافق فيه التطبيع مع عودة الجولان إلى سورية.
ورأى الرئيس الفرنسي في خطاب أمام العشاء السنوي لـ«المجلس التمثيلي للمنظمات اليهودية في فرنسا» أمس الاربعاء، أن مسيرة الديمقراطية في العالم العربي «تصب في مصلحتنا» لأن الديمقراطيات لا تتحارب فيما بينها، وتساءل: «أي ضمانة أكثر لأمن إسرائيل من قيام دول ديمقراطية، وأن يكون حولها شعوب حرة لا تبحث عن تعويض إحباطها في مكان آخر»، وشدد على أن أفضل ضمانة لأمن إسرائيل هي قيام دولة فلسطينية ديمقراطية وقابلة للحياة وذات سيادة، وقال: «مقتنع بإمكانية إطلاق عملية السلام، وأن استئناف المحادثات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيكون مؤشر أمل جديداً لكل شعوب المنطقة»، منوها بأن محددات السلام معروفة رغم الصعوبات.
واعتبر ساركوزي أن أحداث تونس ومصر لها «أبعاد تاريخية»، وقال: «الشعبان التونسي والمصري وبجرأة، أذهلتهم أنفسهم، قالا بقوة إنهما يريدان العيش بطريقة مختلفة، ولا يمكن لأحد أن يدينهما لأنهما امتلكا الشجاعة»، وأضاف: «بداية ربيع الشعب هذا إيجابي». وأخذ ساركوزي على عاتقه الرد على مخاوف رئيس المجلس اليهودي ريشار براسكيه من عودة «خطاب معاد لإسرائيل»، فذكر الرئيس الفرنسي أن المتظاهرين في مصر وتونس لم «يهتفوا يسقط الغرب أو تسقط أميركا أو تسقط إسرائيل ولم يعدوا بالعودة إلى عصور ذهبية إسلامية، والمتظاهرون لم يهاجموا أي أقلية». وبقي ساركوزي حذراً مشيراً إلى أنه لا أحد يعرف ما الخطوات اللاحقة في مصر ولا يمكن استبعاد أي «انحراف» للثورة. وأضاف: «من واجبنا مساعدة هذه الحركات (الاحتجاجية)، وهذا لا يعني التدخل (...) واجبنا لأن هذا الشعب يطالب بقيمنا». وتساءل سيد الإليزيه: «لماذا نمنع عن الآخرين ما هو جيد بالنسبة لنا وباسم أي قدر يتم استبعاد العالم العربي عن مسيرة الحرية».
واعتبر الرئيس الفرنسي أن مساعدة الشعبين التونسي والمصري هي واجب ومصلحة
ولم ينس ساركوزي في حديثه إلى يهود فرنسا «مواطننا» جلعاد شاليط، معتبراً أن المساس بشاليط هو تهجم على فرنسا. وخصص ساركوزي جزءاً من خطابه للحديث عن الجذور اليهودية لفرنسا، كما لها جذور مسيحية، واعتبر أن وجود إسرائيل هو مطلب للفكر الإنساني.
وتطرق الرئيس الفرنسي أيضاً إلى الملف الإيراني مطمئناً يهود فرنسا إلى أن «العالم لا يمكن أن يقبل إيران تملك قنبلة نووية»، ودافع عن «عقوبات متنامية» ضد إيران، رافضا مجدداً أن يهدد قادة إيرانيون بإزالة إسرائيل عن الخريطة. واتهم إيران بتغذية التطرف يومياً.
شام نيوز- الوطن