ساركوزي: لابد من إشراك سورية في حل الأزمات

 

كرر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس مبادئ مابرحت باريس ترددها من أجل الحفاظ على «استقلال لبنان ومعجزة التعددية فيه»، و«احترام مؤسساته الشرعية»، معتبراً أن «اختيار الحكومة يعود إلى اللبنانيين وحدهم»، لكن اللافت في حديث ساركوزي ربطه بين الأزمة الراهنة في لبنان وتعطل مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، وملف إيران النووي، مشدداً على ضرورة «وضع سورية في صلب المحادثات الرامية إلى حل أزمات عدة» في المنطقة. وقال الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحفي مخصص لإطلاق رئاسة فرنسا لمجموعتي العشرين والثمانية إن: «فرنسا تريد الحفاظ على معجزة التعددية اللبنانية، وتحشد كل طاقاتها وإمكاناتها منعاً لتمزق الشعب اللبناني مجدداً بأزمة جديدة (...) اللبنانيون لهم الحق باستقلال وطنهم ونخصص لهذا الهدف مقداراً كبيراً من الطاقة والإمكانات»، واعتبر أن اليوم (أمس) حاسم كونه يوم الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة المقبلة، مضيفاً: «لقد تقربت فرنسا من سورية لأنها تعتبر بأنه لابد من وضع سورية في المحادثات للخروج من عدد من الأزمات، وسورية جارة لبنان، وباسم الصداقة تقول فرنسا لسورية إن لبنان بلد مستقل ويجب أن يبقى وأن المحكمة الدولية يجب أن تنهي عملها حتى النهاية».

ونأى الرئيس الفرنسي ببلاده عما ستؤول إليه المشاورات لأنه «لا يعود لفرنسا أن تحدد رئيساً للحكومة، رغم أننا استقبلنا كل اللاعبين في الحياة السياسة اللبنانية».

وذكر ساركوزي أنه لم يعلن تشكيل «مجموعة الاتصال» حول لبنان بل اقترحه بعد لقائه مع العاهل السعودي عبد اللـه بن عبد العزيز في نيويورك «حيث أبلغنا أنه توقف عن الوساطة بين سورية ولبنان»، منوها بأن مجموعة الاتصال ستضم إضافة لفرنسا سورية وقطر ومصر والولايات المتحدة والسعودية والرئيس اللبناني، وبرر انشغال بلاده بلبنان بالعلاقات التاريخية به وبوجود جنود فرنسيين في لبنان تحت لواء الأمم المتحدة. ولم يذكر الرئيس الفرنسي «ربما سهوا» تركيا ضمن هذه الدول رغم أنها الدولة الوحيدة التي أعلنت رسمياً تأييدها للفكرة، وبالمقابل أدخل مصر التي لم ترد من قبل في إعلان الإليزيه عن تشكيل مجموعة الاتصال.

وحذر الرئيس الفرنسي من أن الأزمة في لبنان تصب في مصلحة المتطرفين، وتبعد الأنظار عن ملفات أخرى مثل الملف النووي الإيراني والملف الفلسطيني، وأضاف: «كم من الوقت يجب أن نعتبر من غياب التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين فالجميع يعرف أنه يجب إحلال السلام»، ومرة جديدة دعا إلى مبادرات أوروبية للخروج من «الانسداد» في مسيرة السلام، معتبراً أن لبنان «ضحية جانبية لهذا الانسداد»، ورافضاً «تسخير لبنان لمصالح خارجية».

وكشف ساركوزي لأول مرة علناً ما كان يسربه المحيطون به همساً لجهة انتقاد الولايات المتحدة التي ركزت على مسألة وقف الاستيطان الإسرائيلي، ما سبب جمود المفاوضات، وقال: «البدء بمناقشة الاستيطان كان خطأ، لسبب بسيط، هو أن هناك مستوطنات تطرح مشكلة لأنها ستكون ضمن أراض لن تبقى إسرائيلية وهناك مستوطنات لا تطرح مشكلة كونها ضمن أراض ستبقى إسرائيلية». وأعلن عن نية بلاده تنظيم مؤتمر للمانحين لمصلحة دولة فلسطينية بعد مؤتمر باريس الذي عقد عام 2007، ولكن في الوقت نفسه اشترط عقد هذا المؤتمر بأن يتخذ «بعداً سياسياً» لأن أوروبا لا تريد أن تواصل الدفع وأن تبقى بعيدة عن المحادثات السياسية».

 

 

شام نيوز- الوطن