سانا: مؤتمر ايباك يغازل مشيخات النفط ويتوعد إيران

مزودون بأدوات الابتزاز الانتخابية والمالية تزاحم المسؤولون الاسرائيليون على اعتاب واشنطن للمشاركة في المؤتمر السنوي للجنة العلاقات الخارجية الأمريكية الإسرائيلية/ايباك/اكبر اللوبيات الداعمة للكيان الصهيوني علهم يفلحون من خلال افتتاح البازار الانتخابي الأمريكي باكرا واقناع الرئيس باراك أوباما بتبني تكتيكاتهم الحربية والتخلي عن حذره الانتخابي والتعجيل بتوجيه ضربة عسكرية لإيران.

واللافت في مؤتمر ايباك الحالي هو علانية الغزل الإسرائيلي لممالك الخليج إذ أن اللجنة المنظمة قالت في بيان لها إن إيران باتت تشكل خطرا على الولايات المتحدة وإسرائيل وأصدقائها في دول الخليج ليتضح أن هناك دورا ما على مشيخات النفط أن تلعبه لحماية إسرائيل إذ أن الأراضي السعودية والكويتية والقطرية التي استخدمت منطلقا لتدمير العراق عليها أن تكون جاهزة للعب نفس الدور تجاه إيران.

وينظر مراقبون إلى الصمت الخليجي حيال هذا البيان الخطر على أنه قبول ضمني بالمهمة إذ أن العواصم الثلاث المعنية بهذا الأمر تجاهلت البيان ولم تجد حرجا بوصفها بالدول الصديقة من أكبر منظمة داعمة لإسرائيل التي تحتل أولى القبلتين رغم أن البيانات السياسية لهذه الدول حرصت خلال الفترة الأخيرة على تكرار التزامها بالواجب الديني وحرصها على تنفيذ الالتزامات التي يفرضها عليها.

وعلى عكس الرغبة الإسرائيلية الخليجية جاءت الكلمات الضبابية لأوباما في افتتاح المؤتمر معبرة عن هواجس السياسة الخارجية الأمريكية المترددة في التعاطي مع ملفات الشرق الأوسط في لحظة سياسية حرجة تشهد تغيرات كبرى في موازين القوى فهو وإن كان قد دعا لتحضير طبول الحرب إلا أنه لم يقرعها بل طلب من الإسرائيليين تخفيف نبرتهم العالية حتى لا يشوشوا بتكتيكاتهم المذعورة على الاستراتيجية الأمريكية طالبا منهم الانتظار فالوقت لم يحن بعد.

أوباما أكد حرصه على أمن إسرائيل وكاد يقسم على ذلك ليقنع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز المسجلة باسمه مجزرة قانا ورئيس حكومته بنيامين نتنياهو ونحو/13/الفا من داعمي الكيان الغاصب أنه سيظل وفيا لتعهداته في هذا الإطار إلا أن الوقت لم يحن لضرب إيران حسب قوله../من أجل أمن إسرائيل وأمن الولايات المتحدة..ليس الآن أوان التهديدات..لا تعتمدوا على ما أقول ولكن انظروا إلى ما أفعل/.

ويرى مراقبون ان نقاشات ايباك على مدار الأيام القادمة ستتمحور حول كيفية تطوير التكتيكات الإسرائيلية لتلتقي في النهاية مع الاستراتيجية الأمريكية تجاه إيران ومنطقة الشرق الوسط بعد أن سعى أوباما جاهدا لتهدئة الذعر الإسرائيلي من تغير موازين القوى وأظهرت جمله الواضحة أنه ليس بوارد الاستجابة لطلبات النجدة الإسرائيلية حاليا على الأقل بانتظار توضح المشهد السياسي في منطقة تشهد تغييرات بنيوية لن تكون في مصلحة بلاده على المدى البعيد وتحتاج لوقت أطول لفهم طبيعتها ووضع الخطط للتعامل مع نتائجها.

تكرار أوباما لمضمون واحد بكلمات مختلفة حول ضرورة الهدوء والتريث والرهان على العقوبات لإضعاف إيران واصراره على ايصال رسالة واضحة بأن بلاده ستفعل أي شيء لحفظ أمن إسرائيل عكس خشيته من عمل عدواني إسرائيلي ضد إيران غير محسوب سياسيا يورط الولايات المتحدة بحرب ليست مستعدة لها وقد تجد نفسها فيها أمام حالة مشابهة لفشلها في رهان سابق إبان انطلاق الثورة الإسلامية في إيران خسر فيه الرئيس الأمريكي الاسبق جيمي كارتر مستقبله السياسي وخاصة في ظل وجود حالة شعبية تتجاوز التحالفات الهشة بين واشنطن والتيارات السياسية التي جلبتها إلى السلطة.

وحسب خبراء في الشان السياسي فإن الأوراق المطروحة للنقاش في مؤتمر ايباك تتمحور حول المخاطر الوجودية التي تواجه إسرائيل بالتزامن مع تماسك خط المقاومة وتصاعد قوته بعد انكشاف عملاء إسرائيل التي تريد من الولايات المتحدة ضمانات حقيقية لأمنها لم تبخل بها الأخيرة سابقا إلا أن اللحظة الراهنة تثير خوف إسرائيل أكثر من أي وقت مضى.

وسيبقى ملف السلام مع دعاة الاعتدال العربي الغائب الأبرز عن طاولة عمل ايباك لأنه لم يشكل تاريخيا خيارا إسرائيليا كما أن البيانات التي كانت تتحدث عن السلام سابقا كانت مجرد هبات إسرائيلية أمريكية لبعض الأنظمة التي لم تعد موجودة حاليا وكان القصد منها مواجهة الرأي العام العربي بالقول إن إسرائيل تريد السلام.

وبالمحصلة فان المؤتمر سيشهد خلال الأيام القادمة محاولات لاهثة من إسرائيل للاطباق على التملص الأمريكي وصياغة الاستراتيجية الأوسع والأشمل للتنسيق الأمريكي الإسرائيلي حتى لا تنتهي الأمور بخيبة أمل بدأت الصحف الإسرائيلية تتحدث عنها معتبرة أن الرئيس الأمريكي يطلب من الجميع الكف عن دق طبول الحرب ليتفرغ لانتخاباته ويراقب بخشية تصاعد الدور الروسي في الشرق الأوسط دون أن يرفع صوته ولو قليلا في وجه إيران.

 

 

سانا