سفير امريكي سابق في اسرائيل: امريكا ستندم على رشوة اسرائيل

انتقد السفير الاميركي السابق لدى اسرائيل دانييل كيرتزر في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية امس السبت العرض الاميركي الاخير لتقديم صفقة من الحوافز الى اسرائيل مقابل تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية لثلاثة اشهر.
وقال ان الصفقة المقترحة تعتبر مكافأة لاسرائيل على سوء تصرفها وانها "فكرة سيئة للغاية".
وكتب في مقاله انه "لا شك في ان واشنطن ستندم على رشوة اسرائيل، كما ان اسرائيل سيصيبها قسط اكبر من الندم لقبولها الرشوة".
وتحتوي صفقة الحوافز الاميركية لاسرائيل على تعهد اميركي بعدم طلب تمديد التجميد بعد انتهاء مدته، وباستخدام حق الفيتو في وجه محاولات فلسطينية للحصول بخطوات احادية على اعتراف من الامم المتحدة على قيام دولتهم.
كما ستطلب ادارة اوباما من الكونغرس الاميركي الموافقة على بيع 20 طائرة من طراز إف-35 ، وفي حال التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين ستضمن احتياجاتها الامنية الاكثر اتساعا. وهذه الطائرات ستكون بالاضافة الى 20 مقاتلة مماثلة تخطط اسرائيل لشرائها مستخدمة الاموال التي تحصل عليها سنويا على شكل منح من واشنطن.
وقال كيرتزر ان "المعارضة الاميركية سابقا تجاه المستوطنات اشتملت على عقوبات وليس على مكافآت نتيجة استمرار البناء الاستيطاني. فقد خصمت واشنطن من القروض المضمونة الى اسرائيل ما يعادل – دولار مقابل دولار – الاموال التي تصرفها اسرائيل في الاراضي المحتلة".
واضاف انه اذا تحقق السلام فان ذلك سيشكل سابقة خطيرة في العلاقات الخارجية الاميركية.
وقال انه "لم يتضح بعد ما اذا كانت واشنطن قد أعملت فكرها في المضاعفات. وهل ستقوم الولايات المتحدة بمكافأة الفلسطينيين بالمثل ؟".
وقال كيرتزر ايضا ان الاتفاق يحمل في طياته بعض المخاطر بالنسبة لاسرائيل ايضا وانه "بتعريض احتياجات اسرائيل الدفاعية لمطالب الادارة الاميركية السياسية، فان نتنياهو اتخذ خطوة خطرة حقا بالنسبة لاسرائيل – اذ جعل احتياجاتها طارئة وقابلة للتفاوض والخيار".
"فاحتياجات اسرائيل الامنية لان تخضع لمجرد المراهنة للتفاوض حول ما اذا كانت ستقوم بالعمل من اجل تحقيق او عدم تحقيق مسيرة السلام".
وقال كيرتزر ان "ممارسة اسرائيل على المساومة" تبدو امرا "غير مناسب". الا انه اضاف ان الصفقة لم يتم التوقيع عليها بعد، وان الوقت لا يزل متاحا للعودة من جديد.
وكان نتنياهو قد كشف عن الحوافز الاميركية امام حكومته الاسبوع الماضي، وبدا ان الوزراء كانوا سيؤيدون خطط التوقف الموقت للبناء في الضفة الغربية لتخطي العوائق امام محادثات السلام.
الا ان مسؤولا اسرائيليا قال الجمعة ان الولايات المتحدة لم تعرض بالضمانات التي تريدها اسرائيل، وان نتنياهو يقول نتيجة تردد واشنطن في الالتزام خطيا بكل التعهدات المطلوبة اسرائيليا بانه حصل على العرض الاميركي شفويا الاسبوع الماضي.
شام نيوز - WASHINGTON POST