ساركوزي يحاول كسب تأييد إسرائيل للبقاء في الإليزيه

بعد أن استنفد مرشحو انتخابات الرئاسة الفرنسية وفي مقدمتهم الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي ومرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبن جميع السبل والطرق للدخول كمنافسين حقيقيين للوصول إلى قصر الإليزيه عادوا إلى مغازلة الإسرائيليين كوسيلة جديدة ومبتكرة من شأنها إنقاذ حظوظهم ومستقبلهم السياسي التي تؤكد استطلاعات الرأي سوداوية هذا المستقبل وصعوبة الفوز بالانتخابات المقررة في 22 نيسان القادم.
ساركوزي الذي تنكر لوعوده الانتخابية السابقة التي مضى عليها نحو 1760 يوما وفي مقدمتها خفض نسبة البطالة إلى 5 بالمئة في نهاية ولايته إلا أنها ارتفعت إلى 10 بالمئة وبعد أن لاقت خطته الإصلاحية التي أعلنها نهاية الشهر الماضي استهجان أغلبية الناخبين لكونها تركز على دعم الرأسمالية على حساب المستهلكين ترك الساحة الداخلية ليتوجه إلى مخاطبة إسرائيل فقام بحضور اللقاء السنوي للمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية الفرنسية لأول مرة منذ تسلمه السلطة ليحول المجلس إلى منصة يطلق من خلالها تعهدات جديدة بالحفاظ على أمن إسرائيل وليوجه تهديداته ووعيده بفرض عقوبات قاسية على إيران في محاولة منه لتغيير صورته أمام الإسرائيليين ولاسيما بعد أن تحدثت وسائل إعلام عالمية عن خلاف مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو بعد نعته بالكذاب في محادثة مغلقة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما واضطراره إلى إرسال اعتذار أنهاه بتعابير غير متعارف عليها ديبلوماسيا مثل مع فائق الاحترام والمودة.
ولم يكتف الرئيس المنتهية ولايته بهذه التهديدات والتعهدات بل قام باستقبال الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وذلك بعد أربعة أشهر من إطلاق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس وذلك في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة جديدة لكسب تأييد إسرائيل التي تتمتع بنفوذ في دوائر فرنسية كثيرة أهمها الإعلام لتفادي الصعوبات التي يعانيها في سباقه إلى الرئاسة مع تكرار أخطائه السياسية وفشل نموذجه الاقتصادي في تفادي الأزمة والحد من البطالة وفي ظل وجود خصمه الاشتراكي العنيد فرانسوا هولاند الذي يعد أوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة.
الخطوة الساركوزية نبهت المرشحين الآخرين لانتخابات الرئاسة الفرنسية للتوجه إلى مخاطبة قادة الكيان الصهيوني ولاسيما مرشحة الجبهة الوطنية التي دخلت على خط المنافسة مع ساركوزي لكسب أصوات يهود فرنسا فقامت بإطلاق تصريحات دافعت فيها عن مواقف والدها جان ماري لوبن والزعيم السابق للحزب تجاه اليهود خلال الحرب العالمية الثانية معتبرة أن الدراسات تفيد أن قسما كبيرا من اليهود الفرنسيين يستعدون للتصويت لحزبها في الانتخابات الرئاسية رغم تصريحات رئيس مجلس المؤسسات اليهودية في فرنسا بأن مؤسسته لا تعتزم التصويت للجبهة الوطنية وذلك بعد أن أوفدت في وقت سابق الرجل الثاني في الجبهة الوطنية لوى أليوه لزيارة الأراضي الفلسطينية للترويج لها في الانتخابات القادمة.
ويرى مراقبون أن توجه ساركوزي لكسب تأييد إسرائيل كورقة انتخابية أخيرة للبقاء في قصر الإليزيه خمس سنوات قادمة ستبوء بالفشل ولاسيما بعد تلقيه ضربة جديدة من شأنها زيادة تدهور شعبيته حيث أعادت السلطات القضائية فتح ملف التمويل غير المشروع لحملته الانتخابية عام 2007 المتورط فيها اريك فيرت وزير العمل والأمين السابق لصندوق الحزب الحاكم (الاتحاد من أجل الحركة الشعبية) الذي يواجه اتهامات بتلقي أموال لدعم حملة ساركوزي واستغلال نفوذ منصبه بتوظيف زوجته في إحدى شركات بيتانكور وبراتب شهري مرتفع.
وفي المحصلة يرى العديد من المراقبين أن ساركوزي الذي خسرت بلاده تصنيفها الائتماني الممتاز بعد 37 عاما من حصولها عليه يحتاج إلى ما يشبه المعجزة للبقاء في منصبه ولاسيما أن استطلاعات الرأي تؤكد أن حظوظ مرشح الحزب الاشتراكي هولاند تبلغ نحو 60 بالمئة قبل 65 يوما من بدء المرحلة الأولى من الانتخابات الفرنسية ناهيك عن أن 63 بالمئة من الفرنسيين مستاؤون من السياسات الاقتصادية والاجتماعية لساركوزي بحسب استطلاعات للرأي نشرت مؤخرا.
شام نيوز - سانا