سحر المائة ليرة وما يفعل..؟؟

شام نيوز – وجيه موسى

 

 

 صدرت الليرة السورية لأول مرة عام 1919 وكانت قيمتها تعادل 20 فرنكا فرنسيا وكانت تستعمل في سوريا ولبنان. و عندما سيطرة البريطانيون وقوات فرنسا الحرة على سوريا، ارتبطت الليرة السورية بالجنيه الإسترليني عام 1941 م وكان الجنيه الواحد يعادل 8.83 ليرة وذلك استنادا لمعدل التحويل بين الإسترليني والفرنك قبل الحرب. لكن وبعد عام 1946 م وانهيار قيمة الفرنك الفرنسي، ارتفع معدل التحويل بين العملتين ليصل سعر  1 ليرة = 54.35 فرنك. وفي 1947 م، اعتُمد الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية وكان التحويل 1 دولار = 2.19 ليرة وبقي هذا المعدل حتى عام 1961 م .
 

 


أما الآن لم يبق من الليرة إلا اسمها ولم نعد نشاهدها في الأسواق إلا نادرا وان كانت موجودة بشكل ما ولكن غير متداولة في الأسواق وذلك يعود لانعدام قوتها الشرائية  وان وجدت ماذا تفعل بها أو ماذا تشتري بها وحتى نكون أكثر واقعية في هذا التحقيق سنتحدث عن المائة ليرة وماذا تفعل، وليس عن الليرة حتى يكون السؤال بعيدا عن الخيال والسخرية ويحمل طابع الجدية..؟
في وقت ما كانت المائة ليرة سورية راتب موظف لشهر كامل أيام كان الموظف في الصف الأول من المجتمع السوري كما وكانت ثمن أجرة بيت وسط العاصمة دمشق لشهر كامل أيضا ،"وكانت تعمل العمايل ".
 
شام نيوز طرح هذا السؤال على مجموعة من الشرائح المختلفة في المجتمع ونقل لكم الإجابات التالية :

أشتري أكلات طيبة

شام طفلة في الصف الخامس : أستطيع أن أشتري بالمائة ليرة أكلات طيبة وبعض الفطائر.

خرجيه لابني

السيدة ناديا معلمة :ماذا تفعل المائة ليرة هذه الأيام "إنشاء الله يقبلها ابني خرجيه" نعم أعطيها لابني خرجيه وهو متذمر فلم تعد ترضيه ويقول لا تكفي أجرة سرفيس مع سندويشة فلافل.

من أجل رقم اضبارة بالقصر العدلي

قال لي أحد المحامين ردا على سؤالي السابق أدفع المائة ليرة لمستخدم المحكمة في القصر العدلي فبدونها من الصعب الحصول على رقم اضبارة ما أو من أجل تصويرها علما بأنه من صلب عمله تقديم مثل هكذا مساعدات للمحامين .

ثمن أركيلة 
 
أبو ناصر يقول  :المائة ليرة هي ثمن أركيلة في مقهى باب الحارة بمنطقة التضامن وبدون كوب الشاي ومن غير "البخشيش " لحامل الجمرة

إرضاء المراقب 
 
أبو محمد نور الدين سائق سرفيس على خط يرموك كرجات: المائة ليرة بالنسبة لي هي عبارة عن أجرة عشرة ركاب أما ماذا أستطيع أن أفعل بها  ارضي بنصفها مراقب الخط الذي لابد من إرضائه كل يوم "مثل فرض الصلاة " وأيضا أشتري بالنصف الثاني  ثلاث ربطات خبز للعائلة وهذه الكمية هي حاجتنا اليومية في البيت.

 

دفع "بلاء "

عماد شاب يعمل سائق تكسي :المائة ليرة بالنسبة لي لا تعني شيئا إلا أنها بالنتيجة هي عبارة عن أجرة مشوار من المخيم إلى المزه، حتى الشرطي لم يعد يقبل بها إلا ما  ندر وحسب المخالفة وهي لا تصلح إلا عندما لا تكون هناك مخالفة "فقط دفع تبلي الله وكيلك" .
 
أدخل فيها المشفى في غير وقت الزيارة

أحمد طالب جامعي يقول : المائة ليرة يمكن أن تحل لك معضلة فعلى سبيل المثال لا الحصر كان والدي في إحدى المشافي العامة والتي تحدد مواعيد الزيارة في أوقات معينة والتي كانت تتعارض مع موعد محاضراتي فكنت أدفع مائة ليرة لحارس الباب حتى يدخلني وهذا على سبيل المثال وبإمكانك أن تدفعها أيضا للمستخدم في الجامعة ليصور لك إحدى المحاضرات التي لم تستطع حضورها .

كيلو بندورة وكيلو خيار

أم خالد ربة أسرة تقول : سابقا كانت المائة ليرة تطبخ فيها طبخة  أما اليوم يمكن أن تشتري بالمائة ليرة على أحسن حال كيلو بندورة مع كيلو خيار هذا إذا كانت الأسواق عادية وغير ملتهبة الأسعار ويمكن أن تشتري ليتر زيت فرط "زيت قلي " لا تعرف ما نوعه .

 


 
باكيت دخان مع قداحة

نضال صاحب مصبغة يقول : المائة ليرة أجرة غسيل وكوي  "بنطال و قميص " وبالنسبة لي المائة ليرة هي ثمن باكيت دخان مارلبورو مع قداحة ورغم صعوبة الحصول عليها  تصرف بأسرع وأسهل ما تتخيل .

ثمن صحن تبوله 
السيدة أم محمد  تقول : كنت  في السابق أدفع المائة ليرة أجرة بيت كامل في منطقة "البحصة "
والبحصة لمن لا يعرفها هي وسط العاصمة دمشق أما الآن فالمائة ليرة لا تكفي لثمن صحن تبوله.

إكرامية لعامل الكازية

عبدو طالب في المرحلة الثانوية يقول : أثناء العاصفة الثلجية التي مرت علينا منذ أيام ازداد الإقبال على شراء مادة المازوت فأصبح هناك ازدحام على محطات الوقود وحتى تحصل على "بيدون مازوت " عليك أن تدفع إكرامية لعامل المحطة مائة ليرة ولمثل هكذا أمور تنفع المائة ليرة .

وفي الختام لكل من يقول أن الليرة السورية فقدت قيمتها الشرائية ولم تعد تنفع لشيء لعل الإجابات الأنفة الذكر تبين كم حلت المائة ليرة من المعضلات وكم يسرت من أعمال وكم اختصرت من وقت وجهد وطول انتظار في أمور  لابد منها وكم أرضت من الناس وكم دفعت الشر عن ناس ...فاتقوا الله في أموالكم يا معشر السوريين ...!!!!!!