ساركوزي وكاميرون "يحذران": سنؤيد دولة فلسطينية

 

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يلتقي في 20 أيار في البيت الابيض بالرئيس الامريكي براك اوباما. وسيعقد اللقاء قبل أربعة أيام من خطاب نتنياهو أمام مجلسي الكونغرس الامريكي. والتقى نتنياهو أمس في باريس بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي أوضح بانه اذا لم يكن تقدم في المسيرة السلمية، فستنظر فرنسا في الاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العمومية في الامم المتحدة في شهر ايلول.

 

ونشر البيت الابيض أمس بيانا حول اللقاء بين اوباما ونتنياهو. في بؤرة اللقاء سيكون الطريق المسدود في المسيرة السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين، على خلفية موجة الثورات في العالم العربي. وسيعقد اللقاء بشكل استثنائي في يوم الجمعة، وذلك لانه في الاسبوع التالي سيسافر اوباما في زيارة سياسية الى اوروبا.

 

وأجرى مستشارو نتنياهو اتصالات مكثفة مع البيت الابيض لتحقيق لقاء لنتنياهو مع الرئيس الامريكي قبل خطابه في الكونغرس في 24 من الشهر. بعد جهود كبيرة استجاب الامريكيون للطلب وحددوا اللقاء ليوم الجمعة.

 

ووصل نتنياهو أمس للقاء مع ساركوزي في باريس، بعد زيارته لندن حيث التقى برئيس الوزراء دافيد كامرون. في اللقائين اعتزم نتنياهو الحديث عن الحاجة الى صد الخطوة الفلسطينية احادية الجانب في الامم المتحدة ولا سيما في ضوء اتفاق المصالحة بين فتح وحماس. وقال نتنياهو في ختام لقائه مع ساركوزي ان "السلام لا يتحقق الا بالمفاوضات المباشرة مع اسرائيل وليس بالاملاء والفرض في الامم المتحدة".

 

مع ذلك، وفي ما يبدو كخطوة منسقة تستهدف الضغط على نتنياهو، نشرت في الصحافة البريطانية والفرنسية صباح أمس انباء حول نية بريطانيا وفرنسا الاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العمومية للامم المتحدة في شهر ايلول، اذا تواصل الطريق المسدود في المسيرة السلمية.

 

فقد افادت صحيفة "غارديان" البريطانية على لسان مصادر دبلوماسية بريطانية بان رئيس الوزراء دافيد كامرون استغل التخوف الاسرائيلي من اعتراف دولي بدولة فلسطينية في شهر ايلول كرافعة ضغط على نتنياهو. وقال الدبلوماسيون البريطانيون لـ "الغارديان" ان "بريطانيا تفضل المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين والتي تؤدي الى حل الدولتين. ولكن في هذه المرحلة بريطانيا لا تستبعد شيئا. فكلما كانت اسرائيل أكثر جدية تجاه المسيرة السلمية، هكذا يقل احتمال الاعلان من طرف واحد عن دولة فلسطينية". وعلى الرغم من ذلك لم يعد كامرون بان يرفض تماما اتفاق الوحدة بين فتح وحماس، كما أمل نتنياهو.

 

الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هو الاخر أعد استقبالا باردا لنتنياهو حين قال امورا مشابهة ولكنها أكثر قطعا في مقابلة مع صحيفة "لاكسبرس" فقال انه "اذا لم تستأنف محادثات السلام في اثناء الصيف، فسيتعين على فرنسا أن تأخذ المسؤولية في كل ما يتعلق بالمسألة المركزية للاعتراف بدولة فلسطينية. أنا صديق اسرائيل على مدى كل حياتي السياسية. ولكن لن يكون أمن لدولة اسرائيل بدون دولة فلسطينية. نتنياهو ملزم بان يأخذ مخاطرة من أجل السلام".

 

عندما خرج من لقائه مع ساركوزي أمس، قال نتنياهو ان حديثهما كان "وديا وتناول جملة مواضيع. سمعت امورا واضحة من الرئيس ساركوزي. من يريد السلام مع اسرائيل يجب أن يعلن بوضوح بانه مستعد للسلام وليس للارهاب. هذا قول واضح وهام. سمعت امورا مشابهة في لقائي مع رئيس الوزراء كامرون أمس".

 

وقال نتنياهو "لا اريد أن أتحدث عن تفاصيل المحادثات، ولكن المبدأ المركزي هو أن من يريد السلام مع اسرائيل يجب أن يقبل اسرائيل كدولة اليهود. هذا هو الامر الاكثر بساطة وحقيقية". وفي سياق حديثه اضاف نتنياهو بان اسرائيل كفيلة بان تؤيد دولة فلسطينية "حتى قبل ايلول"، ولكن فقط في الظروف الصحيحة.

 

"توقعاتنا، والتي هي توقعات كل انسان معقول، هي أننا نطلب من كل من يقول أنه يريد السلام مع اسرائيل أن يهجر فكرة ابادة اسرائيل. نحن يمكننا أن نصنع السلام مع العدو، ولكن فقط اذا كان العدو يريد السلام"، هكذا علل نتنياهو موقفه المرة تلو الاخرى.

 

وطرح رئيس الوزراء امكانية أن تعترف الامم المتحدة بدولة فلسطينية يتم اعلانها من طرف واحد، "إذ واضح أن هناك أغلبية تلقائية في الامم المتحدة. يمكن ان يطرح هناك للتصويت اقتراح يقول ان العالم مسطح، وحتى هذا سيقر اذا كانوا يريدون"، قال.

 

 

في الوقت الذي أجرى فيه نتنياهو محادثات في لندن وفي باريس هاجم فيها رئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن)، التقى الاخير في برلين بالمستشارة الالمانية انجيلا ماركيل. خلافا لساركوزي وكامرون، أوضحت ماركيل لعباس بانها تعارض خطوات احادية الجانب للفلسطينيين.

 

 عباس لم يقتنع وقال لماركيل انه مصمم على التوجه الى الامم المتحدة. "سنذهب الى الامم المتحدة لا كي نعلن عن دولة، بل كي نسأل العالم عن رأيه في أنه لم يتحقق حل سياسي في المفاوضات"، قال.

 

هذا ورفضت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، في زيارة لها الى روما أمس استبعاد المفاوضات المستقبلية مع طرف فلسطيني، يضم حماس رغم أنها شددت على أن الولايات المتحدة تصر على رأيها بان على حماس أن تهجر طريق الارهاب والعنف وتعترف بحق اسرائيل في الوجود كشرط مسبق لذلك. وعندما سُئلت مباشرة اذا كان اتفاق المصالحة أغلق باب المفاوضات السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين في المستقبل المنظور، تملصت كلينتون.

 

 

هآرتس