سانا: إسرائيل وقطر..أهداف مشتركة بهرتزليا لمواجهة قوى المقاومة

تكشف المشاركة القطرية في مؤتمر هرتزليا في فلسطين المحتلة الذي بحث في التهديدات التي يتعرض لها الكيان الاسرائيلي وآلية التعامل معها عن الأهداف المشتركة التي تجمع الجهتين.

وإذا كان هاجس المؤتمر الذي وضع شعارا له (في عين العاصفة اسرايل والشرق الأوسط) حسب الكاتب الفلسطيني تحسين الحلبي هو مواجهة (تحدي قوى المقاومة) مع تزايد قوتها وصمودها فما الدور الذي يمكن ان تلعبه قطر في هذا الاطار وماذا تمتلك في هذا الصعيد ليأتي الجواب أنه ليس أمام قطر إلا أن تستمع جيدا لما يريده الاسرائيليون لتعمل على تطبيقه بحذافيره لأنها أدنى من أن ينظر إليها كراسم للسياسيات لتبقى مجرد أداة تنفيذية.

وفي السياق يرى مراقبون أن امتلاك قطر لاحتياطي ضخم من الغاز واحتضانها لقناة الجزيرة وعدة وسائل اعلام تعمل في الغرب يجعلانها مفيدة جدا لاسرائيل اذ أن التلاعب بالمنطقة والضغط على قوى المقاومة يحتاج لامرين حيويين يتمثلان بضخ رؤوس اموال ضخمة لشراء المواقف السياسية والفكرية وحشد السلاح لدعم القوى المتطرفة الامر الذي يبدو جليا في سورية ومن جهة أخرى خلق غطاء اعلامي لكل ذلك والتلاعب بالرأي العام العربي عبر خلق واقع افتراضي وكل ذلك متوفر لدى قطر ما يجعلها مفيدة جدا لاسرائيل.

وباستعراض سريع لأهم العناوين التي بحثها هذا المؤتمر الصهيوني الذي انتهى أمس الأول تظهر هوية المشاركين فيه وحرصهم البالغ على أمن اسرائيل اذ أن المؤتمر ناقش قضايا الأزمة الاقتصادية العالمية وأثرها على الكيان الصهيوني وثانيا قيمة "إسرائيل" الحالية استراتيجياً بالنسبة إلى الولايات المتحدة وهل دور حماية المصالح الأميركية في المنطقة الذي كان يلعبه الكيان ما زال قائماً وثالثاً ملف التجاذب السياسي والعسكري والأمني بين اسرائيل والولايات المتحدة وطهران ورابعاً حركات المقاومة وتأثرها بالتحولات القائمة ضمن ما يسمى بالربيع العربي.

وبالعودة إلى كلام الحلبي فإن هذا الكاتب المختص بالشأن الاسرائيلي كشف أن اولى مهام المؤتمر تنسيق جدول أعمال إسرائيلي-أميركي-أوروبي تتآلف معه بعض الأنظمة العربية ضد طهران والترويج لخطة إعلامية تنفذها وسائل الإعلام المتعددة الناطقة بالعربية لمخاطبة الوجدان الشعبي من أجل قبول إيران كعدو أول بدل اسرائيل من جهة والعمل على الترويج للفتنة الطائفية من جهة ثانية وهما مطلبان اسرائيليان بامتياز.

ويشير المراقبون إلى أن وجود ممثلين للاتحاد الاوروبي في المؤتمر يهدف لوضع خطة عمل تشارك فيها قطر عبر التمويل للتصدي لنشاط بعض المنظمات غير الحكومية في القارة العجوز التي تعمل على نزع الشرعية القانونية والأخلاقية عن الكيان الصهيوني.

وبالنظر لسلوك قطر وشرائها رئاسة المجلس الوزاري حرصا على الانتقال بالأزمة السورية إلى مجلس الأمن عبر الجامعة العربية يتضح أن الهدف من كل ما تقوم به اليوم هو نسف القضية الفلسطينية من بوابة سورية إذ أن استهداف سورية يجعل القضية الفلسطينة بلا سند ويتركها في مهب البازارات السياسية التي يتقنها القطريون بيعا وشراء.

 

 

سانا