سانا: واشنطن تضلل أنقرة وتلعب بمصيرها في سعيها المحموم لاستهداف سورية

ربطا بما أعلنته صحيفة واشنطن بوست أمس الأول بأن وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي اي ايه" كانت وراء عملية القرصنة الجوية التي قامت بها الحكومة التركية تجاه طائرة الركاب السورية من خلال تزويد السلطات التركية بمعلومات استخبارية تبين لاحقاً أنها مضللة بات واضحاً أن المؤامرة التي تقودها الصهيونية والمخابرات الأميركية على سورية فشلت رغم كل الاحقاد التي ضخها الإعلام الذي يفتقد للأسس المهنية والأخلاقية .
ومع الإعلان عن سعي واشنطن لتعزيز علاقاتها الأمنية مع تركيا حسب الواشنطن بوست من بوابة الأزمة في سورية وتبعاتها تتواصل الانتقادات ضد الولايات المتحدة لدورها في تأجيج الأزمة سواء بإرسال السلاح أو الجماعات الإرهابية المسلحة ودعم الإرهاب بكافة الوسائل كما دفعت حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا ثمن انصياعها للمخططات الأمريكية الصهيونية التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار في سورية.
وانتقد الكاتب التركي محمد التان في حديث لموقع كرتشك جوندام التركي حكومة حزب العدالة والتنمية مؤكداً أنها أصبحت تعتمد على أسس غير ديمقراطية واستبدادية ووصائية ومتعصبة بعد الانتخابات النيابية معتبراً أن حكومة أردوغان أصبحت عاجزة عن حل مشاكل الحزب ومشاكل تركيا الداخلية.
كما عبر الكاتب التركي عن قلقه من السياسة الخارجية لحكومة أردوغان غير المفهومة والمقلقة تجاه دول الجوار مؤكدا أن حكومة حزب العدالة والتنمية تواجه انتقادات حادة لممارساتها فى تركيا وحيال سورية ما يجعلها تعاني من ضعف كبير في سياستها الخارجية.
ولم تقتصر الانتقادات ضد حكومة أردوغان على الأوساط السياسية فقط بل تعدت ذلك لتشمل أبناء الشعب التركي حيث أبدى عدد من الأتراك سخطهم من الحكومة التركية وفي هذا السياق أشارت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية إلى أجواء من القلق تسيطر على عدد كبير من الأتراك الذين يعتقدون أن الولايات المتحدة تقف وراء تفاقم الأزمة في سورية معتبرين أن بلادهم تنفذ خططاً أميركية لتأجيج الصراع بالمنطقة.
وحول موقف بعض الأتراك حيال الأزمة في سورية والتآمر عليها نقلت الصحيفة عن أحد المقيمين في أنطاكية قوله إن ما يحدث في سورية ما هو إلا مشروع أميركي كبير من أجل إعادة تشكيل ما يسمونه الشرق الأوسط الجديد .
وأضاف أن الولايات المتحدة وحلفاءها غير مهتمين بجلب الديمقراطية إلى الشعب السوري ويجب الاعتبار مما حدث في العراق موضحاً أن الدول الاستعمارية لا يهمها سوى السعي للحصول على النفط ومصادر الطاقة.
وتابعت الصحيفة إن أجواء من مشاعر الاستياء ضد الولايات المتحدة تسود بين أوساط الناس في مدينة أنطاكية منذ بدء الأزمة في سورية مشيرة إلى أن السكان المحليين في أنطاكية يلقون باللوم على الحكومة التركية التي يصفونها بأنها أقحمتهم في الصراع الدائر في سورية وذلك من خلال دعم أنقرة للمعارضة والمجموعات المسلحة في سورية واصطفاف تركيا مع اعداء سورية في الغرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة التركية الحالية تفاخرت لسنوات بسياستها الخارجية وأنها ما فتئت تتغني بكون علاقاتها مع دول الجوار تتسم بأنها خالية تماما من المشاكل لكن سرعان ما انقلبت الموازين وباتت الأوضاع التي تعصف بسورية تلقي بظلالها على الدبلوماسية التركية التي ساهمت بشكل كبير في تأجيجها وأن علاقات تركيا قد تعكرت مع سورية وإيران .
وقالت ساينس مونيتور إن ما تشهده المنطقة يعود بجذوره إلى تطلع إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش نحو شرق أوسط جديد وهو المشروع الذي صرحت به وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس وذلك عندما أشارت عام 2006 إلى ما وصفته بمخاض ولادة شرق أوسط جديد.
ونقلت الصحيفة عن النائب في البرلمان التركي رفيق إيرلماز من حزب الشعب الجمهوري المعارض قوله إن القوى الغربية تحاول إثارة صراع طائفي وذلك حتى تصبح البلدان في المنطقة مجزأة وضعيفة .
وقال النائب التركي المعارض إن الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان لإضعاف إيران ولتعزيز موقفهما في الشرق الأوسط مضيفاً أن ما تريده الولايات المتحدة واسرائيل هو أن تستبدلا الحكومة السورية الحالية بحكومة تلبي مصالحهما.
وفى دليل جديد على الدعم غير المحدود الذى تقدمه دول غربية وأخرى عربية للمجموعات الإرهابية المسلحة فى سورية وما ترتكبه من جرائم وتتسبب به من خراب وتدمير فى البلاد كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الخميس الماضي أن المجموعات الارهابية وعلى رأسها ميليشيات ما يسمى "الجيش الحر" تلقت أسلحة مضادة للصواريخ من عدة دول على رأسها تركيا وليبيا وقالت أن كلا من تركيا وقطر والسعودية قامت بتزويد المجموعات الإرهابية في سورية بالأسلحة والأموال وذلك من خلال التحالف السري فيما بينهم منذ فصل الربيع فيما عملت الولايات المتحدة والدول الأوروبية من وراء الكواليس على تقديم المساعدات اللوجستية والاستخباراتية لهذه المجموعات.