ساركوزي: «خطر تفكك أوروبا» كبير

 

اعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مرسيليا أنه من الضروري أن تتوصل القمة الاوروبية في بروكسل الى اتفاق حول اصلاح الادارة الاقتصادية، مؤكدا انه لن يكون لاوروبا «فرصة ثانية».

وقال ساركوزي امام مؤتمر الاحزاب الاوروبية اليمينية «علينا ان نقرر حالا. كلما تأخرنا في اتخاذ القرار كان اكثر كلفة واقل فعالية (...)، في حال لم نتوصل اليوم الى اتفاق لن تكون لدينا فرصة ثانية» واضاف «نريد الدول الـ27، لكن اذا كان هناك تعطيل ضمن الدول الـ27 فسنقرر مع البلدان الـ17».

وتابع «لم تكن اوروبا ضرورية كما هي اليوم، ولم تكن في خطر كما هي اليوم. لم يسع أبدا هذا العدد من الدول للانضمام إليها، ولم يكن خطر تفكك اوروبا كبيرا كما هو اليوم». وأوضح «أمامنا بضعة أسابيع لنقرر، لأن عامل الوقت يعمل ضدنا».
 

ويتوقع أن ترفع فرنسا وألمانيا الى الشركاء الـ27 مشروعا مشتركا لمراجعة المعاهدات الأوروبية التي تعزز ضبط الموازنات المطلوبة من الدول. وتعتبر هذه القمة حاسمة لمستقبل اليورو الذي يواجه مخاطر نتيجة الأزمة اليونانية بعد التحذيرات المتكررة من وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني، التي هددت بخفض تصنيف دول منطقة اليورو، وانتقدت بشدة الأربعاء الاتحاد الأوروبي ومصارفه.

 

صندوق النقد سيشارك
إلى ذلك، قالت المدير العام لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد لدى وصولها الى بروكسل لحضور قمة الاتحاد الاوروبي، إن الصندوق «سيشارك» في «الجهود» التي تبذلها منطقة اليورو لمكافحة ازمة الديون. وأكدت: «هناك عمل كثير ينبغي القيام به، يجب ان يكون منسقا وأن يكون حاسما».
ومن المقترحات المطروحة على المفاوضات، قروض ثنائية من البنوك المركزية الوطنية لبلدان الاتحاد الأوروبي، بقيمة إجمالية من 200 مليار يورو، من صندوق النقد الدولي. وستتيح هذه المبالغ لاحقا جزئيا للمؤسسة المالية بواشنطن مساعدة بلدان دول منطقة اليورو التي تعاني صعوبات.

 

ميركل تعرب عن ثقتها
من جانبها، أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن ثقتها بأن الدول الأوروبية ستتمكن من التوصل إلى حلول «صحيحة لكل القضايا».. معبرة عن اعتقادها أن المناقشات خلال القمة ستكون «صعبة». ودعت الدول الأوروبية التي لا تنتمي إلى منطقة اليورو إلى «التفهم».. مشددة على ضرورة إجراء تعديلات للمعاهدة الأوروبية.
في وقت اعتبرت السويد أن تغيير المعاهدة الأوروبية ليس الحل الذى تنتظره الأسواق، وأن الأسواق «تريد أن تعرف ما إذا كان جدار الحماية الأوروبي له القدرة الكافية، وما إذا كنا نتخذ الإجراءات الكافية لدعم الانضباط المالى، وأيضا تحقيق الإصلاحات من قبل الدول التي تعاني بشكل أكبر من المشاكل».
 

 

وقدرت السلطة المصرفية الاوروبية ان إعادة رسملة المصارف الاوروبية لمواجهة الازمة الاقتصادية ستتطلب 114,7 مليار يورو، بارتفاع قدره ثمانية مليارات عن توقعاتها السابقة.

وضم الرئيس الاميركي باراك اوباما صوته الى الاصوات الداعية إلى ضرورة التعجيل بحل الازمة، معربا عن «قلقه البالغ» من تداعياتها، قبيل انطلاق القمة التي تنعقد في بروكسل، ودعا الاتحاد الاوروبي الى تعبئة «ارادته السياسية» للتصدي لازمة الديون، مضيفا ان الاوروبيين «باتوا يدركون انه بات لزاما القيام بتحرك مهم وجريء»، للتعامل مع الازمة. واضاف اوباما «ليس من سبب يجعلهم غير قادرين على حل هذه المشكلة»، مذكرا بقوة الاتحاد الاوروبي الاقتصادية، ومبديا اعتقاده ان الاوروبيين «لديهم القدرة» على مجابهة تلك الازمة «اذا حشدوا الارادة السياسية» اللازمة لذلك.

 

 

شام نيوز - أ ف ب