ساركوزي للرئيس الأسد: الإسرائيليون غير عقلانيين

لم تبد باريس علناً «شماتة» بإخفاق الولايات المتحدة في مسيرة السلام الفلسطينية الإسرائيلية، وتجد في الفشل مناسبة لإعادة النظر في «منهج» واشنطن وإشراك أوروبا واللجنة الرباعية ودول عربية في العملية.
ورغم انزعاج الرئيس نيكولا ساركوزي من عدم دعوة أوروبا إلى جولات المفاوضات المباشرة وانتقاداته المتكررة لـ«منهج» واشنطن في إدارة المفاوضات، أصدرت الخارجية أمس الأول بيان دعم لجهود الولايات المتحدة الجديدة من أجل السلام وتجديد التزام واشنطن بمحاولة إحياء المفاوضات، بالترافق مع جولة المبعوث جورج ميتشل إلى المنطقة.
وأشارت صحيفة «لوكنار انشينه» الفرنسية إلى أن هذا البيان جاء بإيعاز من الإليزيه وتحدثت عن «خيبة أمل» ساركوزي من تصرفات حكومة صديقه بنيامين نتنياهو، وذكرت أنه قال للرئيس بشار الأسد الأسبوع الماضي: «إن الإسرائيليين كانوا غير عقلانيين».
وتجنبت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال إليو ماري في جلسة استماع أمام «لجنة الشؤون الخارجية» في البرلمان مساء أمس الرد على الأسئلة «المحرجة» المتعلقة بإسرائيل، فرفضت التعليق على قوانين التمييز التي تقرها إسرائيل لأنها «لم تتطلع بعد على هذا الملف»، وتجنبت اتخاذ موقف من «يهودية دولة إسرائيل»، وشددت بالمناسبة على ضرورة مواصلة التحدث مع الجميع لأن «الدفاع عن مبادئ فرنسا، يتم أفضل بهذه الطريقة، ولا يمنع من أن نكون براغماتيين».
وبالمقابل وفي سياق الدفاع عن «عدم انحياز فرنسا» إلى الأطلسي وإلى واشنطن لم تتردد الوزيرة بالإشارة إلى «إخفاق» أميركي في مسيرة السلام الفلسطينية الإسرائيلية، ورأت فيها فرصة لتعيد واشنطن النظر بسياستها وتوسع إطار عملها إلى اللجنة الرباعية ودول عربية وأوروبا، بما يصب في منحى طرح الرئيس نيكولا ساركوزي عن ضرورة إيجاد آلية «مواكبة جماعية» للمفاوضات تضع حداً للتفرد الأميركي في إدارة المفاوضات، وهو ما كرره أمام ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان أمس. وقالت: «الولايات المتحدة أخذت مبادرة، ودعمناها لأنه من الضروري دعم كل المبادرات الرامية إلى إحلال السلام، والأميركيون يعتبرون أن هناك إخفاقاً ومستعدون لإعطاء مساحة أوسع للجنة الرباعية ولدول عربية، وهكذا ستلعب أوروبا دوراً». وذكرت الوزيرة رداً على سؤال لـ"الوطن" بأنها تنوي زيارة المنطقة ومنها سورية في آذار المقبل.
الوطن