ساركوزي مهتم بتوطيد العلاقات مع سوريا.. وغير مهتم بالحريري

قال السفير "ديديه ديستريمو" المسؤول السابق لقسم الشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية إن الغرب وفرنسا بالتحديد تجد أن لا مصلحة لها في الاعتماد على شخص كسعد الحريري في لبنان. وأضاف ديستريمو الذي عمل سابقا قنصلاً عاماً لفرنسا في لوس أنجلوس وفي جدة، وتولى ملف الرهائن الفرنسيين في لبنان لدى الخارجية الفرنسية، أن سعد الحريري رجل لطيف وجميل، ولكنه ليس أهلا للعمل السياسي، وهو لا يتوقف عن ارتكاب الأخطاء الفادحة مرة بعد أخرى، وهو لا يمكن أن يستمر طويلاً في العمل السياسي خصوصاً في بلد مثل لبنان.
"ديستريمو" أكمل حديثه بالقول" إن العلاقة بين الرئاسة الفرنسية والحريري عادية حسب معلوماته، وهي ليست كما كانت عليه خلال عهد الرئيس السابق جاك شيراك مشيراً إلى أن اهتمام الرئيس نيكولا ساركوزي الكبير بتوطيد العلاقات مع سوريا يجعله لا يهتم كثيراً بسعد الحريري الذي لا يملك شيئا يقدمه سوى أنه ابن رفيق الحريري، وهذا لم يعد يكفي في فرنسا".
واعتبر الدبلوماسي الفرنسي المخضرم أن الأحداث اللبنانية أثبتت صحة التوجه الذي اتبعه العماد ميشال عون في نسج تحالفاته خصوصا في العلاقة الوثيقة مع حزب الله.وقال الدبلوماسي الفرنسي الذي عاد للتو من نيويورك، أنه لمس أن الاهتمام الأميركي منصب حالياً على ما يجري في ليبيا أولا، أما الحديث عن لبنان فليس بالأهمية التي يتصورها البعض في بلاد الأرز، فالحدث الليبي يقلق الأميركيين والغرب نظراً لتواجد النفط في ليبيا ولتأثيرات ما يجري هناك على مجمل الأوضاع في العالم العربي الذي يثور من جهاته الأربعة.
وتابع "ديستريمو: "لم يستفق الأميركيون بعد من صدمة مصر، وهم الذين تصوروا أن لا أحد يمكن أن يؤثر على نظام حسني مبارك، فإذا به يسقط بالضربة القاضية، وهم لا يريدون رؤية أنظمة عربية حليفة تواجه مصير مبارك، لذلك هم يتابعون الوضع الليبي باهتمام بالغ، مع أنهم يعترفون بعدم القدرة على فهم ما يجري هناك، وكانت كل تحليلاتهم وتوقعاتهم بشأن الأوضاع في العالم العربي خطأ كبيراً كما يظهر حالياً.
ويخلص "ديستريمو" للقول بأن هناك خوف لدى بعض الأوساط الفرنسية على الأوضاع في لبنان خصوصاً أن التشنج السياسي وصل ذروته بعد سقوط حكومة الحريري، وقرب صدور القرار الظني في قضية اغتيال الحريري الأب، وهذا الملف محور تدقيق ومتابعة في مصنع القرار في فرنسا التي ترى أن الحفاظ على السلم الأهلي يبقى أولوية برغم التصريحات الكثيرة حول العدالة الدولية والمحكمة والحقيقة. فالغرب وبكل بساطة يختم "ديستريمو" حديثه بالقول أنه لا يريد أن يستفيق صبيحة يوم ليرى حلفاءه في لبنان قد لحقوا بحسني مبارك، وهو ـ أي الغرب ـ يعرف أن موازين القوى الحالية في لبنان سوف تؤدي إلى هذه النتيجة في حال وقعت صدامات على خلفية المحكمة والموقف منها.
شام نيوز- الانتقاد